احترس .. مكرر

عبدالرحمن محمد المطوع

صديقي أزعجني بهذه الجملة في كل يوم أكاد أسمعها أو أقرأها منه ومن الأصدقاء المحيطين الذين التقطوا فايروس هذه العبارة في البداية تهكما ومن ثم أصيبوا به والدعوة بالشفاء لكل مريض.
في المجتمع الاقتصادي المحلي لدينا العلة نفسها، فبمجرد افتتاح نشاط ونجاحه يسبقه العشرات وبالمكان نفسه، اللهم لا حسد، لكن فرق بين أن تكون مبادرا ومبتكرا، وبين أن تكون تابعا لا تجيد دراسة المشروع وتسير على خطى غيرك ولا تتلافى الأخطاء.
صحيح أن السوق السعودية بمدنها الكبرى والمتوسطة الحجم بيئة ضخمة للعمل، وتستوعب العديد من المجالات، إلا أنها تحتاج احترام المستهلك أولا. وثانيا المحافظة على العلاقة بين الوكيل أو المصنع او المطعم والنظر لها بكثير من التقدير.
فلن يكون هناك مصنع دون عميل ومستهلك ولن يكون هناك منتج وطني دون طلب متوازن وحقيقي.
وما الانتشار العشوائي لعدة أنشطة في مربع تجاري واحد إلا دليل على ما أنوي قوله، فمراكز الشقق المفروشة غطت كل الأحياء وأصبحت بديلا عن التأجير السنوي، وازدحمت الطرق الداخلية في الأحياء بسيارات الزوار والمصطافين.
من جانب ثانٍ، شوارع تكاد تكون كلها محلات لبيع النظارات وأخرى صوالين حلاقة وغيرها مطاعم شاورما، صحيح أن المنافسة تنعكس إيجابا على المستهلك كون السوق مفتوحة، لكن غياب التوزيع العادل يفلس بالجميع ويضعف السوق، وقد يخرج أسماء جيدة من المجال في وقت كان بالإمكان النجاح في موقع آخر.
موقع المركز التجاري أو المحل أو حتى المصنع هو العنصر الثاني بعد ماذا ننتج؟ وأين؟ أو ماذا نبيع؟ وأين؟
ورسالة صديقي المزعج..تنطبق على هؤلاء.. احترس .. مكرر فيجب أن نقولها لكل من يرغب في فتح مطعم شاورما بجوار آخر، أو صالون بجوار غيره.
وفي كل شيء استثناء، وقد يكون هذا في مواسم محددة ومدن معينة مثل مكة المكرمة أو المدينة المنورة بحكم ضيق المكان وملايين المعتمرين والحجاج والزوار.
المراكز التجارية الضخمة أصبح لديها هذا التنوع والتوزيع مما يثري المكان ويشجع الزوار على القدوم.
والتخصص في مراكز تجارية للكمبيوتر أو الجوالات أو غيرها له أسباب نجاحه، ولكن لا يكون كل المكان لنشاط واحد ويغيب عنا بقية المجالات المطلوبة.
المدن المتحضرة وبلدياتها تسعى دوما لتحسين خدماتها، وأعتقد أنه يمكن لها أن تلعب دورا في هذا التناسق.