«مطار جدة» يتنفس الصرف الصحي .. ويشوه وجه «العروس»

خبير بيئي: كبريتيد الهيدروجين غاز سام وخطر على الصحة العامة

«مطار جدة» يتنفس الصرف الصحي .. ويشوه وجه «العروس»

إبراهيم شهاب (جدة)

المسافرون جوا من وإلى جدة لن تفوتهم روائح غير مستحبة تنبعث من مرمى للصرف الصحي في محيط المطار.. كما تشد أبصارهم عشرات الناقلات كريهة الرائحة وهي تفرغ حمولتها في المرمى. لسنا في حاجة للتأكيد أن المطار هو واجهة المدينة ونافذتها الأولى وأن بقاء المرمى في محيطه لا يستقيم مطلقا.. غير أن ذلك يحدث في جدة.

استقبال ووداع
الرائحة تبدو أكثر واضحة على الطريق النازل من مطار الملك عبدالعزيز قرب جسر المطار الجديد إذ تتجمع ناقلات الشفط وهي تفرغ حمولتها في شمال جدة. وأثار المشهد انتباه محسن الطلحي الذي أكد أن تطوير المطار وإغلاق بعض الطرق وفتح مسارات بديلة جعل المرمى كريه الرائحة قريبا من الطريق السريع وبات على المسافرين أن يحظوا بوداع واستقبال كريه من مرمى الصرف الصحي !
السكان - كما يقول الطلحي - لم يقفوا مكتوفي الأيدي وبادروا إلى مخاطبة الجهات المختصة والمسؤولة عن الصرف في التفكير الجاد في إيجاد حلول حاسمة أقلها نقل المرمى من موقعه الحالي إلى مكان بعيد عن النطاق السكاني وأنظار المطار.. وراحت تلك النداءات مع الرياح.

لماذا الصمت
عمر البايضي اتفق مع الطلحي، ويشير إلى أن العابرين من وإلى المطار يشعرون بالحرج البالغ ويروي جانبا من تجربته عندما تطوع بإيصال زائر إلى المطار فهاجمتهما الروائح الكريهة من كل جانب واضطر الزائر إلى تغطية أنفه متسائلا: ألا يسافر مسؤولو الصرف الصحي عبر هذا المطار؟ كيف تصمت الجهات المعنية على مثل هذا الاختراق الكبير؟
يضيف البايضي أن عمليات تطوير المطار مهمة ومطلوبة ومع ذلك فمن غير اللائق استمرار وضع مرمى الصرف الصحي على هذا النحو المحزن خصوصا أن المنطقة مقبلة على مشاريع ومبان عملاقة ومتنزهات سياحية جاذبة فأي تناقض بين الجذب والروائح الكريهة؟.
من جهة ثانية، أوضح الخبير البيئي الدكتور نايف الشلهوب أن تجمع مياه الصرف الصحي في أي مكان داخل النطاق العمراني يعد كارثة بيئية حقيقية تتسبب في الإضرار المباشر بصحة الإنسان؛ لأن الروائح تكون ناتجة من التفاعل اللاهوائي لبكتيريا لاهوائية في مياه الصرف، ومن المكونات الأساسية لتلك الروائح غازات كبريتيد الهيدروجين وهو غاز سام يتسبب في أمراض صدرية وجلدية وتنفسية وتهدد الرئة بشكل مباشر.
وأضاف الشلهوب أن هذا الغاز يرفضه الجسم في بداية الأمر، وبعد مرور فترة على عملية الاستنشاق فإن الجسم يعتاد على الرائحة ويفقد الإحساس الكامل بها وبالتالي استنشاق كمية كبيرة من الروائح الكريهة السامة دون تسبب أمراض الجهاز التنفسي ومشكلات كبيرة في البصر. أضف إلى ذلك أن مستنقعات الصرف تولد بكتيريا تسمى «الكريبتو ريديوم» لها أضرار بالغة على جسم الإنسان مضيفا أنه يأمل في إبعاد محطات المعالجة عن المناطق السكنية.