83 كتابًا مرشحًا للجائزة .. والمعرض لا يحكمها

رئيس لجنة جائزة الثقافة والإعلام العقيلي لـ «عكاظ»:

83 كتابًا مرشحًا للجائزة .. والمعرض لا يحكمها

حاوره: سعد الخشرمي

كشف رئيس لجنة جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب 2016، الدكتور عبدالمحسن بن سالم العقيلي أسرارا مهمة لـ«عكاظ» تتعلق بالجائزة ومستقبلها، وما إذا حجب منها فرع من فروعها، كما تحدث عن معايير وضوابط الجائزة والترشح لها، وألقى الضوء على عدد من القضايا المتعلقة بهذه الجائزة فإليكم نص الحوار:

• بصورة عامة، هل لك أن تحدثنا عن المنطلقات التي تقوم عليها هذه الجائزة؟
- كما هو الحال في كل الجوائز، هناك جانبان رئيسيان للجائزة: جانب «التوجه»، وجانب «التميز». في جانب «التوجه» تسعى الجائزة إلى تفعيل المعرفة في المُجتمع، من أجل تعزيز الاستفادة منها اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا؛ لتحقيق الترقي الاجتماعي والثقافي، ووسيلة ذلك تشجيع المُفكرين والكُتاب، بل وأصحاب القدرات الفكرية الكامنة، من السعوديين على العطاء المعرفي، وعلى التنافس فيما يُقدمون. وقد دأبت الجائزة على هذا التوجه منذ أن بدأت.
أما في جانب «التميز»، فإن الأمر يعتمد على الأعمال التي يتم تقديمها، ثم على استكشاف تميزها عبر تحكيمها للمنافسة للفوز بالجائزة. ففي كل عام هناك أعمال مُتميزة تختلف في تميزها عن تلك التي تم طرحها في السنوات السابقة. وقد رأينا هذا العام أعمالا مُتميزة جديدة، تم ترشيح أفضلها للجائزة. وسيتم الإعلان عن الأعمال الفائزة في الوقت المُحدد لذلك بمشيئة الله.
• هلا تحدثت لنا عن أهداف الجائزة الرئيسية؟
- غاية الجائزة، كما هي غاية معرض الكتاب أيضا، هي تفعيل المعرفة في المُجتمع، من أجل تعزيز الاستفادة منها اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا. وبالطبع فإن الإنسان هو محور هذه الغاية. إنه المحور في العطاء المعرفي، والمحور في التلقي المعرفي، وهو أيضا المحور في استخدام المعرفة والعمل على الاستفادة منها، استفادة ثقافية وإبداعية. في هذا الإطار تضمنت أهداف الجائزة ما يلي:
· دعم الكتاب المُتميز وتشجيع المُؤلف السعودي.
· الاهتمام بالمُؤلف السعودي في مُختلف الفروع المعرفية تحفيزا له على مواصلة العطاء.
· الدفع بإستراتيجية ثقافية تعتمد على البحث والتأليف العلمي الرصين.
· إضفاء مزيد من الأضواء على فعاليات معرض الكتاب.
وبشكل أساسي تهدف وزارة الثقافة والإعلام من هذه الجائزة إلى تطوير العمل الإبداعي في مختلف المجالات وتوجيه الأنظار إليه من المجتمع عامة ومن مجتمع الثقافة والأدب والمعرفة خاصة؛ وذلك تكريما لمفهوم الإبداع، وحثا على التأليف الجيد، وتحفيزا لمزيد من الحياة في الحركة الثقافية، وتعزيزا لدور المملكة العربية السعودية في هذا السياق على المستويين العربي والعالمي.
• ما المعايير المتبعة في اختيار الكتب المؤهلة للترشح بداية، وصولا للفوز بالجائزة؟
- مرت عملية الترشيح بمراحل عدة: فهناك أولا مرحلة المراجعة الكمية/ الشكلية والتي تعنى بمدى انطباق المعايير العامة للجائزة على الكتب المقدمة. ثانيا، مرحلة المراجعة النوعية التي تعنى بالمضامين العامة ومدى كون العمل إضافة في مجاله. ثالثا، مرحلة التحكيم، حيث يتم إرسال الكتب إلى محكمين متخصصين كل في مجاله.
أما فيما يخص معايير الجائزة فهي تشمل ما يلي:
· مضمون الكتاب.
· الإضافة المعرفية للكتاب.
· منهجية الكتاب وموضوعيته.
· لغة الكتاب وأسلوبه في العرض.
· الأمانة العلمية والتوثيق.
وهذه المعايير استرشادية تمثل إطارا عاما لعملية التحكيم. وهكذا تم اختيار الكتب الفائزة بالجائزة التي نتمنى لمُؤلفيها المزيد من العطاء؛ كما نتمنى لكل من لم يُحالفه الحظ أو لمن لم يتقدم ويشعر أن له أو لغيره عملا إبداعيا أن يتقدم بهذه الأعمال الجديدة في السنوات القادمة.
• هل لنا أن نتعرف أكثر على لجنة الجائزة لهذه الدورة؟
- تعمل اللجنة وفق بناء تنظيمي محدد. فهناك أولا أعضاء لجنة الجائزة، ثم المحكمين من خارج اللجنة ممن يستعان بهم لتحكيم الأعمال المقدمة، كل في تخصصه الدقيق. و لقد تم اختيار عدد من الخبراء والمهتمين بالشأن الثقافي بجوانبه المتعددة بما فيها العلمي والفكري والأدبي، لعضوية اللجنة. وقد راعت لجنة الجائزة في عملها المعايير المعتبرة في تحكيم الأعمال المقدمة للجائزة، من خلال اتباع ضوابط وإجراءات تتصف بالعدالة والشفافية. وقد اقتصر عمل اللجنة على إدارة عملية التحكيم من خلال إرسال الأعمال المقدمة إلى محكمين كل في تخصصه. فكتب العلوم الطبيعية والتطبيقية ترسل لمتخصصين في هذه المجالات لتحكيمها. وكتب الإبداع من شعر ومسرح وخلافه ترسل لنقاد أدب عرفوا بإنتاجهم النقدي الرفيع، وهكذا كان الحال في باقي فروع الجائزة. وبالتالي فإن الأعمال المرشحة للجائزة تمثل رأي نخبة من المجتمع الثقافي السعودي.
• ماذا عن حجم الإقبال على الترشح لجائزة هذا العام؟ وما المجال الأكبر من حيث الإقبال؟
- بلغ عدد الكتب المُتقدمة للجائزة (83) كتابا في مُختلف المجالات. والملاحظ أن مجال الفنون واللغة والأدب كان هو المجال الأكثر حضورا بين الأعمال المتقدمة. وكان الأساس في نوعية الكتب المرشحة مدى نجاحها في تحقيق أهداف الجائزة ومعاييرها ومستواها وتجانسها مع مجالات الجائزة وليس في عددها. برغم ذلك إلا أننا كنا نأمل أن يكون العدد أكثر من ذلك، وفي مُختلف المجالات؛ لأن حركة التأليف والنشر في المملكة -كما هو معروف- تزخر بأعمال إبداعية كثيرة. وستعمل لجنة الجائزة على دراسة هذا الأمر من أجل مزيد من التطوير في السنوات القادمة بمشيئة الله.
• هل من فروع جديدة لهذا العام، أو نية لاستحداث أخرى في الأعوام المقبلة؟
- تهتم الجائزة بمُختلف المجالات المعرفية والأدبية والفنون والاجتماعية والنفسية والعلوم التطبيقية وتغطي في الواقع كثيرا من الأعمال الإبداعية دون استثناء. لكن الأمر يعتمد أيضا على الكُتب المقدمة أو المرشحة للجائزة. والجائزة في وضعها الحالي تغطي عددا من المجالات المعرفية والثقافية الرئيسية وفروعها أو التخصصات الفرعية فيها، وهي مجالات شاملة وواسعة وتقع في صلب تحقيق أهداف هذه الجائزة، وأنا على ثقة في تجاوب الوزارة لأي مقترح يهدف إلى تطوير أسلوب تحقيق الأهداف في الأعوام القادمة بشكل أفضل، بما في ذلك اقتراح مجالات أخرى إن لزم الأمر. وستدرس اللجنة ومن ثم الوزارة أي اقتراح في تحسين أثر الجائزة سواء كان في إجراءات العمل أو المعايير أو التحكيم وحتى الملاحظات على عملها السابق ، ومن المعلوم أن العمل يكتمل بقدر الإسهام المجتمعي فيه، وخاصة المجتمع المتخصص من المثقفين والمبدعين والذين نعتز بهم جميعا.
• هل تم حجب أي فرع من فروع الجائزة هذا العام؟ وإن حصل فما السبب؟
- هذا الموضوع مهم للغاية، خصوصا في المجالات التي لا تحظى بالتنافس المعرفي الكافي، أي بعدد كاف من الكتب المُتقدمة للجائزة. نحن نريد أن نمنح أكبر عدد مُمكن من الجوائز، ونُريد في الوقت ذاته أن يكون للجائزة مكانتها المعرفية المرموقة. وعلى ذلك، لا بُد في بعض الأحيان من حجب الجائزة في مجال أو مجالات مُعينة. ولا شك أن في ذلك ما يُحفز على الارتقاء بالأعمال لنيل الجائزة في السنوات القادمة. كما تجدر الإشارة إلى أن الجائزة في مجال ما لا تحصر الإبداع فيه فهو الأفضل حسب شروط الجائزة والتزامه بمواصفات المراجعة والتحكيم ولكونه دخل في عملية الترشيح وتنافس مع عدد قد يكون كبيرا في بعض الأحيان في مجاله. ونلاحظ أن مجالات الجائزة شاملة وبالتالي قد تتقارب في بعض المفاهيم وكثرة الأعمال المتقدمة أو قلتها قد تختلف من عام إلى آخر؛ لأن الإبداع لا تحكمه ضوابط عددية/ كمية، وقد يكفي أن يُرشح عمل فريد رائع فيتم اختياره وترشح عدة أعمال ولا ترقى لأن تكون مرشحة.
• ما تأثير الجائزة على حركة الإبداع والنشر والتأليف في المملكة؟
- تهدف الجائزة إلى تكريم العمل الثقافي والفكري والإبداعي السعودي، ويتم منحها للمُؤلف السعودي صاحب العطاء المعرفي الأفضل. فالجائزة هي فعلا للمُؤلف القادر على المُنافسة وعلى التميز في العطاء المعرفي. ومن المعلوم أنها كذلك تشجيع للناشر الحريص على اختيار الأعمال التي ينشرها ويكون جادا في نشر مواد ثقافية وأدبية تترك معالم في مسيرة الإبداع والثقافة في السياقات السعودية والعربية والعالمية.
•أخيرا، هل من تصور لمستقبل هذه الجائزة وكيفية تطويرها؟
- التطوير والتحديث عملية مستمرة وصيرورة لا نهائية وخاصة في المجالات المعرفية والإبداعية. وبناء على هذا الأساس فإن الجائزة مقبلة على عملية تطويرية شاملة شكلا ومضمونا من خلال صياغة رؤية مستقبلية للجائزة تأخذ في حسبانها جملة من المحاور المهمة، مثل أهداف الجائزة، ومجالاتها، وكيفية الإعلان واستقطاب الأعمال المتميزة، وآليات الترشيح، وإجراءات التحكيم ومعاييره. وستعمل ذلك من خلال دراسة وتحليل الممارسات المثلى إقليميا وعربيا وعالميا، بما يجعل الجائزة ذات بنية مؤسسية وهيكل إداري وعلمي واضح ومنظم بما يحقق حضورا واستدامة تليق بالجائزة.
ولعل من مُتطلبات هذا التطوير الاهتمام بثلاثة محاور رئيسية: محور يهتم بالعمل الثقافي أو الأدبي بالمُؤلف، ومحور يرتبط بالمجالات المعرفية التي يطرحها هذا العمل المُؤلف، ثم محور يتعلق باستخدام التقنية من أجل تعميم فوائد الكتب المُتميزة. في محور العمل المؤلَّف، تحتاج الجائزة إلى زيادة عدد الأعمال التي تتقدم إلى الجائزة مُحققة لمُتطلباتها. وفي محور المجالات المعرفية، خصوصا العلمية والاقتصادية والاجتماعية، تحتاج الجائزة إلى تشجيع أكبر لأصحاب الخبرة في هذه المجالات على العطاء المعرفي. وفي محور تعميم فوائد الكتب المُتميزة، ربما كان من المُناسب دعم تحويل هذه الكتب إلى الشكل الإلكتروني القابل للانتشار عبر الصوت والصورة.


شروط وضوابط المشاركة في الجائزة



- حددت الوزارة شروطا وضوابط للتقدم إلى الجائزة:
· أن يكون المُؤلف سعوديا.
· أن يكون الكتاب مُؤلفا باللغة العربية.
· أن يكون الكتاب من مطبوعات سنة الجائزة (2015).
· أن يكون الكتاب مفسوحا من وزارة الثقافة والإعلام.
· ألا يكون الكتاب رسالة جامعية أو مستلا منها.
· أن يُوقع المُؤلف تعهدا بالتزامه بحقوق الملكية الفكرية في كتابه.
· أن يوقع المُؤلف تعهدا بأن كتابه لم يحصل على جائزة سابقة.
وهي شروط، في ظني، أولية وأساسية وتتيح التقدم لكثير من الأعمال وتعمل على توجيه الجائزة لتحقيق أهدافها لخدمة اللغة والثقافة العربية والجودة والإضافة الجادة والتزام المؤلف بالحقوق الفكرية التي تضمن ملكية المادة وحصر مصدرها الإبداعي أو الأدبي ومراعاة حقوق الآخرين، بالإضافة إلى عدم تكرار العمل الفائز في محفل آخر.