عنترة.. والوايت!

ياسر أحمدي

قلت لذلك الشاب الباكستاني المحترم، سائق الوايت، وقد غالى في سعر حمولته من مياه الآبار: لا تسقني ماء الحياة بذلة، بل فاسقني بالعز كأس الحنظل!
إنه واحد من أثرياء الصيف، يرتزقون من عطش عباد الله مثلي وأمثالي حين تعلن أنابيب التحلية عصيانها وتبعث لمستخدميها صرير الريح. لم يفهم «سائق الوايت» مغزى بيت الشعر الذي شرحت فيه عن حال الأحياء مع أزمة المياه الموسمية. سألته: هل تعرف «صاحب البيت» عنترة العبسي؟ فأجاب: صديق هادا مو بيت عباس. هادا بيت بشير!
توهم سائق الوايت أن عنترة أحد مسؤولي الرقابة في شركة المياه الوطنية فأطلق إطارات «وايته» للريح بحثا عن زبون يدفع بلا مساومة أو شعر أو بطيخ. كأنني سمعته يقول خلي عنترة العبسي يجيبلك وايت.
المسؤولون عن المياه يرفضون أي مزاعم عن شح في المياه غير أن نظرة خاطفة للشوارع تؤكد صدق ما يذهب إليه غالب المواطنين. هل يرى المسؤولون «المائيون» قافلة ناقلات المياه وهي تقاسم سياراتهم اللامعة مربعات الطريق، أم أنهم لا يرون أيضا صفوف المستهلكين الذين درجوا على أداء صلاة الفجر قرب مكاتبهم؟
المسؤولية تتحملها شركة المياه التي تهمل واجباتها في ضبط أسعار وايتاتها وانضباط سائقيها. اقترح عليها ملاحقة من لا يربط منهم حزام الأمان.
عزيزي المراقب: إذا رأيت وايت ماء من بعيد والسائق يترنح يمنة ويسرة ويخفف السرعة فاعلم أنه شافك وراح يربط الحزام!