خروج آمن.. أم رحيل مخزٍ؟

خروج آمن.. أم رحيل مخزٍ؟

أحمد عبدالله، محمد حفني، أحمد السيد (القاهرة)

يطرح الانسحاب الروسي من سورية تساؤلات كثيرة حول التوقيت والأسباب، لكنه يثير في الوقت نفسه خلافا حول ما إذا كان يمثل هذا الانسحاب خروجا آمنا، أم أنه رحيل مخز خصوصا أن التورط الروسي في المستنقع السوري لم يحقق أهدافه.
الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم اعتبر أن الانسحاب الروسي الجزئي جاء سابقا لأوانه، وتوقع وجود تفاهمات روسية أمريكية وراء القرار الذي جاء لتجنب الصدام بين الجانبين على الأراضي السورية. ولم يستبعد أن تمهد هذه الخطوة لدخول قوات برية لحسم المعركة مع النظام السوري. ورأى الخبير الإستراتيجي اللواء صابر عبد الرحمن أن الانسحاب جاء بعد أن أيقنت موسكو فشل مهمتها وتجنبا للاستنزاف.
وقال رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة السويس الدكتور جمال سلامة إن الدول العربية كانت تتوقع الانسحاب الروسي، إلا أن التوقيت كان مفاجئا خصوصا أنهم تحدثوا في بداية التدخل عن مدة عام أو أكثر. موضحا أنه رغم عدم الإعلان عن سبب هذا الانسحاب المفاجئ إلا أنه يعد اعترافا بالهزيمة والعجز عن تحقيق أي إنجاز، ونهاية للأحلام الامبراطورية التي تراود بوتين بإعادة روسيا كقوة عظمى. وأضاف سلامة أن ما حدث لروسيا يمثل هزيمة لا تقل عما حدث في أفغانستان،
الخبير العسكري اللواء حسام سويلم، اعتبر أن انسحاب روسيا دليل على انسداد أفق الحل العسكري في سورية، وأنه ربما تكون هناك صفقة روسية أمريكية جرت في السر لكن مضمونها يمكن أن يظهر في الأيام القادمة. ولفت إلى أن الوقت لا يزال مبكرا للتكهن بمجريات الأمور، قبل تحقيق انسحاب روسي كامل من الأراضي السورية، إلا أن مجمل الحدث يؤكد فشلا روسيا كبيرا في سورية، وأن تدخل بوتين في هذه الحرب كان من البداية خطأ. ورأت الخبيرة في الشؤون الروسية الدكتورة نورهان الشيخ، أن الانسحاب الروسي من سورية كان متوقعا في ظل الخسائر والتكلفة الاقتصادية الكبيرة للحرب. ولفتت إلى أن روسيا كانت تنفق يوميا نحو 2.4 مليون دولار على العمليات العسكرية في سورية. بينما أفاد مدير وحدة الدراسات الإقليمية والعربية بمركز الأهرام الدكتور معتز سلامة، أن إسرائيل أكثر دولة استفادت من التدخل الروسي في سورية.