أربعينات القرن الـ 20 العصر الذهبي

حينما عين الملك عبدالعزيز نجله الثالث فيصل نائبا له في الحجاز ارتبط بعلاقات ود وصداقة مع هذه العائلة والتقرب من أفرادها، وحينما تم تعيين الأمير فيصل وزيرا للخارجية عمل على استثمار ثقافة ومعرفة أبنائها بالعالم الخارجي وتحدثهم اللغات الأجنبية في توطيد صلات الدولة السعودية الناشئة بالدول الأخرى.
ويمكن اعتبار عقد الأربعينات من القرن العشرين فترة ذات بصمة متميزة في التاريخ التجاري لعائلة علي رضا. فالأنشطة التجارية للعائلة التي أعيد تنظيمها تحت اسم «شركة الحاج عبدالله علي رضا» في عام 1929 أخذت تنمو وتتوسع مع بروز المملكة العربية السعودية كدولة قوية موحدة منتجة ومصدرة للنفط. وقامت الشركة الجديدة بتأسيس مكاتب لها في كل من الرياض والدمام، ولاحقا في المدينة المنورة وينبع والجبيل ورأس تنورة.
ثم سعت لتطوير قاعدة أعمالها التجارية لتشمل الاستحواذ على وكالات تجارية عالمية كوكالة تجارة سيارات فورد، وتوزيع منتجات البترول، وصناعة زيوت التشحيم، وتموين الطائرات، والدخول في عقود ومناقصات شبكات الاتصالات، مع استمرارها في تقديم خدماتها في مجال الشحن وتوكيلات البواخر وتموينها بالوقود. وشهدت نهايات الأربعينات قيام «آل علي رضا» بالتخلي لأرحامهم السابقين من آل زاهد عن وكالتهم الحصرية في الحجاز لسيارات جنرال موتورز.
في مقابلة أجراها صالح العمودي مع وزير التجارة السعودي الأسبق عبدالله أحمد يوسف زينل ونشرت في الزميلة «المدينة» في مايو 2010 قال الوزير إن بيتهم التجاري العريق الذي يرجع تاريخه إلى أكثر من 165 عاما، والحاصل على السجل التجاري رقم 1 في المملكة لا يفتخر بكثرة أمواله أو تجارته ومشاريعه التي تغطي مجالات عديدة لكنه يعتز أيما اعتزاز بالسمعة الطيبة والصدق والأمانة والإخلاص، والحرص على الترابط والوحدة بين أبنائه من أولاد وبنات وأحفاد وأحفاد أحفاد الجد الأكبر علي رضا، بدليل إقامتهم في مجمع سكني واحد، وتواصلهم المستمر، وتعاونهم في السراء والضراء، واحترام صغيرهم لكبيرهم، ناهيك عن إصرارهم على إبقاء شركتهم كشركة عائلية.