دشتي والجلد بالعقال!

ياسر أحمدي

عبد الحميد دشتي يذكرني بـ «عبده عنقز».. رجل من قريتنا المشهورة بالهياط والعياذ بالله، اشتهر بادعاء المعرفة، وزفارة اللسان، ما إن يأتي إلى مجلس حتى ينفض عنه القوم فيصعد إلى أعلى تلة في القرية يبعث منها شتائمه ويرفع صوته وعقيرته حتى يسمعه كل من حوله. كان لـ «عبده عنقز» معجبون، إذ كان صبية الحي ودهماؤه شغوفين بطريقته في إطلاق القذائف، وشتائمه وبحركاته البهلوانية. حين يأتي للمجلس ويشعر بتجاهل الناس له يقفز عاليا ثم يهبط على ظهره رافعا ساقيه لاستدرار الضحك من أفواه الصغار . يختار خصومه بعناية، لا يسدد شتائمه إلا للكبار وأعيان القرية حتى يقول الناس عنه: هذا عبده عنقز شاتم فلان وعلان! لم يقل أحد في القرية باختلال عقل الرجل لكنهم أجمعوا على جنوحه إلى حب الشهرة ولفت الأنظار ولو بالخزي والعار .. فاشتهر مثل عبد الحميد دشتي الذي يصرخ في أعلى التل ليسمعه حسن زميرة .
شخصياً، لم أسمع عن هذا الرجل التافه إلا بعد تطاوله على السعودية ودول الخليج، وبالبحث عن صورته عثرت على واحدة وهو يعاقب بالسياط والعقال في البرلمان الكويتي، وأخرى تجمعه مع بشار الأسد. نال مستر دشتي شهرته كما نالها عبده عنقز.. يا له من أسد تردعه جلدات العقال والنعال!