اليمنيون في الكويت.. هل يعيدون عقارب الساعة للوراء؟
الخميس / 29 / جمادى الآخرة / 1437 هـ الخميس 07 أبريل 2016 20:56
السفير حمد أحمد عبدالعزيز العامر
هل تعود عقارب الساعة إلى الوراء؟ وهل حققت (عاصفة الحزم) -التي انطلقت قبل عام من الآن- النصر الذي لم تستطع جيوش وحملات عسكرية عبر التاريخ تحقيقه؟
وهل سيعود (الحوثيون وعلي عبدالله صالح وأنصارهم) إلى طاولة المفاوضات السياسية بعد انقلابهم على الشرعية واستحواذهم على القرار السياسي في تحد للإرادة الدولية التي انعكست في قرار مجلس الأمن رقم (2216) المتضمن انسحابهم من صنعاء وعدن وعدد من المدن اليمنية الكبرى، وتسليم السلاح، واعتماد المبادرة الخليجية أساسا للحل السياسي بين الفصائل اليمنية؟
أسئلة كثيرة تدور حول اللعبة السياسية التي اكتملت خيوطها بوجود الوفد الممثل لجماعة الحوثي في الرياض والتغييرات الجديدة التي أعلنها الرئيس اليمني في (3 أبريل 2016م) بتعيين رئيس للحكومة اليمنية ونائب لرئيس الجمهورية، قد يكون الهدف منها إعادة التوازنات القبلية لكسب نجاحات جديدة تمهد السبيل للوصول إلى الحل السياسي المنشود في جولة مفاوضات السلام اليمنية القادمة في دولة الكويت بتاريخ (18 أبريل 2016م)، والتي ستركز على تنفيذ بنود قرار مجلس الأمن الدولي، والترتيبات الأمنية واستعادة مؤسسات الدولة واستئناف الحوار السياسي مع إنشاء لجنة لإطلاق سراح السجناء والأسرى.
ومن الطبيعي جدا قبل بدء المفاوضات السياسية أن تحاول الأطراف المعنية بالنزاع تحسين وضعها التفاوضي إما لتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض أو إطلاق تصريحات سياسية لتأكيد التمسك بالموقف، كما صرح رئيس الفريق التفاوضي الحوثي محمد عبدالسلام بأنه (لا توجد شروط مسبقة للمفاوضات القادمة في الكويت)، في الوقت الذي يؤكد المبعوث الأممي لليمن (إسماعيل ولد الشيخ أحمد) بأن (الحوثيين سيفاوضون انطلاقا من بنود القرار الدولي لمجلس الأمن).
فبعد اختطاف اليمن، واستيلاء (الحوثيين) على السلطة، وتحالفهم مع إيران لتمكينها من إيجاد منفذ على الخليج العربي لتنفيذ مخططاتها الدنيئة؛ وبعد أن سخر الرئيس المخلوع (علي عبدالله صالح) كل طاقاته وتأثيره القبلي والطائفي لاستمرار القتال وتدمير وطنه ومقدرات شعبه، وبعد التعنت الحوثي في المفاوضات السياسية الفاشلة مع المبعوث الدولي لليمن، هنا نقف أمام حقيقة عودة عقارب الساعة إلى الوراء!
فأطراف النزاع تعود الآن إلى الوراء بحثا عن حلول سياسية للنزاع (اليمني اليمني) قائمة على ذات المرتكزات السابقة، بعد أن أدركوا أن الحسم العسكري للتحالف العربي في اليمن أصبح على أبواب العاصمة صنعاء وفي اللحظة التي يقررها التحالف عند أية انتكاسة في المفاوضات القادمة في الكويت.
ومن المهم في خضم المساعي الخليجية لحل الأزمة اليمنية استعراض الأسباب التي حدت بالحوثيين للدخول في المفاوضات، والتي تتلخص في الآتي:
أولا: أثبتت القيادة السياسية السعودية -قائدة التحالف العربي- قدرتها على إدارة الأزمة السياسية اليمنية بما يتفق ومصالحها ومصالح المنطقة عموما؛ وذلك بعد أن حررت مساحات كبيرة من الأراضي اليمنية وأصبحت على مشارف العاصمة صنعاء التي تتفادى جميع الأطراف تدميرها.
ثانيا: الحصار البحري المحكم الذي فرضته قوى التحالف العربي والبحرية الأمريكية على الحدود البحرية اليمنية لمنع وصول الإمدادات العسكرية الإيرانية لدعم (الحوثيين)، خصوصا مع ضبط العديد من شحنات الأسلحة الإيرانية وهي في طريقها إلى اليمن.
ثالثا: فشل (الحوثيين) من استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بالتعاون مع روسيا، يهدف إلى وقف العمليات العسكرية بذريعة (تسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية في اليمن)، التي يعتبر استمرارها مسألة استراتيجية مهمة للوصول إلى حل سياسي، وقد أثبتت تطورات الأحداث العسكرية والسياسية صحة موقف التحالف العربي من استمرار العمليات العسكرية الجوية.
لذلك تكتسب مفاوضات السلام اليمنية المرتقبة في دولة الكويت أهمية كبيرة ترفعها إلى مكانة الحدث التاريخي لانعكاسات نجاحها المباشرة على بسط الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي وخليج عدن والبحر الأحمر، ودلالتها الرسمية عن فشل المخططات الإيرانية في شق الصف العربي والهيمنة على مقدرات الأمة العربية، كما أن تسوية الأزمة اليمنية وإنهاء الحرب الدائرة واستعادة وحدة الدولة والتراب الوطني بقيادة يمنية موحدة تحظى بدعم المملكة العربية السعودية وقوى التحالف العربي، فرصة كبيرة لبناء التضامن العربي الجديد على أسس ومعطيات جديدة، تؤكد قدرة الأمة العربية -التي قادت (عاصفة الحزم)- على إدارة أزماتها وإيجاد الحلول السياسية المتفقة ومصالحها وسيادتها الوطنية بعيدا عن تدخل القوى الكبرى، وتضع الأسس الصحيحة لنواة صلبة لتضامن عربي واسع يحيي أمل الشعوب العربية.
* المحلل السياسي للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون.
وهل سيعود (الحوثيون وعلي عبدالله صالح وأنصارهم) إلى طاولة المفاوضات السياسية بعد انقلابهم على الشرعية واستحواذهم على القرار السياسي في تحد للإرادة الدولية التي انعكست في قرار مجلس الأمن رقم (2216) المتضمن انسحابهم من صنعاء وعدن وعدد من المدن اليمنية الكبرى، وتسليم السلاح، واعتماد المبادرة الخليجية أساسا للحل السياسي بين الفصائل اليمنية؟
أسئلة كثيرة تدور حول اللعبة السياسية التي اكتملت خيوطها بوجود الوفد الممثل لجماعة الحوثي في الرياض والتغييرات الجديدة التي أعلنها الرئيس اليمني في (3 أبريل 2016م) بتعيين رئيس للحكومة اليمنية ونائب لرئيس الجمهورية، قد يكون الهدف منها إعادة التوازنات القبلية لكسب نجاحات جديدة تمهد السبيل للوصول إلى الحل السياسي المنشود في جولة مفاوضات السلام اليمنية القادمة في دولة الكويت بتاريخ (18 أبريل 2016م)، والتي ستركز على تنفيذ بنود قرار مجلس الأمن الدولي، والترتيبات الأمنية واستعادة مؤسسات الدولة واستئناف الحوار السياسي مع إنشاء لجنة لإطلاق سراح السجناء والأسرى.
ومن الطبيعي جدا قبل بدء المفاوضات السياسية أن تحاول الأطراف المعنية بالنزاع تحسين وضعها التفاوضي إما لتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض أو إطلاق تصريحات سياسية لتأكيد التمسك بالموقف، كما صرح رئيس الفريق التفاوضي الحوثي محمد عبدالسلام بأنه (لا توجد شروط مسبقة للمفاوضات القادمة في الكويت)، في الوقت الذي يؤكد المبعوث الأممي لليمن (إسماعيل ولد الشيخ أحمد) بأن (الحوثيين سيفاوضون انطلاقا من بنود القرار الدولي لمجلس الأمن).
فبعد اختطاف اليمن، واستيلاء (الحوثيين) على السلطة، وتحالفهم مع إيران لتمكينها من إيجاد منفذ على الخليج العربي لتنفيذ مخططاتها الدنيئة؛ وبعد أن سخر الرئيس المخلوع (علي عبدالله صالح) كل طاقاته وتأثيره القبلي والطائفي لاستمرار القتال وتدمير وطنه ومقدرات شعبه، وبعد التعنت الحوثي في المفاوضات السياسية الفاشلة مع المبعوث الدولي لليمن، هنا نقف أمام حقيقة عودة عقارب الساعة إلى الوراء!
فأطراف النزاع تعود الآن إلى الوراء بحثا عن حلول سياسية للنزاع (اليمني اليمني) قائمة على ذات المرتكزات السابقة، بعد أن أدركوا أن الحسم العسكري للتحالف العربي في اليمن أصبح على أبواب العاصمة صنعاء وفي اللحظة التي يقررها التحالف عند أية انتكاسة في المفاوضات القادمة في الكويت.
ومن المهم في خضم المساعي الخليجية لحل الأزمة اليمنية استعراض الأسباب التي حدت بالحوثيين للدخول في المفاوضات، والتي تتلخص في الآتي:
أولا: أثبتت القيادة السياسية السعودية -قائدة التحالف العربي- قدرتها على إدارة الأزمة السياسية اليمنية بما يتفق ومصالحها ومصالح المنطقة عموما؛ وذلك بعد أن حررت مساحات كبيرة من الأراضي اليمنية وأصبحت على مشارف العاصمة صنعاء التي تتفادى جميع الأطراف تدميرها.
ثانيا: الحصار البحري المحكم الذي فرضته قوى التحالف العربي والبحرية الأمريكية على الحدود البحرية اليمنية لمنع وصول الإمدادات العسكرية الإيرانية لدعم (الحوثيين)، خصوصا مع ضبط العديد من شحنات الأسلحة الإيرانية وهي في طريقها إلى اليمن.
ثالثا: فشل (الحوثيين) من استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بالتعاون مع روسيا، يهدف إلى وقف العمليات العسكرية بذريعة (تسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية في اليمن)، التي يعتبر استمرارها مسألة استراتيجية مهمة للوصول إلى حل سياسي، وقد أثبتت تطورات الأحداث العسكرية والسياسية صحة موقف التحالف العربي من استمرار العمليات العسكرية الجوية.
لذلك تكتسب مفاوضات السلام اليمنية المرتقبة في دولة الكويت أهمية كبيرة ترفعها إلى مكانة الحدث التاريخي لانعكاسات نجاحها المباشرة على بسط الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي وخليج عدن والبحر الأحمر، ودلالتها الرسمية عن فشل المخططات الإيرانية في شق الصف العربي والهيمنة على مقدرات الأمة العربية، كما أن تسوية الأزمة اليمنية وإنهاء الحرب الدائرة واستعادة وحدة الدولة والتراب الوطني بقيادة يمنية موحدة تحظى بدعم المملكة العربية السعودية وقوى التحالف العربي، فرصة كبيرة لبناء التضامن العربي الجديد على أسس ومعطيات جديدة، تؤكد قدرة الأمة العربية -التي قادت (عاصفة الحزم)- على إدارة أزماتها وإيجاد الحلول السياسية المتفقة ومصالحها وسيادتها الوطنية بعيدا عن تدخل القوى الكبرى، وتضع الأسس الصحيحة لنواة صلبة لتضامن عربي واسع يحيي أمل الشعوب العربية.
* المحلل السياسي للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون.