الملك سلمان .. من تعزيز الشراكات إلى دبلوماسية تحصين البيت الإسلامي

حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الدوام ، على أهمية تعزيز العمل الإسلامي المشترك ورأب الصدع وتحصين البيت الإسلامي من الداخل، فضلا عن السعي الحثيث لإيجاد حلول لأزمات العالم الإسلامي، وتحديدا القضية الفلسطينية التي تعتبر جوهر الصراع مع إسرائيل ولايمكن أن يكون هناك سلام عادل وشامل في المنطقة العربية والإسلامية إلا بتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وإنشاء دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس ..
وأعطى الملك سلمان أيضا أهمية قصوى للتحرك الإسلامي لمكافحة الإرهاب واجتثاثه من جذوره، إذ أعلنت السعودية عن التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي حدد خريطة طريق للجم الإرهاب، وهو الموضوع الذي سيكون في صلب محادثات الملك سلمان خلال لقاءاته على هامش القمة الإسلامية ...
ولم تغب قضايا الأمة الإسلامية على الإطلاق عن الملك سلمان، الذي حرص في العمل على حل كافة الملفات الشائكة في منطقة العالم الإسلامي، سواء كانت الأزمة في العراق أو سورية أو اليمن و أفغانستان أو كشمير أو الصومال أو قضايا الأقليات المسلمة.
ومن المؤكد أن التحرك الذي يقوده الملك سلمان في القمة الإسلامية اليوم وغدا يهدف حتما لسرعة إيجاد حلول عادلة لقضايا الأمة، نتيجة لقراءته العميقة للخطر الذي تتعرض له المنطقة الإسلامية، سواء على صعيد الإرهاب الإسرائيلي وحربه ضد الفلسطينيين والقتل الأعمى والعشوائي ضد الشعب الفلسطيني أو تفشي الإرهاب والأزمة السورية والوضع في لبنان واليمن وقضايا الأمة الإسلامية بالإجمال.
إن الحراك السعودي في أروقة القمة الإسلامية يهدف لإعادة قراءة أوضاع المنطقة الإسلامية، إذ تسعى بعض القوى في المنطقة لتغيير المعادلات وزعزعة استقرار العالم الإسلامي، من خلال تدخلاتها وإذكاء الفتنة الطائفية، والسعودية لن تسمح لمزيد من التشرذم والانقسامات داخل الجسد الإسلامي.
وتكتسب مشاركة الملك سلمان في قمة إسطنبول أهميتها كونها، الأولى له كملك للمملكة كما أنها تأتي في ظروف بالغة الخطورة تمر بها الأمة الإسلامية وتهدد مستقبل ووحدة كيانات ودولا بها، وهو الأمر الذي يستوجب تحركا سعوديا بفاعلية لمعالجة كثير من قضايا الأمة، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب ومنع تمدد الفكر الطائفي القميء وتبيان الحقائق حيال ما يجري في منطقتنا الإسلامية من تطورات وأحداث جسيمة تتطلب تحصين البيت الإسلامي من الداخل .
وعندما تنتقل الدبلوماسية السعودية من المحيط العربي بعد زيارة تاريخية لمصر إلى زيارة ثنائية إستراتيجية لتركيا، ومن ثم الدبلوماسية الإسلامية في قمة إسطنبول فإن السعودية ترسل رسالة للجميع، أن اهتماماتها السياسية تنصب في جميع الدوائر الخليجية والعربية والإسلامية وهدفها تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في العالمين العربي والإسلامي وتعزيز السلم العالمي.