فترضى

عبدالعزيز معتوق حسنين

وصلتني قصة تعبر عن معنى عنوان هذا المقال فأحببت أن أشارك القراء الكرام هذه القصة تقول: ذهب رجل يشكو لجحا مشكلته فقال له: يا جحا أنا أسكن مع زوجتي وأطفالي الستة وأمي وحماتي في غرفة واحدة فماذا أفعل؟. قال له جحا: اذهب واشتر حمارا وأسكنه معك بالغرفة وعد بعد يومين. عاد الرجل بعد يومين وقال له: يا جحا الأمر أصبح أسوأ فقال له جحا: اذهب واشتر خروفا وضعه معك في الغرفة وعد بعد يومين. عاد الرجل ووجهه شاحب وقال لجحا الأمر أصبح لا يطاق. قال له جحا: اذهب واشتر دجاجة وعد بعد يومين. عاد الرجل وقد أوشك على الانتحار. قال له جحا: اذهب وبع الحمار وأخبرني. عاد الرجل وقال له لقد تحسن الأمر قليلا ثم قال له اذهب وبع الخروف وأخبرني. عاد الرجل وقال لجحا: الوضع تمام فقال له جحا اذهب وبع الدجاجة وأخبرني. رجع الرجل وقال له أنا بأفضل حال أشكرك من القلب فأصبحت أنا مدين لك يا جحا. هكذا تدار الأزمات في العالم وتبقى مدينا لهم بالعرفان والجميل.
يقول عز وجل (ولسوف يعطيك ربك فترضى). لم يقل الخالق «فتسعد»، بل قال «فترضى».
أراد رجل أن يبيع بيته وينتقل إلى بيت أفضل، فذهب لأحد خبراء الإعلانات وطلب منه أن يكتب له إعلان بيع لبيته، ولما قرأ صاحب المنزل الإعلان سأل الخبير أين يقع هذا البيت الذي تعلن عنه أريد أن أشتريه لأنه يا له من بيت رائع، لقد ظللت طول عمري أحلم باقتناء مثل هذا البيت، رد عليه خبير الدعاية: يا رجل بكم تريد شراء هذا البيت إنه معروض للبيع بمبلغ وقدره. وافق الرجل لشراء بيته من نفسه. وعندما فوجئ بأن البيت بيته عدل عن البيع وذكر تلك المقولة: احص البركات التي أعطاها الله لك واكتبها واحدة واحدة وستجد نفسك أكثر سعادة مما قبل.
إننا نرى المتاعب فنتذمر ولا نرى البركات، إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورد أشواكا وكان الأجدر بنا أن نشكره لأنه جعل فوق الشوك وردا. وقال أحد الحكماء: تألمت كثيرا عندما وجدت نفسي حافي القدمين ولكنني شكرت الله كثيرا حينما وجدت آخر لا يملك قدمين. كم شخص تمنى لو أنه يملك مثل سيارتك وبيتك وجوالك وشهادتك ووظيفتك، كم من الناس يمشون على الأقدام وأنت تقود سيارة؟، انظر حولك كم من مهاجر بلا بلد ولا طعام ولا مأوى ولا ماء وترى أنك في أمن وأمان ومأوى وطعام وشراب وبلد كلها خير وبركة أطعمها الله من جوع وآمنها من خوف. ألم يحن الوقت لأن نقول ونردد قول الله (ولسوف يعطيك ربك فترضى).
للتواصل: فاكس: 0126721108