ساعات «العروس».. جمالٌ خارج التوقيت

يوسف العبدالله (جدة)

يشد الزائر لعروس البحر الأحمر عشرات المجسمات الجمالية التي تزخر بها، مخاطبة الأعين والوجدان قبل الساكنين، في لغة تطغى على حروف الأبجدية، لترسم مناظر أخاذة تسحر الألباب.
تلك المجسمات البديعة، تبرز من بينها مجسمات الساعات، كمجسم الساعة جوار أحد ميادين طريق «التحلية»، وكأنها وضعت لتحسب لحظات تطور المكان، والساعة الضخمة القابعة في منطقة البلد، حيث يفاجأ بها من يدلف إلى المنطقة التاريخية، والتي تعتبر مميزة لكل ناظر إليها، من حيث جمال التنسيق والتصميم، إضافة للساعة المائية «ساعة النوافير» قرب كورنيش جدة.
لكن الناظر إلى تلك «الساعات الهامدة» يعتقد أن الوقت فيها توقف مع «عقاربها الجامدة» وبقيت ثوانيها غائبة على مدار الزمن، فلا حركة فيها، فـ«ساعة البلد» كأنها تنبئ عن نهاية الحياة في المكان الذي يعيش واقعا مناقضا، حيث السوق العتيقة التي يفد إليها كل الأجناس، حتى لا يجد الداخل إليها موطئ قدم، وكأن الساعة جزء من «متحف بيت البلد» المجاور لها.
وفي قلب شمال جدة المتطور تبرز ساعة على طريق التحلية، تكمل لوحة جمالية للنهضة العمرانية في المكان، إلا أنها تبدو كشاهد على «الرحيل»، حيث تجمد نبضها دون حراك، وليس ببعيد عنها التحفة الأنيقة (ساعة النوافير)، والقابعة على ميدان الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز على طريق الكورنيش، والتي جفت مآقيها ولم نر جزيئات الماء منسكبة تحسب ثوانيها ودقائقها على جنبات العروس.
نسمع ونردد دائما المثل «الوقت كالسيف»، دلالة على قيمته الثمينة، فالزمن أكبر شاهد على الاهتمام بعروسنا البهية، لذا أعيدوا لعقاربها الحياة حتى تعرفنا الأجيال من بعدنا، وتقيس نبضات «الأمانة» لنواكب التطور دون توقف.