الصفقات النقدية المشبوهة!

محمد أحمد الحساني

تصل إلى مسامع الصحف بين الفينة والأخرى حكايات عن تعرض مواطنين خلال وجودهم خارج البلاد لعمليات احتيال أو سلب من قبل محتالين أو لصوص، عرضوا عليهم المساعدة في عقد صفقات عقارية أو تجارية بمبالغ تصل الصفقة الواحدة منها إلى مئات الآلاف من الريالات فيحمل ذلك المواطن المبالغ نقدا لدفعها إلى أفراد العصابة ثمنا لشقة سكنية أو مقابل بضاعة أو مجوهرات بدا له أن سعرها المعروض عليه لشرائها لا يصل إلى نصف سعرها في محلات بيع الذهب والمجوهرات، فإذا جاءهم بالمبلغ فإنهم قد يسلبونه منه ثم يلوذون بالفرار أو أنهم يسلمونه معادن صفراء على أساس أنها ذهب وهو: فالصو، فإذا عرضها على محل مجوهرات عرف حقيقتها، أو يسلم عقد شراء شقة سكنية فإذا زار البرج الذي به الشقة اكتشف أن العقد مزور وأن مالك الشقة ليس لديه علم بالصفقة أو أنه يدعي ذلك في وقت تكون الغربان قد طارت بالمبلغ الذي سلمه لهم نقدا لأنه لا يريد اتباع الخطوات القانونية في أمثال هذه الصفقات وإنما يعتمد على ذكائه المفرط بما في ذلك استخدامه لمبالغ نقدية قد تدخله في مجال الشبهة والمساءلة مع أنه كان بإمكانه إصدار شيك بنكي خارجي لدفعه عند عقد أي صفقة قانونية ولكنه الذكاء المفرط!
وتحضرني بهذه المناسبة رواية سمعتها من صديق كان في مطار عربي عائدا إلى جدة فسمع شخصا يصرخ بحرقة قائلا عروسي أين عروسي من سرقها مني فلما تجمع الناس حوله فهموا منه أنه جاء إلى تلك الدولة «ليجدد فراشه» فقابله محتالون وعرضوا عليه فتاة في العشرين في غاية الجمال والرشاقة فانخلع قلبه لمرآها وعقدوا له عليها عن طريق نصاب ادعى أنه «مأذون عقد أنكحة» وأفهموه أنه لا داعي لإحضاره تصريحا رسميا للزواج منها وأحضروا له تذكرتي سفر إلى جدة وصحبوه ومعه عروسه إلى المطار ثم ادعت أنها ستدخل دورة المياه ولم تعد إليه بعد ذلك، وأخرج للملتفين حوله من مسافرين وغيرهم ورقة باهتة زعم أنها عقد الزواج فقالوا له على قلب رجل واحد: بلها واشرب مرقتها!