«جمعية الرضاعة» .. انتصار جديد لصحة الطفولة والمرأة

1.8 مليار مبيعات الحليب الصناعي محلياً

«جمعية الرضاعة» .. انتصار جديد لصحة الطفولة والمرأة

متعب العواد (حائل)

جاء قرار مجلس الوزراء أمس الأول (الإثنين) في ثاني اجتماع لحكومة تحقيق «رؤية 2030» بشأن اتخاذ ما يلزم لتأسيس جمعية لتشجيع الرضاعة الطبيعية في المملكة، وإطلاق حملة توعية وطنية لتشجيع الرضاعة الطبيعية في المجتمع، استنادا إلى توصية اللجنة الدائمة لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ليسجل انتصارا جديدا لصحة الطفولة، من خلال حمايتهم من زيادة الوزن والسمنة، وتقليل احتمالية إصابة النساء اللواتي يُرضعن بسرطان الثدي وسرطان المبيض، وذلك انسجاماً مع التزام الرؤية 2030 برفع معدل الرضاعة الطبيعية إلى 50% على الأقل بحلول عام 2025، باعتباره أحد الأهداف العالمية المتعلقة بالتغذية، بحسب ما كشفته منظمة الصحة العالمية. وحرصت توصيات اللجنة الدائمة لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية على اعتماد الجمعية كون حليب الأم هو الغذاء المثالي للأطفال الرضع، لإيجاد جيل يتواكب مع الرؤية الجديدة 2030 في المساعدة على الحماية من العديد من أمراض الطفولة الشائعة، وتحسين معدلات الذكاء، فضلاً عن أنهم يكونون أقل عرضة لزيادة الوزن أو السمنة، والإصابة بمرض السكري لاحقاً.



الرضاعة الطبيعية محلياً

وبحسب نتائج برنامج الترصد التغذوي لوزارة الصحة الأخير 2016 كانت نسبة الاستمرار في الرضاعة الطبيعية لعمر 12 شهراً 60% من عينة الدراسة لسبع مناطق ومحافظات في المملكة، ومتوسط فترة الرضاعة الطبيعية للرضع من الجنسين 5.8 شهر. وعلى مستوى المؤسسات الصحية بلغ عدد المؤسسات الصحية الصديقة للطفل التي تطبق الخطوات العشر لإنجاح الرضاعة الطبيعية في المملكة 60، ما بين مستشفيات ومراكز صحية في القطاعين الحكومي والخاص. ووفقا لدراسة أعدتها الشؤون الصحية في الحرس الوطني في الشرقية عام 2011 بلغت نسبة الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية مطلقة ولمدة ستة أشهر دون إضافة أي سوائل غير حليب الأم 12% فقط، وهي نسبة قريبة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2013 (14%).

وكشف عضو اللجنة الصحية في مجلس الغرف السعودية هاني الخليفي أن حجم مبيعات سوق حليب الأطفال في المملكة ارتفع من 1.4 مليار ريال في مايو 2014 إلى 1.8 مليار ريال في بداية العام الحالي. وتبلغ نسبة نمو سوق مبيعات حليب الأطفال سنويا 10%. والأصناف الموجودة في السوق السعودية 12 صنفاً، من صناعة أوروبية وأمريكية وتركية وأسترالية وشركة محلية واحدة. مبيناً أن استهلاك حليب الأطفال في السعودية يزيد سنويا على 50 ألف طن. وتهدف الجمعية السعودية للرضاعة الطبيعية لتعزيز معدلات الرضاعة الطبيعية، ما يقلل إلى حد كبير التكاليف التي تتكبدها الأسر والدولة لمعالجة أمراض الطفولة، مثل الالتهاب الرئوي والإسهال والربو.



إضاءات عالمية

جاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر حديثا في 9 مايو 2016 أن زيادة الرضاعة الطبيعية إلى مستويات شبه عالمية يمكنه إنقاذ حياة أكثر من 820 ألف طفل دون سن الخامسة، و20 ألف امرأة سنوياً. كما يمكنه إضافة ما يقدر بنحو 30 بليون دولار للاقتصاد العالمي سنوياً، قياساً على التحسن المتوقع في القدرات العقلية إذا ما حصل كل طفل على رضاعة طبيعية مدة تصل إلى ستة أشهر على الأقل. ويقول مدير إدارة التغذية من أجل الصحة والتنمية في المنظمة العالمية الدكتور فرانشيسكو برانكا: «من المشجع أن نرى المزيد من البلدان تمرر قوانين لحماية الرضاعة الطبيعية والتشجيع عليها، ولكن لا يزال هناك عدد كبير جداً من الأماكن يتم فيها إغراق الأمهات بمعلومات غير صحيحة ومنحازة من خلال الإعلانات والادعاءات الصحية التي لا أساس لها. وهذا يمكن أن يشوه مفاهيم الوالدين ويقوض ثقتهم في الرضاعة الطبيعية».

وكشف أن بدائل حليب الثدي مجال واسع للأعمال التجارية، يحقق مبيعات سنوية تصل إلى 45 بليون دولار في جميع أنحاء العالم تقريبا. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة بأكثر من 55% لتبلغ 70 بليون دولار بحلول عام 2019.