شوكُ الأهلي الذي تحول إلى ورد!

علي مكي

أجمل الأشياء وأكثرها لذة للإنسان هي عندما ينتزع النجاح انتزاعا ومن الطرق الصعبة، المملوءة (بالفخاخ) والمطبات والعوائق! كأن يظفر العاشق بوردته من بين أنياب الشوك! وكأن يجبر الشاعر آلاف الحضور على الصمت المهيب بقصيدة لا تشبهها قصيدة أخرى سواء بلغتها أو بتفنن شاعرها بإلقاء لا يمكن أن يقاوم فيحمل المتابعين على الدهشة المستحيلة!
بل إن الأهلي استطاع أن يجعل كل الشوك الذي كان يملأ حدائق ناديه وممراته وملعبه، استطاع أن يجعله وردا وفلا وياسمينا حين غير من نهجه أولا فانتهج لإدارته ومشرفيه ولاعبيه سياسة القليل القليل من الكلام والكثير الكثير من العمل! بل إنه لا كلام اليوم إنما عمل فقط!!
وعلى الرغم من كل الظروف التي وُضع فيها النادي الأهلي والمآزق التي جُرَّ إليها الأهلي جرّاً بسبب عشوائية وجهل وتخبطات القائمين على لجان التحكيم والمسابقات والانضباط والاحتراف في السنوات الأخيرة إلا أن الأهلي كان، وما يزال، (قدها وقدود) وهو قادر بتوفيق الله أولا ثم بحكمة وتخطيط وبعد نظر كبيره وتركيز إدارته وإتقانها لسياسة القليل من الكلام الكثير من العمل وروح وتوهج وإخلاص لاعبيه، يضاف إلى ذلك هذه الكوكبة الفريدة من جماهيره المحبة المتيمة المغرمة الصبة الولهانة المتولهة المفتونة الفاتنة الهائمة العاشقة، بكل ذلك وبكل هذا الزخم العظيم، فإن الأهلي قادر على تقديم كرة تليق به، هناك وهنا، في الدوحة وفي جدة، نعم سيقدم الأهلي كرته الأنيقة ذاتها بل أكثر أناقة عما قبل، وسيكون في أوج حضوره وعطائه بإذن الله ثم بجهد وتعب وكدّ وبذل رجاله داخل الملعب وخارج الملعب، ولا يخيب تطلعات جماهيره الوفية النادرة بحبها ووفائها وولعها الفريد!
لم تنته طموحات الأهلي فثمة ما هو غال في الطريق لأنه يسير واثقا صوب بطولته الخاصة.. ولأنه لم يقل كل شيء بعد وإلى الأحد بعد المقبل أرجأ رواية الحكاية الأهم وقصة بطل عاد، بإذن ربه، إلى الصف الأول والتربع على عرش القمة بعد سنوات من الأخطاء، التغييب، والإقصاء أيضا!
كل شيء يخضع للشك والريبة والكذب إلا هذا الأهلي هو الحب والعشق والحقيقة والحياة الأجمل في هذا الكون..
نهائي الكأس سيكون نزالا صعبا لكن الأهلي على قدر أهل العزم، وهو قادر أن ينتزع كأس الملك من فم النصر إذا لعب بثقة وثبات وتوازن وأعطى الجهد المطلوب بعيدا عن خدر بطولة دوري جميل والترشيحات والمدائح والاستسلام لنشوة التأهل وإقصاء الهلال. بالتوفيق للملكي.
* * *
أقول للفنان العبقري رمانة الكرة الخضراء في الوطنيْن، أي الأهلي والمنتخب، اللاعب الكبير تيسير الجاسم الذي هو ما يزال من أفضل اللاعبين السعوديين بشهادة المتابعين بمختلف ميولهم لا وفق معايير (مزاجات الكوسة)، أقول للمبدع المتخصص في هز (وسط) الفرق المنافسة: لا تحزن ولا تبتئس إن (قسوا) عليك سابقا فما قسوة الجماهير والمحبين إلا لتكون دافعا وحافزا لاستمرارك في التميز ورفع فريقك عاليا وعاليا، وعندها ستأتيك الجوائز (الحقيقية) ساعية إلى قدميك أيها العقل الماهر!