التحدي الأخير

صالح الفهيد

لا أظن أحدا يتمنى أن يكون مكان رئيس النصر «المستقال» الأمير فيصل بن تركي خلال هذا الأسبوع الذي يفصله عن التحدي الأخير، وعن الجولة النهائية من حرب طويلة كسب بعض جولاتها وخسر أخرى.
أسبوع واحد يفصله عن نهائي كأس الملك، نهائي تصفية الحسابات مع «الأعدقاء» فإما فوز كبير بالكأس الغالية يقلب من خلاله الطاولة في وجوه كل خصومه، ويعيد الاعتبار لنفسه، ويزيد من رصيده عند جمهور النادي، ويؤمن له ختاما رائعا، وخروجا مشرفا، أو خسارة تزيد من الضغوط عليه، وتضعه من جديد في مرمى نيران النقد واللوم، فتفتح الملفات القديمة والجديدة، التي ليس من صالحه فتحها والحديث عنها.
وبعيدا عما يتداوله الجمهور من أخبار وأقاويل وشائعات وفبركات حول مواقف فيصل بن تركي وعلاقاته المتوترة مع قسم من أعضاء الشرف الفاعلين بالنادي، وانعكاس هذه الخلافات على مجمل الأوضاع المالية والإدارية بالنادي، فإن المؤكد هو أن جميع النصراويين في هذه الأيام يحاولون أن يكونوا على قلب رجل واحد قبل استحقاق نهائي كأس الملك، وهم نجحوا إلى حد بعيد في تأجيل وتحييد الكثير من القضايا الخلافية إلى ما بعد نهائي الكأس، وما بعد النهائي ليس مثل ما قبله.
ومنذ إعلان الأمير فيصل بن تركي استقالته، وجمهور النادي يتعرض لسيل جارف من الشائعات التي تتعلق بتطورات الوضع في النادي، ويبدو المشجع النصراوي وهو يبحث عن الصحيح والصادق من الأخبار كمن «يبحث عن إبرة وسط كومة كبيرة من القش».
فلا شيء حقيقيا أو مؤكدا، وأخبار الصباح تدحضها وتكذبها أخبار المساء، وأخبار المساء تمحوها وتنفيها أخبار الصباح، وهكذا دواليك.
وهذا ليس غريبا، فمن الطبيعي في مثل هذه المنعطفات أن تزدهر الشائعات، وينشط «المصدرجية» الذين يتحولون من حيث يدرون ولا يدرون، إلى أدوات صغيرة في يد هذا الطرف أو ذاك من طرفي الانقسام والصراع، فيجري من خلالهم تمرير الكثير من الأخبار «المغلوطة» التي تتم فبركتها لتحقيق «مآرب أخرى».