مصادر لـ«عكاظ»: إسلام آباد زودت «سي آي إيه» بموقع الملا منصور

باكستان تلمّح لزيارة قام بها زعيم طالبان إلى إيران

مصادر لـ«عكاظ»: إسلام آباد زودت «سي آي إيه» بموقع الملا منصور

فهيم الحامد (جدة)


تأكد مقتل الملا أختر منصور زعيم طالبان أفغانستان، لكن التكهنات بمقتله أمس (الأحد) بطائرة أمريكية من دون طيار ما زال يلفها الغموض، إذ أشار مسؤولون باكستانيون إلى أن الرجل الذي قتل في ضربة لطائرة أمريكية من دون طيار في باكستان وقدم على أنه زعيم حركة طالبان الأفغانية كان يسافر بهوية باكستانية ووصل لتوه من إيران في سيارة مستأجرة.
وأعلنت أجهزة الاستخبارات الأفغانية أن الملا أختر منصور قتل أمس الأول (السبت) في ضربة في إقليم بلوشستان الباكستاني (جنوب غرب). واعتبرت الولايات المتحدة التي نفذت الغارة أن مقتله «مرجح».
وبتأكيد مقتل الملا أختر منصور، فإن تغيرا متوقعا ربما تشهد إستراتيجية الحركة خلال المرحلة القادمة. ويتوقع مراقبون سياسيون أن مسار العنف الذي انتهجته الحركة ونما بشراسة في ظل قيادة منصور الذي خلف الملا عمر في يوليو 2015 سوف يأخذ منحى مختلفا، وأنه ليس مستبعدا أن تضرب الخلافات أوساط الحركة وتضع عملية السلام مع أفغانستان في مهب الريح. وأكدت أجهزة الاستخبارات الأفغانية أمس مقتل منصور في غارة أمريكية في باكستان، في إطار التعاون مع واشنطن لمساعدة حكومة كابول التي تواجه اختبارا صعبا في مواجهة طالبان.
وهذا هو التأكيد الرسمي الأول لمقتل منصور الذي عين زعيما لطالبان الصيف الماضي بعد إعلان وفاة مؤسس الحركة الملا محمد عمر.
ولفتت مصادر أمنية باكستانية في تصريحات لـ «عكاظ» إلى أن منصور كان خاضعا للمراقبة منذ فترة وقتل بغارة لطائرة من دون طيار في بلوشستان (جنوب غرب باكستان). وأفادت أن الاستخبارات الباكستانية زودت نظيرتها الأمريكية بمعلومات عن موقع تواجد الملا منصور بمنطقة صحراوية نائية.
ولم تصدر باكستان أي رد فعل رسمي على الغارة الأمريكية. ورشحت بورصة التكهنات العديد من الأسماء لخلافة منصور منها نجل الملا محمد عمر الملا يعقوب، إضافة إلى شقيق عمر الملا عبدالمنان أخوند. وكان منصور أعطاهما مناصب عليا في مجلس قيادة الحركة، وينظر إليهما على أنهما المرشحان المفضلان لتولي المسؤولية. وتطرح التوقعات أيضا أسماء نائبيه أخوندزاده، وسراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني المتحالفة مع طالبان.
وذكر مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة أبلغت باكستان وأفغانستان بالضربة بعيد تنفيذها.
واعتبر المحلل الباكستاني أمير رانا أن هذا هو الوقت الذي سيحاول فيه «حقاني» السيطرة على الحركة بكاملها. ويعتقد المحللون أن الاختلافات ستطفو مجددا إلى السطح بين عناصر حركة طالبان. وقال أحمد راشد مؤلف كتاب «النزول إلى الفوضى»: إن ذلك قد يساعد عملية السلام، إذا سمح للفصيل المعتدل أن يطفو على السطح. واعتبر رانا أن مقتل منصور قد يمهد الطريق أيضا لجماعات مثل تنظيم داعش وحركة أوزبكستان الإسلامية التي كانت تعمل منذ فترة طويلة في ظل حركة طالبان، للظهور بشكل أقوى من ذي قبل.
ويمكن أن يشكل الاقتتال الداخلي متنفسا للقوات الأفغانية المحاصرة لكن إستراتيجية «فرّق تسد» قد تأتي أيضا بنتائج عكسية.
لكن امتياز غول مدير مركز الدراسات الأمنية في إسلام آباد قال إن غياب الملا عمر، وأختر منصور ربما يؤدي إلى انهيار الحركة إذ إن انتزاع القيادات الرئيسية في أي حركة ليس أمرا سهلا. ورجح أن تصبح عملية السلام أكثر صعوبة إذا كنت تتعامل مع العديد من القادة. معتبرا أن الإستراتيجية على مدى سنوات عدة تمثلت دفعهم إلى الانقسام وعقد الصفقات معهم، لكننا لا نعلم ما إذا كان ذلك سينجح.
من جهة ثانية، قالت وزارة الخارجية الباكستانية إن السلطات عثرت على جواز سفر لرجل باكستاني يحمل اسم والي محمد في موقع غارة شنتها طائرة أمريكية دون طيار مستهدفة زعيم حركة طالبان الملا أختر منصور. وأضافت الوزارة أن جواز السفر كانت به تأشيرة دخول سارية لإيران. ولم تعلق الوزارة على الفور على احتمال أن يكون منصور قد سافر باستخدام اسم آخر.
وقالت الخارجية الباكستانية إن إحدى الجثتين المتفحمتين في الهجوم الأمريكي لسائق سيارة أجرة محلية، بينما لم يتم حتى الآن تحديد هوية الجثة الثانية التي أصابتها حروق بالغة. وأضافت أنها تعتقد أن حامل جواز السفر عاد لباكستان من إيران في 21 مايو وهو يوم الغارة التي استهدفت منصور.