بطل الثنائية!

مصطفى الفقيه

سهرت عروس البحر الأحمر البارحة الأولى حتى ساعات الفجر الأولى، وازدانت الشوارع والميادين بلون الحياة وتوشحت المنازل والشرفات باللون التفاحي الفسفوري الزاهي احتفاء بعريس الكرة السعودية وفارسها وبطلها، بعد أن أطل من الباب الكبير بشرف التنافس ليحقق كأس الغالي سلمان الحزم والعزم في ليلة استثنائية سطر نجوم الملكي فيها أروع المستويات واستحقوا أن يضيفوا بطولة الكأس لبطولة الدوري، ليحققوا ثنائية أعادت للأمجاد الأهلاوية بريقها وتميزها، وليعلنوا السيادة والهيمنة الملكية على أقوى بطولة وأغلى كأس جاءتا بتضافر الجهود والوفاء بالوعود من روعة نجومه وقدرة مدربه وتعاضد إدارته ومؤازرة جماهيره وتكاتف إعلامه، فكان النتاج الإنجاز في أروع صوره وتحقيق بطولتي الدوري وكأس الملك التي بتحقيقها البارحة الأولى يجيز للتاريخ أن يرصد ويؤرخ ويوثق للأجيال سيرة عودة بطل لا يقهر كان طوال أربعة مواسم الأميز والأكثر تفردا في صياغة فنون الكرة باحترافية من نوع خاص، قادها بدقة متناهية الداهية السويسري جروس، واستطاع خلال موسمين أن يطوع كل ما يصعب لصالح كتيبته الخضراء، ونفذتها باقتدار دقيق كتيبة الرعب الملكية بحرفية لا تصدق، كان للكابتانو تيسير ورفاقه السر الذي لم تستطع كل الفرق الكبار فك طلاسمه حتى تمكنوا من تحقيق هاتين البطولتين اللتين كانتا عنوانا لأجمل وأروع موسم قدر له أن يكون استثنائيا بشهادة الشهود والمنصفين.
الأهلي هذا الموسم كان مختلفا ومطابقا لكل المواصفات والمقاييس ذات الجودة حتى تمكن من استعادة جزء من أمجاده وأعلن عودة التنافس الشريف والبطولات بلا شبهات.
ومع تحقيق البطولتين اللتين حققهما النادي الأهلي انطلقت شلالات الفرح الأهلاوي تجوب المدن والقرى احتفاء بهذين المنجزين، ليعززوا الشعبية الجارفة التي يتمتع بها الأهلي والحب العذري الذي يجمع ما بين الأهلي وأنصاره في أنحاء الوطن العربي قاطبة.
وفي مثل هذه اللحظات وبهذه الهيبة يعجز القلم وتنزوي المفردة من أن توفي الأهلي حقه وقدره، فما قدمه نجومه وأبطاله هذا الموسم يسطر بأحرف من ذهب وألماس، ويتصدر قاعة الملكي، ويورث للأجيال، ويدرس في الأكاديميات، كيف لا والأهلي بطل الدوري وبطل الكأس.
مبروك لكل العشاق وأنصار الأهلي وفي مقدمتهم الرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبدالله ولرئيسه الذهبي مساعد الزويهري ومجلس إدارته وأعضاء شرفه ومدربه الذي حقق في موسمين ما عجز عنه الكثير من أباطرة التدريب، وأعاد هيبة وشخصية الأهلي المسلوبة منذ ثلاثين عاما، وللأبطال الأشاوس الذين قدموا كل ما يمكن لإسعاد جماهيرهم العطشى للبطولة الغائبة والكأس الأغلى.
لا نملك إزاء رغبة المدرب الأسطورة الذي سيظل في ذاكرة الأهلاويين طويلا السير كريستيان جروس للرحيل ومغادرة سدة التدريب بالنادي الأهلي، إلا أن نقول له شكرا ولا تكفيك، فما قدمته للنادي الأهلي شاهد ولسنوات طوال سيكتبه لك التاريخ بمداد من ذهب وسيرصده المؤرخون، لتعود له الأجيال يوما بأنك مررت من هنا ضمن عتاولة التدريب الذين كانت لهم بصمات واضحة على الفريق وسجلهم التاريخ الأهلاوي بأنهم من الرموز الذين يشار إليهم بالبنان.
ومضة:
بطل الدوري وبطل الكأس والله يا الأهلي رفعت الرأس.