«اللوبي» الإيراني بأمريكا و«المغرضون».. تكرار الأكاذيب لتشويه المملكة

صورة السعودية في الصحافة الأمريكية.. القصة الكاملة

«اللوبي» الإيراني بأمريكا و«المغرضون».. تكرار الأكاذيب لتشويه المملكة

ياسين أحمد (واشنطن) *

اليساريون في أرجاء المعمورة غدوا أشد تشبثا، خصوصاً بعد انبلاج فجر «تويتر»، و «تمبلر»، ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، بالاعتقاد بأن الغالبية هم دوما من يضطهدون الأقلية. والمتابع لتلك المواقع سيكتشف من دون كثير عناء الاعتقاد السائد بأنه يستحيل أن يكون السود عنصريين، بدعوى أنهم ذاقوا من العنصرية ألوانها كافة. ولا بد أن يقبل أصحاب هذا المنطق الأعوج أن الشيعة يستحيل أن يكونوا طائفيين، ما داموا أقلية، وما داموا يتعرضون للاضطهاد! ماذا يمكن أن يقال لأمثال هؤلاء الذين يتحدثون نيابة عن الشيعة، حين يعرفون أن شيعة السعودية مواطنون كبقية مواطني المملكة، ويتمتعون بحقوق المواطنة كافة، دون أدنى انتقاص، ويتم ابتعاثهم للدراسة في الخارج، ولديهم مساجدهم ومدارسهم ووظائفهم، ولا تفرض عليهم ضرائب. وانظر في المقابل كيف تعامل إيران سكانها السنة، ومنهم 27 إماما سنيا تم إعدامهم بوحشية. هناك الدولة الإيرانية الشيعية هي التي تملك صلاحية بناء المساجد، وعلى السنة إذا ارادوا الصلاة أن يقيموا شعائرها في بيوتهم. ولا يحق لأبنائهم الالتحاق بمدارس التعليم العام! وفي السعودية لا تتحدث الدولة مطلقا عن سنة، ولا شيعة. ونتحدى الغرب بكل أجهزة معلوماته العملاقة أن يأتينا ببيان للحكومة السعودية يتحدث عن هذا التقسيم. لم يشأ جونز أن يعرض لطائفية إيران، التي تجعلها تهيمن على العراق وسورية، وتنشر ميليشياتها الدموية في اليمن ولبنان، وتكفر السنة، وتكفر صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.


ظريف.. الكاتب المتعاون؟!
وفتحت «نيويورك تايمز» صفحات الرأي لوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف في 11 يناير 2016، ليكتب مقالا بائسا تحت عنوان «التطرف السعودي الطائش». وقد كفانا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مؤونة تفنيد ما حوته من افتراءات وإساءات. لكن اللافت حقا أن الصحيفة قدمت ظريف بأنه أحد «المتعاونين في قسم الرأي والافتتاحيات»! ووجدها الرجل فرصة ذهبية لينتقد الإعدام بحد السيف، وليزعم أن الإرهابيين من لدن هجمات 11 سبتمبر 2001، حتى إطلاق النار في سان بيرناردينو «إما مواطنون سعوديون أو غسلت أدمغتهم على أيدي الديماغوغيين الممولين بأموال البترودولار ليشيعوا رسالة الكراهية والطائفية المعادية للإسلام»!
ولمزيد من إضفاء البطولة على النجم ظريف، قدمت «نيويورك تايمز» فرصة مطالعة مقاله باللغة الفارسية!
تحولات فريدمان!
لا يقتصر العداء للسعودية على ظريف ومؤيدي إيران، بل يشمل من يشاع من دون وجه حق أنهم أصدقاء للسعودية والعرب. لنأخذ توماس فريدمان قبل تحوله من معسكر «الشتامين للسعودية» إلى معسكر «المتفهمين». كتب، في مقاله الراتب في عدد نيويورك تايمز الصادر في 2 سبتمبر 2015، أن صحيفة «واشنطن بوست» نشرت خبرا عن إرسال نحو 200 جنرال وأميرال متقاعد خطابا للكونغرس، يحضون فيه المشرعين على رفض الاتفاق النووي مع إيران، الذي قالوا إنه يهدد الأمن القومي. وزاد «إن ثمة أسبابا مشروعة لمناهضة الصفقة وتأييدها. لكن الخبر تضمن حجة خاطئة تماما في شأن التهديدات الحقيقية لأمريكا من الشرق الأوسط، ولا بد من إيضاحها».
وقال فريدمان: صدرت الحجة عن الجنرال المتقاعد توماس ماكينيرني، نائب القائد السابق للقوات الجوية الأمريكية في أوروبا، الذي قال عن الاتفاق النووي: «ما لا أحبه في هذا الخصوص أن الإيرانيين هم الجماعة الإسلامية المتشددة رقم واحد في العالم. وهم متعهدو الإسلام المتشدد في أرجاء المنطقة وكل أنحاء العالم، ونحن سنمكنهم من الحصول على أسلحة نووية». وكتب فريدمان: «عفوا أيها الجنرال. إن لقب أعظم متعهدي الإسلام المتشدد لا ينتمي للإيرانيين. لا من قريب ولا بعيد. إنه ينتمي إلى حليفتنا المزعومة السعودية»!
صحيح أن فريدمان تغير إيجابيا بعد 53 يوماً من مقاله أعلاه، بعد زيارة للرياض، أتيح له خلالها لقاء الشباب ومناقشتهم، واستمع من ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لردود شافية على آرائه بهذا الشأن. لكن المشكلة أنه، باستثناء نموذج فريدمان الإيجابي، أثبتت التجربة أن الصحفيين الغربيين يحق عليهم الوصف الذي استخدمه فريدمان في مقاله نفسه: إنهم wrongheaded، أي يتشبثون برأيهم الخاطئ دائما! فما إن يعودوا إلى بلدانهم، يفتحون الحقائب ليخرجوا التنميط السابق نفسه، والقناعات المتحاملة أصلا. ولا يتركون للسعودية وشعبها جنبا ينامون عليه من دون أن يوسعوه وخزا وطعنا.
لقد كسبنا قلم فريدمان، لأننا تركناه يطلع على الحقيقة بنفسه، ويقول في الرياض ما أراد قوله؛ لكن تحوله الإيجابي لا ينبغي أن يكون معيارا ثابتا، لأن السعودية لُدغت من هذا الجُحر مراراً.
المسلم المصاب بِرُهاب الإسلام!
المقال الذي كتبه كامل داود، ونشرته «نيويورك تايمز» في عددها الصادر في 10 نوفمبر 2015، تحت عنوان: «السعودية هي داعش التي صنعت نفسها»، ينبغي التوقف عنده ملياً. وعلى رغم أن كامل داود لا يحظى باحترام يذكر وسط العرب والمسلمين الذين اطلعوا على مقالاته، إلا أن كونه يحمل اسماً عربياً إسلامياً، ويكتب مثل ما كتب، فإنه يعطي كتاباته الغربية مصداقية أكبر مما تستحقها في الواقع. ذلك أن الرجل الغربي العادي، غير المعتاد على الثقافة العربية الإسلامية، حين يطلع على ما كتبه كامل داود سيقول: «يبدو أنه (الكاتب) يعرف العرب والإسلام؛ ولا بد أن ما يقوله عنهم صحيحا».
معروف أن كامل داود ينتمي إلى الأقلية العلمانية في الجزائر. وهو معروف في أوروبا باعتباره أحد المسلمين المتخوفين من الإسلام (إسلاموفوب)! وهو معروف أيضاً بأفكاره القبيحة، ولعل منها كتابه الأشهر «البؤس الجنسي للعالم العربي»، وهي حكاية استهلكها الاستعماريون الذين دأبوا على وصف المسلمين بأنهم ليسوا سوى منحرفين، من شدة القمع الجنسي الذي يتعرضون له.
ومقاله الذي نشرته «نيويورك تايمز» هو أحد تلك الأخطاء الشنيعة الناجمة عن التعلق بنظريات خاطئة لتفسير ظواهر سياسية معقدة، وستقودنا ادعاءات كامل داود بكل سهولة إلى رمي المزاعم بأن «الوهابية» هي ما يجمع بين السعودية و«داعش» في سلة المهملات.
المشكلة أن مثل هذه النظريات (الزعم بأن السعودية تصدِّر الأسس الآيديولوجية للإرهاب) أنها تصبح مكرَّسةً، من كثر ترديدها، حتى أن القراء والمشاهدين يقبلونها باعتبارها الحقيقة التي لا يأتيها باطل من أمامها ولا خلفها؛ ولذلك فإن كامل داود لم يأت بجديد حقاً، ولم يكتب ما يمثل اختراقاً. كل ما فعله أنه أعاد كتابة ما يؤمن به «القطيع». وأحدثت كتابته كل تلك الضجة لأن كاتبها يحمل اسماً مسلماً، ولأنه ينتمي أصلاً إلى بلد عربي سني.
ولو أن كامل داود بحث جيداً لاكتشف بسهولة أن «داعش» ليست سوى فلول جيش صدام حسين وحزب البعث العربي الاشتراكي المنحل، الذين تم تسريحهم بعد غزو العراق في عام 2003، ولكن لم تنزع منهم أسلحتهم. ولو كان أميناً مع نفسه وعقله، لكان اطلع على ما نشر من معلومات تؤكد أن السعودية تقف وراء إحباط 80 % من مؤامرات الهجمات الإرهابية في بريطانيا وحدها. ولو كان أميناً في اطلاعه وبحثه، لعرف أن تنظيم «القاعدة» الذي أُلصقت به صفة «الوهابية»، قبل «داعش»، يعتبر الأخير متطرفاً ومشوّها للإسلام.
ولو حَنَا كامل داود ظَهْره لقليلٍ من المطالعة، لعرف أن السعودية لم تصدِّر أي فكر جهادي مطلقاً، لأن الفكر الجهادي بدأ في مصر إبّان خمسينات القرن الـ 20، مع كتابات سيد قطب، وتلك الأفكار هي التي تأثر بها أيمن الظواهري، حتى أضحى قائداً لحركة الجهاد الإسلامي في مصر، قبل انضمامه لـ«قاعدة» أسامة بن لادن. ولكان كامل داود عرف أيضاً أن أولئك الجهاديين يمقتون السعودية مَقْتاً شديداً، وينددون بتعامل «الوهابيين» (يعنون السعوديين) مع الغرب «الكافر»، اقتصادياً، ودبلوماسياً، وثقافياً. و«القاعدة» و«داعش» يعتبران السعودية هي «الطواغيت»، ويعمدون إلى تكفير السعودية، ورجال أمنها، وحكومتها، وموظفيها، ويهدرون دمهم. والتاريخ شاهد، بل حتى إن المصلين الأتقياء في مساجد السعودية ليسوا بمأمن من الإرهابيين الأوغاد الذين يقتلون باسم الإسلام.
وهكذا كما نرى، فإن هذه الأشياء كلها معقدة بالنسبة إلى العقول البسيطة، ولذلك فإن من السهل على «المنظرين الخلاقين»، مثل كامل داود، وكُتاب «نيويورك تايمز»، واليساريين، أن يتخصصوا في «شرح» كيفية قيام السعودية بتصدير «الوهابية» لتبرير ظهور «داعش»، لأنه تنظير مكرر لم يعد بحاجة لإثبات وتمحيص.
وكما سلفت إشارة، فإن الشعور المناهض للسعودية، المتعاطف مع إيران قوي جداً في الإعلام الأمريكي اليساري. وينطبق ذلك على «الميديا» الأسفيرية التي لا تحظى بقدر يذكر من الشهرة، وليست بحاجة للالتزام بسياسة الحكومة الأمريكية، خصوصاً في المسائل الأمنية، والسياسية الخارجية، لأنها أصلاً ليست لديها مصادر حكومية تسرب لها المعلومات والوثائق، كما هي حال الصحف الكبرى. وتزداد خطورة الشعور المُحابي لإيران حين يأتي من مواقع من قبيل «بوليتيكو Politico»، و«صالون Salon»، و«إنترسيبت Intercept»، و«تروث آوت Truth out»، لأنها المواقع الأكثر تأثيراً في شباب اليوم، (وهم قادة المستقبل)، الذين يشعرون بالنفور من الصحافة الرصينة، ولذلك يتجه الشباب في أمريكا، وعدد كبير من البلدان الغربية، إلى تلك المواقع، للحصول على وجهة نظر «بديلة»، غير خاضعة لـ«الغربلة» في شؤون السياسة العالمية، وخالية مما يعتبرونه مصلحة راسخة للصحف الكبرى، التي يعتقدون أنها لا تريد سوى خدمة الصفوة.
ويجب أن لا يفوت علينا أنه مع ظهور «يوتيوب»، ومواقع التواصل الاجتماعي، أضحى متابعوها من الشباب عرضة للتأثر بنظريات المؤامرة، من الزعم بأن جورج دبليو بوش هو مدبر هجمات سبتمبر، إلى وجود جنس غريب وسط البشر سيستعمر الإنسانية في نهاية المطاف! وبالضرورة فإن شباب الإعلام البديل، الموغلين في اليسارية يرون أن أمريكا والغرب وحلفاءهما، بما فيهم السعودية، حتما «سيئون جداً». أما أعداء أمريكا والغرب، ومنهم روسيا، وبشار الأسد، فهم الأخيار، المعادون للإمبريالية، المقاتلون من أجل الحرية!
ولا شك في أن عدداً من تلك المواقع «البديلة» تسعى جاهدة لمناصرة إيران، وأبرزها موقع «انترسيبت» (Intercept)، الذي يكتب فيه غلين غرينوالد، الذي واتاه حظه من الشهرة حين قام بتهريب الوثائق التي سلمها له إدوارد سنودون إلى صحيفة «الغارديان» اليسارية في لندن.
بيد أن عدداً متزايداً من رموز الأمريكيين الأفارقة أضحوا مؤيدين لإيران، مع تزايد التغريدات في «تويتر الأسود»، بأن العرب عنصريون في قرارة أنفسهم. ووأضح أن هؤلاء لا يعرفون شيئاً عن الاستعلاء العنصري للفرس، ولا عن أحاديث نبوية موضوعة وضعيفة، يزعمون أنها تنادي بعدم الوثوق بالزنج، وعدم التزاوج معهم.
من المؤكد أن إيران حريصة على استعداء سود أمريكا على العرب، لأن لهم نفوذاً كبيراً على بقية السود في أنحاء العالم، كما أن لهم وزنهم في الديموغرافيات الغربية، خصوصاً تأثيرهم في الثقافة الشعبية والسياسية. كما أن تأثير السود واضح من اهتمام شركات الإعلان بترويج السلع لهم. ولعل سعي إيران لكسب قلوب الأمريكيين الأفارقة يتجلى في استقطابها أبرز زعمائهم، وهو لويس فرقان (فرخان) زعيم حركة «أمة الإسلام»، الذي لبّى دعوة لزيارة طهران، حيث ألقى خطاباً امتدح فيه قادة النظام الإيراني.
فرخان زار السعودية مراراً، وأدى مناسك الحج غير مرة، بدعوة من رابطة العالم الإسلامي، وغيرها من الجهات. لكنه شاء أن ينقلب على الاعتدال السعودي، ويختار التطرف الإيراني. وقال، في ما قاله في طهران، إن العقوبات على إيران خططها الغرب، لتدمير ما سماه «الروح الثورية للشعب الإيراني». وزاد أن الغرب اكتشف بعد رفع العقوبات أن «إيران أقوى، وأكثر حكمة، وأكبر نفوذاً»!
وتهدف إيران باستقطاب فرقان إلى تصوير نظامها بأنه مدافع عن حقوق السود، وأنهم تعرضوا للعبودية، والفصل العنصري، مثلما تعرض الإيرانيون للعقوبات الغربية. والهدف النهائي هو أن يقتنع السود الأمريكيون بأن إيران في صفهم، وهم لا يعرفون كيف تعامل إيران الأقليات في أراضيها.
كينزر المكشوف
ستيفن كينزر صحفي أمريكي لا يخفي ترويجه للتقارب مع إيران. وأبرز الأمثلة مقالٌ كتبه في موقع «صالون»، مطلع يناير الماضي، عنوانه: «على أمريكا ألا تختار بين إيران والسعودية». بدا في مستهله كمن يبحث عن توازن، منتقداً إيران والسعودية في آن معاً. لكنه سرعان ما دلف إلى مراده: أن على أمريكا أن تتحالف مع إيران، وليس السعودية. وذكر أن للسعودية حَسَنَة وحيدة يمكن أن تستفيد منها أمريكا. ما هي؟ «أن لها (للسعودية) قدراً من النفوذ على الإرهاب السنِّي» الذي زعم أننا – نحن السعوديين – أنشأناه. ويحض أمريكا على التقارب مع إيران، بدعوة «أن إيران والولايات المتحدة يجمعهما – فوق كل شيء – مَقْتٌ مشتركٌ لجماعات الإرهاب السِّنّية. إضافة إلى ذلك أن إيران على صلة وثيقة بعدد الكبير من السكان الشيعة في أفغانستان، والعراق، وسورية، ولبنان، والبحرين، وهي تستطيع التأثير في تلك الشعوب أكثر من أي دولة أخرى». ويمضي كينزر ليصب اللعنات على السنَّة، باعتبارهم أسّ مشكلات الشرق الأوسط.
ومن عجيب منطق كينزر دعواه بحتمية التقارب الأمريكي مع إيران لأن المجتمع الإيراني علماني بطبعه! (هكذا). وكتب «أن لا أحد يسمع أذان الصلاة في إيران، في حين أنه (الأذان) يطغى على الحياة في السعودية، وكل المتاجر تغلق أثناء أوقات الصلاة». ويواصل الكاتب الجهول: «النساء الإيرانيات ديناميكيات جدا، ويدرن أعمالا تجارية عدة. لكن النساء السعوديات لا يمكنهن قيادة السيارة، ولا السفر دون إذن رجل». هل تريدون أن تنفجروا ضحكا؟ اقرأوا ما كتبه: «هجمات 11 سبتمبر خططها ونفذها سعوديون. وكانت طهران العاصمة الوحيدة في العالم الإسلامي التي تجمعت فيها الحشود عفويا لتوقد الشموع تعاطفا مع الضحايا!» ستيفن كينزر جاهل حقا، أو أنه يتعمد تجاهل سنوات هتافات «الموت لأمريكا»، ودور إيران في تمويل «القاعدة»، وتوفير ملاذ آمن لقادتها، وعناصرها، وأسرهم، بعد الهجمات. ماذا تراه قائلا بعدما حكمت محكمة أمريكية أخيرا بوجاهة الادعاء على المرشد على خامنئي، وزعيم «حزب الله» حسن نصر الله، بتخطيط تلك الجرائم، والإشراف على تنفيذها؟!
نورتون الكاتب غير المفيد
وهناك برنامج للكمبيوتر يحمل اسم نورتون، وهو مفيد جدا لمستخدمي الكمبيوتر. لكن الكاتب الأمريكي بن نورتون ليس كذلك. ففي مقال له نشره موقع «صالون»، انتقد وزير الخارجية جون كيري بدعوى أنه لا يريد أن يعترف بأن العلاقة الأمريكية مع السعودية «مدمِّرة للذات، بل مجنونة». وكالعادة يقفز نورتون غير المفيد لـ «حدوتة» أن السعودية وراء «داعش» و«القاعدة».
ويستشهد نورتون بالكاتب المؤيد لبشار الأسد غاريث بورتر، معضدا زعمه أن إيران ليست لها صلة باليمن، وأنها لا تقدم دعما للحوثيين، وأن ذلك ليس سوى أعذار تصطنعها السعودية لتبرير الحرب على اليمن! وكان بورتر أدعى في مقال نشره موقع «تروث آوت» أن تركيا والسعودية هما اللتان توفران غاز السارين لجبهة النصرة في سورية، وأن بشار بريء من اتهامات استخدام الغاز السام ضد شعبه.
وواضح أن الكاتبين لا يعرفان أن للسعودية حدودا مشتركة مع اليمن، وأن الحوثيين يتحركون بإيعاز من إيران، ليكونوا واجهة لمشروعها التوسعي للهيمنة على الجزيرة العربية، وتهديد الشرق الأوسط بأسره.




* كاتب بريطاني