حزم الملك سلمان افتتاح أول مدرسة بنات بالرياض
الحسيني يروي إقدامه على تدشينها قبل نصف قرن
الجمعة / 27 / شعبان / 1437 هـ الجمعة 03 يونيو 2016 21:38
«عكاظ» (خاص)
كشف الشيخ عبدالله بن محمد الحسيني أحد رواد التعليم في السعودية، حكمة وحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في افتتاح أول مدرسة بنات في بلدة تابعة لمنطقة الرياض، عندما ضج الأهالي ورفضوا افتتاحها قبل نصف قرن.
وقال الحسيني «رغم أن التعليم الرسمي للبنين في معظم المناطق السعودية، سبق تعليم الإناث بسنوات، إلا أن أغلب المناطق عرفت أشكالا من التعليم النسوي عبر مدارس وكتاتيب نسائية خاصة، بدون وجود جهة رسمية إشرافية على هذا النوع من التعليم النسوي، ولم يتحقق ذلك بشكل رسمي إلا منذ 60 عاما من خلال صدور مرسوم ملكي في عهد الملك سعود، بإنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات، عام 1960، وتم دمجها قبل 15 عاما مع وزارة المعارف التي كانت تشرف على تعليم البنين فقط، ليتحول المسمى بعد الدمج إلى وزارة التربية والتعليم، وتنحصر مسؤوليتها في التعليم العام، مع وجود وزارة للتعليم العالي، وتم دمجهما في وزارة واحدة في بداية عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز بمسمى وزارة التعليم».
حملت سيرة الحسيني المولود قبل (77 عاما) في شقراء حاضرة الوشم (وسط السعودية) قصة لافتة مع الملك سلمان حينما كان أميرا لمنطقة الرياض، فيها تأكيدات وإشارات بأن الحزم والعزم والتفاؤل كانت من طبائعه ولازمته منذ نشأته وإلى اليوم، وتمثلت في عاصفة الحزم وإعادة الأمل وانطلقت قبل عام لدعم الشرعية في اليمن، ووجدت مباركة خليجية وعربية ودولية وحققت أهدفها المنشودة.
واسترجع الحسيني ذكريات ومشهدا يمتد لأكثر من نصف قرن، عندما قرر الملك سلمان استخدام أسلوب الحزم والعزم مع الحكمة لإعادة أمل أهالي بلدة في منطقة الرياض لإلحاق بناتهم في مدرسة رسمية بدلا من مدارس الكتاتيب والحلقات النسائية، إذ حرص الملك على نشر التعليم للإناث وعدم النكوص عنه عقب إقرار هذا النوع من التعليم بشكل رسمي.
ووصف الحسيني في سيرته التي صدرت قبل أيام عبر كتاب: «عندما قرأت كغيري من الناس الأخبار المتداولة عن (عاصفة الحزم) و(إعادة الأمل) عادت بي الذاكرة إلى أكثر من 50 عاما
حيث تشرفت حينها بمقابلة الملك سلمان بن عبدالعزيز للمرة الأولى في حياتي؛ فقد كنت وقتها مندوبا لتعليم البنات، ولم تكن الأجواء متقبلة تعليم الفتاة في ذلك الوقت كوقتنا الحاضر، في عام 1383 (1963) تم تكليفي بالذهاب وأنا بالرياض إلى أحد بلاد الوطن اتذكر عندما وصلت إلى البلدة لافتتاح أول مدرسة «وضعت إعلانا في السوق، ووقعت عقد استئجار المبنى، وأدخلت فيه الأثاث والمستلزمات الخاصة بالمدرسة أمام فرحة الأهالي وذهبت لأداء صلاة الجمعة، لينبري شخص ويخطب أمام جموع المصلين محرضا إياهم على رفض افتتاح المدرسة، لأذهب إلى بيت أمير البلدة وأبلغه بما حدث وأصر بدوره على افتتاحها، وتتوالى الأحداث ويتجمع الغاضبون، ومعهم مالك المبنى المدرسي حاملا عقد الاستئجار مطالبا بإلغائه، بعد أن هدده الرافضون بإحراق المبنى».
وزاد الحسيني: «جئت للرياض وقابلت الرئيس العام لتعليم البنات وشرحت له الوضع واصطحبني معه للأمير فيصل بن عبدالعزيز (ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء آنذاك) حاملا برقية أمير البلدة بشأن ما حدث، وسلمها إلى الأمير فيصل، وحولت البرقية إلى الأمير سلمان أمير منطقة الرياض حينها، الذي بدوره أبرق عاجلا إلى أمير البلدة باعتماد فتح المدرسة ويكون الدخول فيها اختياريا لا إجباريا، ونفذ توجيهات الأمير فيصل لتأمين افتتاح المدرسة بسلام، وجاء هذا الحزم من الملك سلمان لقناعته بأهمية نشر التعليم وعدم التراجع عن ذلك، وأن الحزم في هذه المسألة هو الحل، لكن دون عنف، وهو ما تأباه الدولة في علاقتها مع المواطنين، وبالفعل تم افتتاح المدرسة وتهافت الأهالي على تسجيل بناتهم فيها».
.. ثم كان لي الشرف مرة ثانية أن ألتقي الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد مرور قرابة أربعين عاما على تلك الأحداث، ووقتها تأكدت من حرص الملك سلمان على المواطنين، وإنزالهم منازلهم، ومنحهم الأولوية؛ فقد تزامن طلب تلك المقابلة هذه المرة مع وجود شخصيتين مهمتين في الرياض هما الرئيس الأمريكي السابق (جورج بوش) والرئيس الفرنسي السابق (نيكولا ساركوزي)، وعلى الرغم من الترتيبات الكبرى التي تشهدها مثل تلك اللقاءات، وانشغال الجميع بها: إلا أن الملك سلمان (حينما كان أميرا للرياض) كان يستقبل المواطنين في مكتبه في الإمارة، ويلبي مطالبهم.. وقد كنت يومها واحدا من الذين تشرفوا بمقابلته، وكان محددا لنا عشر دقائق فقط؛ لازدحام جدول الزيارات.. إلا أن المقابلة الكريمة استمرت قرابة ساعة كاملة، وكان ذهن الملك حاضرا؛ فتذكر الأحداث التي أعدت قصها عليه وكأنها حدثت بالأمس القريب، وكان بشوشا منصتا بكل جوارحه كأن لا شيء يشغله.. وعندما انتهيت أردت أن أطلب شيئا؛ فنظر إلي كمن يقول: (اسأل تعط).. فقلت: إنني فقط أريد أن أتشرف بدعوتكم سواء في الرياض أو شقراء أو المدينة المنورة؛ فوعدني باللقاء في رمضان في المدينة وهو بمعية أخيه الأمير الراحل سلطان، إلا أن قدر الله كان نافذا؛ فقد توفيت في هذا العام الأميرة لولوة بنت عبدالعزيز وكان صعبا عليه أن يتواجد في المدينة، وبعد كل تلك السنوات التي أتذكر أحداثها جيدا: بت متأكدا من أن الملك سلمان هو أقرب أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز شبها بأبيه؛ فقد أوتي الذكاء والحكمة والحنكة وسرعة البديهة والتبصر والرؤية البعيدة لما آلت إليه الأمور قبل الولوج فيها؛ حرصا منه على مصلحة مواطنيه، وتلبية مطالبهم، وتفقد أحوالهم؛ وليس أدل على ذلك من القرار الذي اتخذه بإقرار (عاصفة الحزم) ثم (إعادة الأمل) حتى يحافظ على مكتسبات الوطن، ويضمن لأهل السعودية وغيرهم من سكان الدول المجاورة العيش في أمان، وأن يرد إلى الضعيف الحقوق، وإعادة الشرعية للبلاد، والوقوف بكل حسم أمام كل من تسول له نفسه تهديد أمن الخليج كله».
وقال الحسيني «رغم أن التعليم الرسمي للبنين في معظم المناطق السعودية، سبق تعليم الإناث بسنوات، إلا أن أغلب المناطق عرفت أشكالا من التعليم النسوي عبر مدارس وكتاتيب نسائية خاصة، بدون وجود جهة رسمية إشرافية على هذا النوع من التعليم النسوي، ولم يتحقق ذلك بشكل رسمي إلا منذ 60 عاما من خلال صدور مرسوم ملكي في عهد الملك سعود، بإنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات، عام 1960، وتم دمجها قبل 15 عاما مع وزارة المعارف التي كانت تشرف على تعليم البنين فقط، ليتحول المسمى بعد الدمج إلى وزارة التربية والتعليم، وتنحصر مسؤوليتها في التعليم العام، مع وجود وزارة للتعليم العالي، وتم دمجهما في وزارة واحدة في بداية عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز بمسمى وزارة التعليم».
حملت سيرة الحسيني المولود قبل (77 عاما) في شقراء حاضرة الوشم (وسط السعودية) قصة لافتة مع الملك سلمان حينما كان أميرا لمنطقة الرياض، فيها تأكيدات وإشارات بأن الحزم والعزم والتفاؤل كانت من طبائعه ولازمته منذ نشأته وإلى اليوم، وتمثلت في عاصفة الحزم وإعادة الأمل وانطلقت قبل عام لدعم الشرعية في اليمن، ووجدت مباركة خليجية وعربية ودولية وحققت أهدفها المنشودة.
واسترجع الحسيني ذكريات ومشهدا يمتد لأكثر من نصف قرن، عندما قرر الملك سلمان استخدام أسلوب الحزم والعزم مع الحكمة لإعادة أمل أهالي بلدة في منطقة الرياض لإلحاق بناتهم في مدرسة رسمية بدلا من مدارس الكتاتيب والحلقات النسائية، إذ حرص الملك على نشر التعليم للإناث وعدم النكوص عنه عقب إقرار هذا النوع من التعليم بشكل رسمي.
ووصف الحسيني في سيرته التي صدرت قبل أيام عبر كتاب: «عندما قرأت كغيري من الناس الأخبار المتداولة عن (عاصفة الحزم) و(إعادة الأمل) عادت بي الذاكرة إلى أكثر من 50 عاما
حيث تشرفت حينها بمقابلة الملك سلمان بن عبدالعزيز للمرة الأولى في حياتي؛ فقد كنت وقتها مندوبا لتعليم البنات، ولم تكن الأجواء متقبلة تعليم الفتاة في ذلك الوقت كوقتنا الحاضر، في عام 1383 (1963) تم تكليفي بالذهاب وأنا بالرياض إلى أحد بلاد الوطن اتذكر عندما وصلت إلى البلدة لافتتاح أول مدرسة «وضعت إعلانا في السوق، ووقعت عقد استئجار المبنى، وأدخلت فيه الأثاث والمستلزمات الخاصة بالمدرسة أمام فرحة الأهالي وذهبت لأداء صلاة الجمعة، لينبري شخص ويخطب أمام جموع المصلين محرضا إياهم على رفض افتتاح المدرسة، لأذهب إلى بيت أمير البلدة وأبلغه بما حدث وأصر بدوره على افتتاحها، وتتوالى الأحداث ويتجمع الغاضبون، ومعهم مالك المبنى المدرسي حاملا عقد الاستئجار مطالبا بإلغائه، بعد أن هدده الرافضون بإحراق المبنى».
وزاد الحسيني: «جئت للرياض وقابلت الرئيس العام لتعليم البنات وشرحت له الوضع واصطحبني معه للأمير فيصل بن عبدالعزيز (ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء آنذاك) حاملا برقية أمير البلدة بشأن ما حدث، وسلمها إلى الأمير فيصل، وحولت البرقية إلى الأمير سلمان أمير منطقة الرياض حينها، الذي بدوره أبرق عاجلا إلى أمير البلدة باعتماد فتح المدرسة ويكون الدخول فيها اختياريا لا إجباريا، ونفذ توجيهات الأمير فيصل لتأمين افتتاح المدرسة بسلام، وجاء هذا الحزم من الملك سلمان لقناعته بأهمية نشر التعليم وعدم التراجع عن ذلك، وأن الحزم في هذه المسألة هو الحل، لكن دون عنف، وهو ما تأباه الدولة في علاقتها مع المواطنين، وبالفعل تم افتتاح المدرسة وتهافت الأهالي على تسجيل بناتهم فيها».
.. ثم كان لي الشرف مرة ثانية أن ألتقي الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد مرور قرابة أربعين عاما على تلك الأحداث، ووقتها تأكدت من حرص الملك سلمان على المواطنين، وإنزالهم منازلهم، ومنحهم الأولوية؛ فقد تزامن طلب تلك المقابلة هذه المرة مع وجود شخصيتين مهمتين في الرياض هما الرئيس الأمريكي السابق (جورج بوش) والرئيس الفرنسي السابق (نيكولا ساركوزي)، وعلى الرغم من الترتيبات الكبرى التي تشهدها مثل تلك اللقاءات، وانشغال الجميع بها: إلا أن الملك سلمان (حينما كان أميرا للرياض) كان يستقبل المواطنين في مكتبه في الإمارة، ويلبي مطالبهم.. وقد كنت يومها واحدا من الذين تشرفوا بمقابلته، وكان محددا لنا عشر دقائق فقط؛ لازدحام جدول الزيارات.. إلا أن المقابلة الكريمة استمرت قرابة ساعة كاملة، وكان ذهن الملك حاضرا؛ فتذكر الأحداث التي أعدت قصها عليه وكأنها حدثت بالأمس القريب، وكان بشوشا منصتا بكل جوارحه كأن لا شيء يشغله.. وعندما انتهيت أردت أن أطلب شيئا؛ فنظر إلي كمن يقول: (اسأل تعط).. فقلت: إنني فقط أريد أن أتشرف بدعوتكم سواء في الرياض أو شقراء أو المدينة المنورة؛ فوعدني باللقاء في رمضان في المدينة وهو بمعية أخيه الأمير الراحل سلطان، إلا أن قدر الله كان نافذا؛ فقد توفيت في هذا العام الأميرة لولوة بنت عبدالعزيز وكان صعبا عليه أن يتواجد في المدينة، وبعد كل تلك السنوات التي أتذكر أحداثها جيدا: بت متأكدا من أن الملك سلمان هو أقرب أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز شبها بأبيه؛ فقد أوتي الذكاء والحكمة والحنكة وسرعة البديهة والتبصر والرؤية البعيدة لما آلت إليه الأمور قبل الولوج فيها؛ حرصا منه على مصلحة مواطنيه، وتلبية مطالبهم، وتفقد أحوالهم؛ وليس أدل على ذلك من القرار الذي اتخذه بإقرار (عاصفة الحزم) ثم (إعادة الأمل) حتى يحافظ على مكتسبات الوطن، ويضمن لأهل السعودية وغيرهم من سكان الدول المجاورة العيش في أمان، وأن يرد إلى الضعيف الحقوق، وإعادة الشرعية للبلاد، والوقوف بكل حسم أمام كل من تسول له نفسه تهديد أمن الخليج كله».