ضحايا النصب أو شركاء فيه؟

سعيد السريحي

الخبر الذي نشرته الصحف يوم أمس يتحدث عن أن رجال البحث الجنائي بشرطة الدمام تمكنوا من القبض على وافد إفريقي أربعيني متورِّط بالنصب والاحتيال على عددٍ من المواطنين بإيهامهم أنه مستثمر، ومن ثمَّ يعرض عليهم مقدرته في تزييف العملة، ومضاعفة أموالهم باستخدام مواد سائلة سوداء اللون، يزعم أنَّه قام بتركيبها لتحويل الورق لعملة نقديَّة ورقيَّة.
وإذا كان يحمد للبحث الجنائي القبض على ذلك النصاب فإن العدالة الأخلاقية تقتضي القبض على ذلك «العدد من المواطنين» الذين يتحدث الخبر عن أن ذلك النصاب المحتال أوهمهم بتحويل الورق إلى نقود، ذلك أنهم شركاء له في ما كان يوهمهم به من مقدرته على تزييف العملة، بل لعلهم أشد جرما منه فهو مجرم من حيث أنه أوهمهم بقدرته على ما هو عاجز عنه، أما هم فجريمتهم أنهم تواطأوا معه على التزوير والتزييف وهم مقتنعون بقدرته على ذلك، وإن لم يقعوا في حبائل نصبه واحتياله إلا أنهم كانوا يطمعون في ربح عاجل سريع يعرفون أنه قائم على التزييف والتزوير وهو الأمر الذي أعماهم عن التفكير وتبين حقيقة ما كان يوهمهم به ذلك المحتال.
ثمة فرق بين مواطنين يقعون ضحية احتيال من يوهمهم أنه قادر على تحقيق عائد لهم باستثمار أموالهم في تجارة الذهب أو العقار أو أي تجارة هي مشروعة في أصلها وبين مواطنين يقعون فريسة لطمعهم الذي يقودهم لأعمال ليست شرعية في أصلها كالتزييف والتزوير القائمين على التضليل بأعمال السحر والإيهام بالمواد الكيميائية.
بعض الجرائم لا يمكن معالجتها بإنزال العقاب بطرف واحد من أطرافها وعلى رأس هذه الجرائم تواطؤ بعض المواطنين مع محتالين يوهمونهم بقدرتهم على تزييف العملة.