رامز بيلعب بـ «الناس»!

تحت شعار «دلعهم قبل ما تولعهم»

رامز بيلعب بـ «الناس»!

حسام الشيخ (جدة)

ردود الأفعال المتباينة لضيوف (رامز بيلعب بالنار)، أصابت المشاهدين بالحيرة؛ فمنهم من يسب، ومنهم من يتعدى بالضرب، ومنهم من يتعامل ببرود بما لا يتناسب مع (المقلب)؛ ما خلق حالة من عدم الرضا لدى متابعي البرنامج، باعتباره يعرّض ضيوفه لحرق الأجساد، ويعرض مشاهديه لحرق الدم!.
البعض يرى أن الطيبة والتلقائية ومحاولة حفظ ماء الوجه، التي هي ديدن المجتمعات العربية، بشكل عام، استغلت من جانب شركات الإنتاج استغلالا سيئا، ووجدت فيها بيئة خصبة للاستخفاف بالعقول والضحك على الذقون، ما أدى إلى تطور الأمر من مجرد كاميرا خفية إلى اللعب بالنار، فيما اعتبر جمهور كبير أن البرنامج ما هو إلا نكتة ثقيلة دم للضحك على الناس بالناس، في قالب من الكوميديا الرخيصة المفبركة، فالضيف يعلم مسبقا بالمقلب، والمضيف يصر على تصوير الأمر على أنه مقلب حقيقي، ويحرص على انتقاء المشاهد التي يظهر فيها ردات فعل الضيف (المفجوع).!
المقلب الذي لا يستغرق تصويره أكثر من خمس دقائق -بعيدا عن الإعلانات- تتخلله تعليقات رامز جلال، المسيئة للضيف أحيانا والمستفزة غالبا، فيما تحمل المقدمة كلمات مستفزة، من قبيل «دلعهم قبل ما تولعهم»، الدلع: أن تكون ضيفا في أحد المهرجانات و«تقفش» مبلغا محترما وتقيم في (فندق 7 نجوم)، والولعة: أن يشعل البرنامج النار في الضيف ليصبح مادة مضحكة مبكية للتندر والابتسامة المفتعلة، هذا إن كان إشعال النار في خلق الله، ومتابعة لحظات ضعفهم خوفا من الموت حرقا.. نكتة!.
وعلى رغم أن برنامج (رامز بيلعب بالنار) ملأ الدنيا ضجيجا، يبقى التساؤل: أي نوع من الكوميديا تلك التي اعتمدها القائمون على هذه البرامج التي تستخف بالناس، وترصد لها الملايين والمليارات لإعلاء شأن التهور وعدم تحمل المسؤولية، من قبيل: «أنا قررت ألعب بالنار.. أنا مش ناوي أجيبها البر.. أنا واخد توكيل الشر.. طول عمري في الشر دمار.. بالولعة وبالنار.. هنكمل المشوار!».
في حلقة (الجمعة) الماضية، استضاف البرنامج الممثل الإسباني أنطونيو بانديراس، واحد من أهم نجوم هوليوود، وبعد تنفيذ المقلب، لم يتعرف على رامز جلال حتى بعد أن خلع ملابس رجل الإطفاء التي يتنكر فيها، غير أن ردة فعله كانت بسيطة إلى حد يدعو للاحترام والدهشة، أما أمير كرارة، الضيف التالي في حلقة (السبت) والضيوف العرب قبله وبعده، فكان لهم رأي مختلف، إذ أشبعوا رامز ضربا وركلا وسبا، لدرجة ربما شفت غليل المتابعين، وهذه واحدة تضاف إلى سلبيات البرنامج، فماذا يكون حال المشاهد العربي وغير العربي، حين يقارن ردة فعل وتعامل النجوم العرب والعجم مع المقلب!..