ملاعب غليل.. نجوم الأخضر مروا من هنا

ملاعب غليل.. نجوم الأخضر مروا من هنا

محمد الأهدل (جدة)

ما إن ينتصف شهر شعبان من كل عام، حتى تنتهي لجان المسابقات الكروية الرمضانية في غليل جنوب جدة، من قيد أسماء الفرق المشاركة في الدورات التي تشتد منافساتها في ليالي الشهر الفضيل، فتتسلم قوائم اللاعبين المشاركين مع كل فريق وتتحصل منهم على رسوم الاشتراك، وتقدم لهم الاشتراطات التي يجب أن يلتزموا بها.
وبانطلاق المسابقات ييمم كشافو أندية جدة الاتحاد والأهلي والربيع، وجوههم شطر جنوب المحافظة، لمتابعة أداء الفرق، ورصد أي لاعب موهوب بالإمكان الاستفادة منه في فرقهم، ولم تكتف ملاعب غليل بجذب أندية جدة، فهناك كشافون يأتون إليها من مكة المكرمة والرياض، للمشاركة في اقتسام كعكة رمضان من لاعبي الحواري.
وأسهمت الدورات الرمضانية وملاعب جنوب جدة وتحديدا في غليل والقريات والهنداوية في تخريج كثير من النجوم الذين صنعوا العصر الذهبي للكرة السعودية، منهم على سبيل المثال لا الحصر أحمد جميل، خالد مسعد، محمد الخليوي رحمه الله، يحيى عامر، سعيد غراب، جاري القرني، عيسى خواجي، حسن خليفة، عبدالله سليمان، مروان بصاص، إسماعيل حكمي، عبدالله غراب، درويش سعيد، طارق مسعود، وحيد جوهر، عبدالعزيز عمر (صمدو)، عادل الثقفي، خالد قهوجي، محمد شليه، سعد بريك، محفوظ حافظ، أحمد مغربي، أحمد يحيى، عقيل بلغيث، نايف وإبراهيم هزازي وغيرهم الكثير.
بدوره، أكد المدرب الوطني ولاعب نادي الاتحاد السابق الكابتن عادل الثقفي أن الأحياء هي منبع المواهب والنجوم الذين تعوّل عليهم الأندية في تحقيق الإنجازات، لافتا إلى أن ملاعب الحواري تلعب دورا مهما في تخريج لاعبين مزودين بأساسيات الكرة، أفضل من المدارس التي ينحصر فيها اللعب على 90 دقيقة في الأسبوع مقسمة على حصتين، بينما اللاعبون يزاولون نشاطهم في حي دون قيود ووقت محدد.
وذكر أن غالبية اللاعبين القادمين من الأحياء للأندية يتحلون ببنية جسمانية قوية، مزودة بعضلات تساعد اللاعب على الركض فترة طويلة، دون تعب، فضلا عن أن القادمين من الأحياء يجيدون اللعب الرجولي وتحمل المسؤولية التي اكتسبوها من قسوة الظروف في الحي.
واعتبر الكابتن الثقفي الدورات الرمضانية فاكهة الكرة في السابق، خصوصا أن المسابقات الرياضية الرسمية في الثمانينات كانت تنتهي قبل حلول رمضان المبارك بشهرين، ما يسهل على لاعبي الأندية المشاركة في تلك المنافسات، لافتا إلى أن أشهرها كان دورة السوداني في البغدادية، ودورات ملاعب القبي والرمال جنوب جدة.
واتفق المدرب الوطني بندر الأحمدي مع الكابتن الثقفي في أن الأحياء موطن الموهبة، مطالبا بتخصيص الدورات الرمضانية للاعبين دون 16 عاما، بدلا من الكبار الذين احتكروها، حتى تسهم في اكتشاف المواهب والواعدين.
ورأى أن اللعب في الحواري أفضل بكثير من التوجه إلى الأكاديميات التي انتشرت حاليا بكثافة في المدن المختلفة، بطريقة عشوائية ودون رقابة، فضلا عن أن 90% من المدربين فيها غير مؤهلين يتسببون في قتل المواهب بدلا من صقلها وتطويرها. وطالب الكابتن الأحمدي الهيئة العامة للرياضة بسن اشتراطات صارمة لافتتاح الأكاديميات، بعد أن تحولت إلى بيئة غير آمنة، مشددا على أهمية أن يكون من يعمل فيها مؤهلا جيدا فنيا وأخلاقيا ويخضع لاختبارات، خصوصا أنه يتعامل مع الصغار.