الأهلي ملكي والهلال...!

علي مكي

مشكلة (بعض) إعلام الهلال وبعض من ينتمي لنادي الهلال أنهم يريدون للهلال أن يكوش على كل شيء وأن يصبح ناديا خارقا!! وأعجب شيء يحدث حاليا من بعض كتابه أنهم مستمرون بالسطو على اللقب الخاص بالنادي الأهلي السعودي المعروف بالنادي الملكي! بل تعدوا ذلك إلى الأفكار والطروحات دون الإشارة إلى من سبقهم لذات الفكرة، فعندما قال أحدهم إن «الهلال حضارة»، فإنه طرح سبقته به منذ سنين عندما كنت أكتب عن النادي الأهلي كمؤسسة رياضية حضارية شاهقة قامت على أسس رياضية ومفاهيم نبيلة، وهي الرؤية التي تأسس عليها هذا النادي على يد الأمير الراحل عبدالله الفيصل (يرحمه الله) وظلت هذه الرؤية الحضارية هي الممتدة حتى عهد الأمير خالد بن عبدالله.. كما أن هذه الحضارة تجلت في رقي الأهلي وترفعه عن صغائر الأمور ولغو الكلام والصراعات التافهة، فارتقى بفكره وبنفسه وبلاعبيه، وليس كما يفعل أحد الرؤساء بعد الانتصار على المنافس فراح يقلل منه ساخرا ومتهكما.. فأي حضارة هذه!
وإذا أردنا أن نسمي الهلال قمرا كما يتغنى عشاقه فهو شيء جميل، لكننا في المقابل سنكتشف من هذه التسمية وجها آخر للقمر يحلله الناقد المغربي الكبير عبدالفتاح كيليطو من كتابه (الغائب) دراسة في مقامة الحريري، يقول: تستوقفني ثلاثة أبيات لابن المعتز يرد فيها ذم القمر، (ولا عجب في ذلك؛ فضوء القمر باهت لا يسمح برؤية الأشياء بوضوح). يقول ابن المعتز مخاطبا القمر:
يا سارق الأنوار من شمس الضحى
يا مثكلي طيب الكرى ومنغصي
أما ضياء الشمس فيك فناقص
وأرى حرارة نارها لم تنقص
لم يظفر التشبيه منك بطائل
متلخ بهقا كلون الأبرص
ليس للقمر نور يخصه، ليس له ضياء ينبع منه، كل ما هنالك أنه يعكس أشعة الشمس، يستعير نورها. إنه مجرد مرآة ينعكس على صفحتها نور أجنبي، مرآة باردة تعكس حقا نور الشمس ولكنها لا تعكس حرارتها. الحرارة تعني أن النور وليد للنار، وليد غليان هو مصدر الأشعة.
النور متأصل في النار، والأصل يعني المبدأ والجوهر والنبع والغور والعمق. إن الأشعة الشمسية تستند على نار حامية في قلب الكوكب، إنها تنطلق من بؤرة نارية، من موقد متأجج لا ينقص ولا يفتر، وعلى العكس فإن القمر يفتقر إلى الأصل، إلى منبع مستقل. لا ينبع النور من أعماقه، من كيانه، وإنما من كائن آخر، من كوكب سحيق البعد.. النور الذي ينسكب على أديمه نور سطحي، مستعار، مستورد، مسروق.
المقابلة بين ما هو متأصل (نور الشمس) وما هو سطحي (نور القمر) تعادل المقابلة بين المشروعة والمغتصبة، بين المبنية على الاستحقاق والأخرى المبنية على الادعاء!