المدينة المنورة تستقبل الملك سلمان بالحب

المدينة المنورة تستقبل الملك سلمان بالحب

يوسف بن عبد الستار الميمني

تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمدينة سيد البشر صلى الله عليه وسلم طيبة الطيبة في شهر الخير والبركة شهر رمضان المبارك. وفي مرحلة تنموية هي الأهم في تاريخها المشرق. في ظل اهتمام فائق من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومته. مسخرين الإمكانات والموارد كافة للإسراع في استكمال مشاريعها وبالذات المشاريع التي تخدم المسلمين من حجاج ومعتمرين وزوار، إضافة لسكانها من المواطنين والمقيمين.
ومن أهم تلك المشاريع التوسعة الكبرى للمسجد النبوي الشريف لتتضاعف مساحة المسجد والساحات المحيطة بالمسجد النبوي كأكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي وما يرتبط بالتوسعة من مشاريع للتجميل والتطوير والتحسين. وتطوير المناطق المركزية المحيطة بالمسجد النبوي لاستيعاب إقامة المزيد من الحجاج والمعتمرين والزوار من خارج وداخل المملكة. حيث من المتوقع أن يصل زوار المدينة المنورة على مدار العام إلى 30 مليون زائر خلال الـ15 عاما القادمة.
إن الجهود المبذولة حاليا تسابق الزمن لاستكمال توسعة المسجد النبوي ومشاريع التجميل والتحسين وإيصال الخدمات اللازمة واستكمال البنية التحتية. يضاف لها مشاريع متعددة أخرى ومن أهمها تطوير درب السنة الذي يربط المسجد النبوي الشريف بمسجد قباء لتقام على جوانبه مشروعات عمرانية واستثمارية ومحلات تجارية تراثية وبوابات المدينة المنورة القديمة على غرار العمارة المدينية للحفاظ على تراث المدينة المنورة. وسوف يخصص جزء من تلك المحلات لصناعات تقليدية وتراثية وحرف شعبية ويحتوي المشروع أيضا على مشاريع عمرانية مخصصة للمكتبات والمتاحف والمراكز الحضارية الأخرى ومشروع مجمع مكتبات الملك عبدالعزيز الوقفية التي أعلن نظامها الأساسي يوم الاثنين من هذا الأسبوع والذي يعد ثاني أهم مجمع مكتبات في العالم الإسلامي بما تحويه من نفائس المخطوطات المتنوعة في مختلف العلوم، ومن أهمها أكبر مجموعة في العالم لمخطوطات المصحف الشريف وأكثر من 160 ألف كتاب نادر. ويستمتع زوار المدينة المنورة بالسير على الأقدام بين المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء تأسيا برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي حدثنا عن فضل زيارة مسجد قباء وأن أجر الزيارة تعادل فضل العمرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل يوم سبت زائرا ماشيا وراكبا.
وسوف تتم توسعة مسجد قباء والمناطق المحيطة به التي سوف تضاعف مساحة المسجد والساحات المحيطة به وتوفير مواقف السيارات والخدمات الأساسية للمسجد. وسوف يرتبط مسجد قباء كغيره من المشاريع التنموية بشبكة النقل العام الداخلي لربط المسجد النبوي وقطار الحرمين والمشاريع التنموية بالمدينة المنورة من خلال شبكة نقل عام داخلي متطورة وربط بقية أنحاء المدينة المنورة بشبكة مواصلات مغذية للنقل العام الداخلي.
ويتوقع استكمال مشروع قطار الحرمين الذي يربط مكة المكرمة وجدة بالمدينة المنورة خلال الأشهر الستة القادمة، والجهود المبذولة حاليا تأتي للمحافظة على المآثر الإسلامية بالمدينة المنورة وترميمها وتعمير ما اندثر منها. والعمل جار لاستكمال مشروع دار الهجرة لإسكان الحجاج والمعتمرين والزوار بعد ربطه بشبكة النقل الداخلي وبدء مشاريع مدينة المعرفة الاقتصادية وغيرها من المشاريع الاستثمارية العمرانية، وتستمر جهود شركة المقر المملوكة لأمانة منطقة المدينة المنورة لتطوير المناطق العشوائية والجهود المبذولة لتطوير الطرق الإشعاعية والطرق الدائرية ومن أهمها طريق الملك سلمان وطريق الجامعات وتقوم هيئة تطوير المدينة المنورة بجهود متنوعة فعالة لوضع الخطط الشاملة لتطوير المدينة المنورة.
وتقوم الجهات الحكومية باستكمال مشاريع الإسكان ومشاريع الرفاهية الاجتماعية من مرافق تعليمية ومنشآت صحية ومشاريع اجتماعية وتوسعة قدرات الجامعات بالمنطقة واستكمال مشاريعها المتنوعة، واستكمال البنية التحتية وتحديث المرافق بأنحاء المنطقة. ويقوم القطاع الخاص باستثمارات متنوعة إضافة للشراكة مع القطاع الحكومي لتنفيذ المشروعات بكفاءة عالية وشراكة فعالة ومساهمة في مشاريع التخصيص كما رأينا في مشروع مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي.
ويظل الاهتمام الفائق الفعال من لدن أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز صاحب العطاء الوافر والمميز بتوطين مبادرات نوعية هي الأولى على مستوى مناطق المملكة، ومنها مشروع نماء المنورة للاهتمام بأبناء وبنات الوطن وتأهيلهم التأهيل المناسب ليكونوا صناعا ومتخصصين في الصناعات الحرفية والسلع التراثية والتقليدية كالبرنامج المميز «صنع بالمدينة» و«غرس المدينة».
تلك الجهود بارزة للعيان من خلال معارض نماء المنورة المنتشرة جوار المسجد النبوي الشريف والمساجد التاريخية والأثرية والأسواق الحرة بالمطارات والمحلات التجارية الكبيرة ومعامل الإبداع لتدريب وتأهيل أبناء وبنات الوطن. وقد حرص سموه على أن تكون المدينة المنورة والمنطقة عموما مميزة في نوعية التعليم بدءا من المراحل الأولى دون الجامعية، وسعى سموه لتعميم نظام الحكومة الإلكترونية بإمارة المنطقة وتعميم استخدام التقنية بإمارة المنطقة وفروع الإمارة في المحافظات والمراكز من خلال تيسير أداء الأعمال باستخدام التقنية، والتيسير على المواطنين من خلال ربط المعاملات بالتقنية دون الحاجة لمراجعة الإمارة وفروعها، واستخدام الاتصال المرئي بين أمير المنطقة والمواطنين القاطنين بالمحافظات. وعمم استخدام التقنية في معاملات الإمارة بدلا من المعاملات الورقية. وأوجد جائزة التميز الحكومي لخلق التنافس بين الجهات الحكومية لتبسيط الإجراءات لدى تلك الجهات وتذليل المعوقات أمام المراجعين والارتقاء بالخدمة للمراجع والمستفيد. وإنشاء مجلس للاستثمار بالمنطقة بهدف الترويج للمنطقة استثماريا وإبراز ميزات المنطقة النسبية والتنافسية وتعاون الإمارة ومجلس الاستثمار مع خبراء متخصصين من البنك الدولي قاموا بإعداد دراسات لأبرز ميزات المنطقة النسبة والتنافسية، وإعداد دراسات عن مناخ الاستثمار وسهولة أداء الأعمال المتنوعة بالمنطقة. يضاف لها جهود مجلس المنطقة المتنوعة وجهود الجهات الحكومية كافة التي تفاعلت مع توجه الأمير نحو جعل المنطقة الوجهة المفضلة للمستثمرين، وإحدى أهم المناطق في المملكة جذبا للاستثمار والتنوع مع التركيز على إنشاء مشاريع مميزة للحكومة في قطاعي التعليم والصحة بالذات. وتحوي المنطقة ثاني أكبر مجمع للصناعات بالمملكة في محافظة ينبع وتعد من أبرز مناطق المملكة الغنية بالثروات المعدنية والآثار والشواطئ الواعدة.
إنها جهود موفقة من رجل العطاء والتميز الأمير فيصل بن سلمان الذي يحرص أيضا على الاستعانة بأصحاب الفكر والمبادرات والعطاء المخلصين لتكون المدينة المنورة درة المدائن. وتكون المنطقة من المناطق المميزة بناتجها المحلي المرتفع، منطقة تتوفر بها فرص العمل لأبناء الوطن ولا تعاني من مشكلة البطالة بين أبنائها ويفتخر أهلها وأبناؤها والمقيمون بها بمبادراتها المميزة وعطائها الوافر واقتصادها المتنامي.
ألم يقل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف «المدينة مهاجري فيها مضجعي ومنها مبعثي حقيق على أمتي حف جيراني ما اجتنبوا الكبائر من حفظهم كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة».
ويقول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف «هلم إلى الخير هلم إلى الخير والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون».