عبدالوهاب أبوسليمان!؟

عـــبدالله الجفري

*..... وماذا يفي شيخنا/ د.عبدالوهاب أبوسليمان من كلمات تضيء كافة جوانب مسيرته العلمية/ الفخر لمدينته «أم القرى» التي تعتز بانتماء هذا العالم الجليل إلى علماء الحرم المكي الشريف واغترافه من علمهم، والتزود بثمار علماء مكة المكرمة الذين أفاضوا بعلمهم من خلال حلقات الشيوخ الفقهاء في أول وأعظم جامعة إسلامية أمام قبلة المسلمين/ الكعبة؟!
هل نوفيه حق علمه وجهاده في البحث العلمي بإضاءة المزيد من تاريخه عبر احتفاء (الإثنينية) بهذا العالم الذي أشعلت كتبه شموع المعرفة في العلم الشرعي، والأحاديث النبوية بعد أن تتلمذ على علماء الحرم المكي الشريف، ونهل من غدق شيخه الشيخ/ حسن بن محمد المشاط؟!
* * *
* لقد حرص راعي «الإثنينية» الأديب/ عبدالمقصود خوجة، أحد أبرز المجاهدين لخدمة العلم والثقافة في واقعنا اليوم... أن يكون احتفاء (الإثنينية) في نهاية موسمها الثقافي لهذا العام، باختيار عالم مكي جليل مجتهد، مميز في بحوثه العلمية.. فجاء ختامها مسكاً،و تكريماً لمسك العلماء المكيين اليوم!!
وإذا كان المرض قد حبسني قعيداً في بيتي ذلك المساء، وحرمني من المشاركة والاحتفاء، فإن علم ومسيرة الشيخ/ د.عبدالوهاب أبوسليمان فوق كلمات المديح، هو العالم المتواضع في معاملته مع الناس، وهو العاشق المدافع عن الأماكن والآثار التاريخية التي تعرضت على مر السنين للطمس، وإلغاء وجودها، وتغريبها عن الحفاظ على قيمتها الدينية والتاريخية... وحرص/ د.أبوسليمان على الدفاع عن بقاء الأماكن التاريخية، وطالب بضرورة الاهتمام ببنائها.. وعبر العالم المكي عن الآلام التي سببها: طمس هذه الآثار، وذكر في ما كتبه، وفي الاحتفاء بقراءة كتابه «باب السلام في المسجد الحرام، ودور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة»، جعل محور الحوار ضياع الآثار الإسلامية الهامة في مكة المكرمة التي تمت إزالتها بحجة «سد الذريعة» في الوقت الذي لم يعد من الممكن مشاهدة شخص يتمسح بهذه الآثار، مثل آثار شعب بني هاشم، ومنزل أم المؤمنين/ خديجة رضي الله عنها، والمواقع التي شهدت أحداثاً حاسمة في تاريخ الإسلام بحجة سد الذريعة، في الوقت الذي لم يعد وجود للمتمسحين بحجر، أو المتبركين بأثر!!
فإلى متى نفرط في آثارنا الإسلامية، ونمحو مواقعها، ونزيل معالمها لسد الذريعة، وأية ذريعة هذه في عصر العلم، والتنوير، والمعرفة؟!
* * *
* ويعيدنا عالمنا المكي الجليل إلى ذكريات الصبا وتوجهنا الدائم إلى «باب السلام» يوم كنا أطفالاً وفتياناً، حيث كانت المكتبات تنتشر فيه، وفرها لطلبة العلم عشاق الكتاب من أشهر وأنبل الأسر المكية، فكانت مكتبة (الفدا)، ومكتبة الثقافة وغيرهما ممن نجد لديهم أمهات الكتب، قبل أن تستفحل «الرقابة» على المطبوعات فتحيل المكتبات إلى: قرطاسية!!
وهكذا أعادنا شيخنا/ د.أبوسليمان إلى الزمن الأجمل والأنقى، وهو يحدثنا عن تاريخ «باب السلام» الحافل... ويعبر عن خوفه على الأجيال القادمة التي حجبنا عنها تاريخ الإسلام وطمسنا مواقعه التاريخية التي تقوي الروح الإيمانية!!
* * *
* آخر الكلام:
* من كلمات/ د.عبدالوهاب أبوسليمان:
- لقد تركنا الباب مفتوحاً
لكل أنواع وأشكال الترفيه
وأغلقنا الأبواب التي تقود
إلى إشباع الروح!!