الإرهاب يكتب سقوطه.. وينتحر أمام جدار دولة الرسالة وقبلة المسلمين

حرب بلا هوادة ضد الفئات الضالة

متعب العواد (حائل)

أشرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- من قصر الصفا بمكة المكرمة وتابع راحة المعتمرين الذين شهدوا ختم القرآن الكريم في المسجد الحرام في ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك، والذين تجاوز عددهم أكثر من مليوني مصل من أصل أكثر من خمسة ملايين معتمر وصلوا إلى المملكة لأداء مناسك الحج والعمرة خلال الشهر بحسب وزارة الحج والعمرة. وتوقع المركز الإعلامي لوزارة الحج والعمرة أن الأيام القادمة ستشهد ارتفاع أعداد المعتمرين إلى أكثر من ستة ملايين معتمر بعدما نجحت الجهات المختصة في تقديم أكثر من 43 ألف خدمة للمعتمرين والزوار لبيت الله.
الانتحار على الباب
في مثل هذا الوقت تسللت فئة ضالة في جدة، وقد أعماها الغيظ والمرض على ما أنعم به الله سبحانه وتعالى على وطننا من أمن ووئام لارتكاب جريمتها النكراء .. التي فشلت بفضل الله ثم بفضل حنكة وجسارة رجال الأمن البواسل.
حاولت الفئة الضالة تحين «فرصة» لبث سمومها وأحقادها لكن وزارة الداخلية كانت لهم بالمرصاد وأحبط رجال الأمن عملية الإرهابيين وإنقاذ مئات الأبرياء من فعلتهم النكراء وإبطال عبواتها ومفخخاتها، حاول مقيم في الثلاثين من العمر إفساد قدسية ليالي رمضان ففجر نفسه على باب المسجد أثناء اداء المصلين للتهجد.
وكشفت المحاولة الدنيئة أفعال الإرهابيين البائسة ومساعيهم الخائبة وزاد ذلك من وحدة المواطنين وتماسكهم وقوة بصيرتهم في مواجهة أعداء الوطن.
حُرمة المكان والزمان
طيبة الطيبة مدينة رسول الله ومسجده الشريف الذي شهد الوحي .. لم تردع حرمة وقدسية المكان لهؤلاء الإرهابيين من فسادهم، ولم تردعهم حرمة الشهر الفضيل ولا شرف المكان وكانت جريمتهم وفسادهم، إذ اشتبه رجال الأمن في شخص أثناء توجهه إلى المسجد النبوي الشّريف عبر أرض فضاء تستخدم كمواقف لسيارات الزوار، وعند مبادرتهم في اعتراضه فجر نفسه بحزام ناسف ما نتج عن مقتله منتحرا ونتج عن ذلك استشهاد أربعة من رجال الأمن، تغمدهم الله بواسع رحمته وتقبلهم في الشهداء، وإصابة خمسة آخرين شفاهم الله.
فجر الإرهابي نفسه في طيبة الطيبة التي ظلت تشهد اتصال السماء بالأرض لترفع النفوس من الأرض إلى السماء، نورًا وعلمًا وهمة وثقافة، وبناءً وحضارة، هو النور الذي أضاء الجزيرة العربية، والمدائن، وامتد إلى الصين شرقًا، وإلى الأندلس غربًا.
يقول الدكتور الأديب أحمد الخاني في ورقة بحث المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية 2013 : «لولا المدينة المنورة لما كانت دمشق، ولا فتوحاتها ولا قادتها ولولا المدينة المنورة لما كانت بغداد ولا علومها ولا ثقافاتها التي نورت العالم آنذاك، في الوقت الذي كان فيه الإمبراطور شارلمان أعظم ملوك أوروبا يتعلم كيف يكتب اسمه على القرطاس، وقد كانت طلبة العلم والمعرفة تأتي من أوروبا كافة إلى الأندلس؛ لتنهل من علوم جامعاتها».
من طيبة إلى القطيف
من طيبة إلى القطيف إذ وقع تفجير انتحاري عند مغرب اليوم نفسه بالقرب من أحد المساجد المجاورة لسوق مياس وتم العثور على أشلاء بشرية لثلاثة أشخاص يجري التحقق منها ولا تزال الجهات الأمنية تباشر مهامها في ضبط الجريمتين والتحقيق فيهما.
وأكدت وزارة الداخلية في بيان أن هذه الأعمال الدنيئة التي لم تراع حرمة المكان والزمان وحرمة الدماء المعصومة لتبين بشكل جلي مدى الضلال الذي بلغته هذه العناصر الضالة وما يدفعهم إليه فكرهم الظلامي، وخذلهم الله وخيب آمالهم وأفشل مخططاتهم ورد كيدهم في نحورهم ولم يفلحوا بفضله ومنته في تحقيق أهدافهم التي سعوا إليها من خلال هذه العمليات البائسة أن الله لا يصلح عمل المفسدين.
فساد أفكار الإرهابيين
البيان المختصر لوزارة الداخلية السعودية يؤكد نجاح المملكة في اتخاذ موقف حازم وصارم ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره على الصعيدين المحلي والدولي، فقد عانت المملكة من أعمال العنف والإرهاب فهو آفة خطرة لا وطن ولا دين له ولا يعرف جنساً ولا زمناً ولا مكاناً، بيد أنه لا يمكنه أن يهزم الدول الكبيرة القوية بإيمانها وبتلاحم قيادتها وشعبها مثل السعودية فقد تكسرت مجاديف الإرهابيين على يد سواعد رجال الأمن البواسل وتهاوت مبادئ أفكارهم ومنهجهم الضال بعد أن تصدى لها علماء المملكة وقارعوها بالفكر والمنطق والشرع وفندوها وبينوا بالأدلة من الكتاب والسنة فساد أفكار الإرهابيين. كما تصدت المملكة لأعمال العنف والإرهاب على المستويين المحلي والدولي فحاربته محلياً وشجبته وأدانته عالميا فقد سطر رجال الأمن السعوديون إنجازات أمنية في التصدي لأعمال العنف والإرهاب ونجحوا بكل شجاعة وإتقان في حسم المواجهات الأمنية مع فئة البغي والضلال فجاء أداؤهم مذهلاً في القضاء على أرباب الفكر الضال أو القبض عليهم دون تعريض حياة المواطنين القاطنين في الأحياء التي تختبئ فيها الفئة الباغية للخطر ولم يجد البغاة غير الانتحار بتفجير أجسادهم وهي العلامة الواضحة لتضييق الخناق عليهم من قبل الأجهزة الأمنية السعودية التي جندت كافة أجهزتها لحماية المجتمع من خطرهم وشرهم و القضاء على أعداد كبيرة من العناصر الإرهابية في مختلف مناطق المملكة.