ماكس
الأربعاء / 15 / شوال / 1437 هـ الأربعاء 20 يوليو 2016 20:31
طارق على فدعق
زمان.. كانت الخطوط السعودية هي الأولى في الشرق الأوسط.. وكانت تتميز بالعديد من المبادرات لم تحلم بها أي شركة منافسة.. وكان أحد محاور تفوقها هو ما بادرت به في الرحلات الداخلية. وتحديدا فكانت أول شركة في المنطقة تقدم النقل الداخلي السريع الحديث باستخدام طائرات «دوجلاس دي سي 9» النفاثة عام 1967.. وكانت خطوة جريئة سابقة لزمانها.. ثم تبعتها بخطوة أكبر عندما بادرت في 21 يوليو 1972 بدعم أسطولها بطائرات البوينج 737 للخدمة في أسطولها لخدمة المحطات الداخلية والخارجية. وللتذكير ففي تلك الفترة كانت معظم شركات الطيران في العالم تعتمد على الطائرات المروحية للطيران الداخلي لأن النفاثات كانت مكلفة، وكانت السياسة الرائجة العالمية أن تكون تلك الطائرات محجوزة للرحلات الدولية. وأثبتت البوينج 737 جدارتها عبر السنين في الأجواء السعودية. خدمت 20 طائرة من هذا الطراز بإخلاص لفترة امتدت لأكثر من 40 سنة. وأصبحت الطائرة الأطول خدمة والأكثر انتشارا في تاريخ المملكة.. الرياض.. جدة.. المدينة المنورة.. أبها.. جيزان.. الظهران.. حائل.. بيشة.. ينبع.. من وإلى وسط وغرب وشمال وجنوب الوطن.. كلها كانت محطات للبوينج 737 التي كانت تعمل دون شكوى. وفي مقال سابق شبهت هذه الطائرة بـ«الكريسيدا» الجوية، وفي الواقع فهي أكثر من ذلك بكثير لأنها خدمت ما قبل «الكريسيدا»، ولا تزال تخدم حول العالم إلى ما بعد اختفاء تلك السيارة الأسطورية، بل ولا تزال أكثر الطائرات نجاحا حول العالم بعد مرور حوالى نصف قرن على إنتاجها. وتحديدا فقد باعت شركة بوينج 13478 طائرة وسلمت 9021 منها في أربعة أجيال مختلفة. وفي معرض فارنبره العالمي في إنجلترا الذي انتهى خلال هذا الأسبوع، قدمت شركة بوينج أحدث طراز من البوينج 737، وأطلقت على هذه الطائرة اسم «ماكس». وتختلف عن الأجيال الثلاثة السابقة في محركاتها الأقوى، والتي تتميز أيضا بالهدوء والاقتصاد. وجناحها الجديد يتميز بشكل 7 معكوفة في طرفه. وتتميز الطائرة المطورة أيضا بأحجامها الأكبر من الطرازات الحالية فإحداها ممكن أن تحمل 200 راكب وهذه سعة جبارة بالنسبة لطائرة ذات ممر واحد. ولكن الأمور ليست ميسرة وسهلة للبوينج فهذه الطائرة تواجه منافسة شرسة من مجموعة طائرات جديدة، وشبه جديدة من شركات ودول مختلفة. أقوى منافسة حاليا هي من شركة إيرباص الأوروبية بطائراتها من «عائلة» 320 بأحجامها المختلفة. وقد لجأت الشركة الأوروبية إلى الاتجاه نفسه الذي سلكته بوينج، فبدلا من التصميم الجديد بالكامل، قامت بتحديث المحركات والأجنحة لطرازها الناجح. وهناك منافسة من نوع آخر، فقد سطع نجم مجموعة «بومباردييه» الكندية بطائرتها الجديدة بالكامل من طراز «سي إس» التي تمثل أحدث تصميم جديد بالكامل وتطبيق لأجدد التقنيات في السلامة، والراحة، والاقتصاد، وهي خطوة جريئة من قطاع صناعة الطيران الكندي لمنافسة «قبضايات» صناعة الطيران المدني عالميا وهما بوينج الأمريكية وإيرباص الأوروبية. وهناك المزيد من التنافس من مجموعة «إمبراير» البرازيلية التي قدمت طائرة أكبر حجما من طائراتها التي انتشرت في العالم.. ومن مجموعة كوماك الصينية بطائرتها من طراز «سي 919».. ومن الطائرة الروسية «اركوت».. بصراحة اسمها دمه خفيف ويذكرني بأحد أنواع «بروست الدجاج» اللذيذ أيام زمان.
أمنيـــــــة
منتجات الطيران الجديدة رائعة في مجالات السلامة والراحة والاقتصاد.. والخيارات المتاحة الآن تفوق ما كان العالم يتوقع في الماضي. أتمنى أن تغتنم شركات النقل الجوي الفرصة لتقديم الأفضل لضيوفها وأن يكون للسلامة والفاعلية والراحة أولويات ثابتة. وأتمنى أن تعود الخطوط لريادة أيام زمان. والله الموفق وهو من وراء القصد.
أمنيـــــــة
منتجات الطيران الجديدة رائعة في مجالات السلامة والراحة والاقتصاد.. والخيارات المتاحة الآن تفوق ما كان العالم يتوقع في الماضي. أتمنى أن تغتنم شركات النقل الجوي الفرصة لتقديم الأفضل لضيوفها وأن يكون للسلامة والفاعلية والراحة أولويات ثابتة. وأتمنى أن تعود الخطوط لريادة أيام زمان. والله الموفق وهو من وراء القصد.