لاجاك: الإرهاب عدو السلام وإيران مطالبة بحسن الجوار

وزير خارجية سلوفاكيا لـ«عكاظ»: رؤية 2030 تعزز آفاق التعاون مع الرياض

لاجاك: الإرهاب عدو السلام وإيران مطالبة بحسن الجوار

عهود مكرم (بون)

رأى وزير خارجية سلوفاكيا ميروسلاف لاجاك أن إطلاق المملكة «رؤية 2030» سيعطي دفعة للعلاقات الثنائية بين بلاده والسعودية، لافتا في حوار مع «عكاظ» إلى أهمية الانتقال من سياسات الاعتماد على النفط إلى بدائل تعمل على تنمية علاقات المملكة مع الدول الصديقة.
وقال ميروسلاف المرشح لتولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة أن سلوفاكيا تهتم بآفاق جديدة لتطوير العلاقات مع المملكة سياسيا واقتصاديا وثقافيا، ما يحقق آمال الاستقرار والسلام في المنطقة. وتابع «السعودية عضو فاعل في المجتمع الدولي» مشيرا إلى أن التعاون معها يشكل أهمية بالغة لبلاده من منطلق حرصها على دعم الاستقرار والسلم ومواجهة التحديات في منطقة الشرق الأوسط.
واعتبر رئاسة بلاده لدورة الاتحاد الأوروبي التي بدأت في الأول من شهر يوليو الجاري، ستعمل على تطوير لجان التعاون بين الاتحاد ودول مجلس التعاون الخليجي.
مكافحة الإرهاب
وحول ملف مكافحة الإرهاب قال «إن الإرهاب بجميع أنواعه يشكل التحدي الأكثر خطورة في القرن الحالي، ما جعل سلوفاكيا تضع هذا الملف ضمن أولوياتها، خصوصا وأن محاربة الإرهاب مسؤولية جماعية باعتباره مهددا للإنسانية. ونوه بتعاون بلاده مع السعودية وشركائها في مجلس التعاون الخليجي في هذا الشأن، خصوصا مكافحة إرهاب تنظيم داعش. وأكد مشاركة سلوفاكيا في التحالف الدولي ضد الإرهاب». مشيراً إلى أن الإرهاب عدو السلام.
وردا على سؤال حول سياسات ومواقف إيران غير المتعاونة مع دول المنطقة والمجتمع الدولي، قال ميروسلاف «إن اتفاقية البرنامج النووي الإيراني يجب أن تشكل فرصة أمام إيران ودول المنطقة للعمل على الحد من التوتر ودعم العلاقات الإقليمية والدولية بعيدا عن سياسات التصعيد والعمل على خطوات لبناء الثقة وحسن الجوار. واستطرد، إذا تحقق ذلك وهو أمر ينبغي أن يكون نتاجا للاتفاق النووي مع إيران، فإن المنطقة ستكون في أحوال أفضل بعيدة عن فقدان الثقة، الأمر الذي يساعد على حل المشكلات الطرق السلمية».
أزمة سورية
وفيما يتعلق بالأزمة السورية قال «إن وضع نهاية لهذا الصراع الدموي ينبغي أن يكون أولوية للمجتمع الدولي. ولفت إلى أن هناك افتقادا لعدالة ما، في وقف إطلاق النار، فضلا عن المأساة الإنسانية الخطيرة جدا التي يواجهها السوريون. ويتطلب وضع حد لها، الجدية والمشاركة مع المجتمع الدولي عبر تفعيل سياسات الحوار والعودة لاستئناف المفاوضات في إطار جهود المفوض الأممي لسورية ستافان دي ميستورا». وشدد على ملفات الهجرة غير المشروعة والتي هي نتاج للأزمة السورية والأحداث في العراق، معتبرا أن السياسة الأوروبية التي تهدف إلى وضع أسس مستديمة للهجرة إلى أوروبا تشكل أولوية وأهمية كبيرة ضمن ملف حل أزمة سورية. ورأى أن الاتفاق الأوروبي مع تركيا بشأن أزمة اللاجئين يعتبر طرفا مهما لما ينبغي القيام به للتوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة.
وفي شأن عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط أكد وزير خارجية سلوفاكيا أنه لا بديل لخيار الدولتين والالتزام بمقررات الأمم المتحدة ومبادرات السلام المطروحة، مشيرا إلى المبادرتين العربية والفرنسية. والمساعي الهادفة إلى عقد مؤتمر سلام في باريس هذا العام. وقال إن رئاسة بلاده للاتحاد الأوروبي في الدورة الحالية التي تستمر حتى نهاية العام ستعمل على وضع قضية الشرق الأوسط على جدول أعمالها وحث الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على أن يبادرا بالاستعداد لاستئناف المفاوضات.
معاداة المسلمين
وحول تزايد مشاعر معاداة المسلمين خصوصا، بعد اندلاع أزمات سورية والعراق وليبيا واليمن، رأى لاجاك أن المجتمع الدولي يواجه بصفة يومية أعمالا إجرامية وإرهابية لتنظيم داعش ليس لها أي علاقة بالدين الإسلامي. وتدفع الدول الإسلامية الثمن الأكبر لذلك الإرهاب خصوصا، وأن ضحاياه من المسلمين. وقال إن صورة الإسلام تأثرت من هذه الممارسات وهناك عدم فهم وخوف من المسلمين لدى عدد كبير من المواطنين في أوروبا لأن الصورة غير واضحة.
ولهذا الوضع له تبعات سلبية على مجتمعات أوروبا وأيضا على الجاليات المسلمة فيها. وأضاف مواجهة ذلك الإرهاب تتطلب العمل بمزيد من التسامح وعدم الخلط بين الإسلام والإرهاب والمسلمين بشكل عام. وشدد على أن أولوية متطلبات المجتمع الدولي ينبغي أن تركز على مبادىء التسامح والاحترام للآخر والا سيواجه المجتمع الدولي تقسيمات كبيرة بين المجتمعات والمناطق وهو أمر لا يبنغي السماح به.
خروج بريطانيا
وعن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد الاستفتاء المعروف باسم «بريكسيت» وتأثير ذلك على مسار العمل الأوروبي قال إنه دعا لقمة استثنائية بعد العطلة الصيفية وتحديدا في 16 سبتمبر القادم. وأشار إلى أنه لا يوجد اتحاد أوروبي «آلا كارت»ما يعني أن كل دولة تضع شروطها لهذه العضوية منوها بالمعاهدات الأوروبية التي تنسق العمل داخل الاتحاد الأوروبي ومع الدول الـ 28 الأعضاء. واعتبر أن الاتحاد لم يعرض بضاعته بالشكل اللائق أمام المواطن في دول الاتحاد ولذلك ينبغي إعادة النظر في تسويق الفكرة الأوروبية، مؤكدا أن مواطني سلوفاكيا يرحبون ويؤيدون عضويتهم بالاتحاد الأوروبي، إذ نتج عن الأستفتاء الشعبي الذي نظم في عام 2003 في براتيسلافا حول انضمام سلوفاكيا إلى (الأوروبي) الموافقة بنسبة 93 %.