قبة الشورى وقبة تويتر

حمود أبو طالب

يقول الدكتور عيسى الغيث، عضو مجلس الشورى والناشط «التويتري» في حواره مع «عكاظ» يوم أمس: ( إن مقعدي تحت قبة «تويتر» أهم من مقعدي تحت قبة الشورى، فمجلس «تويتر» فيه 10ملايين سعودي وتغريدة واحدة فيه قد تغير قناعات ويصدر بسببها قرارات، كما أن مجلس الشورى له نظامه وصلاحياته وطريقته القانونية لتقديم توصياته الإضافية ومشاريعه التشريعية، ولا أعول كثيرا عليه في مثل هذه الأمور لأن 98%‏ من توصياتنا الفردية الإضافية تسقط عند التصويت مما بعث الإحباط في نفوس أكثر الناشطين فيه، كما أن مقترحاتنا التشريعية تتأخر كذلك وتمر بمعوقات تجعلني أوقن أن تغريداتي قد تجد طريقها أحسن من مجلس الشورى ).
الدكتور الغيث يضيف لنا بتصريحه هذا معلومة إضافية إلى المعلومات غير الجيدة التي أصبحنا نسمعها عن مجلس الشورى، خصوصا في دورته الحالية، وهي معلومة صارخة تستدعي الأسف على ما آل إليه حال المجلس من تراجع كبير في مواكبة تطلعات المجتمع ونكوص عن الاهتمام بقضاياه المهمة. وإذا كنا نعرف نظام المجلس وصلاحياته وآلية عمله البطيئة وهي جوانب طالبنا كثيرا بتحديثها وتطويرها ولم يتحقق ذلك، فإننا في أسوأ الأحوال لم نكن نتوقع أن 98%‏ من التوصيات الفردية تسقط عند التصويت، وأن الإحباط قد داهم الأعضاء الناشطين فيه. كيف لنا انتظار فائدة من أعضاء محبطين من إسقاط توصياتهم وتعثر مقترحاتهم التشريعية؟. أما عندما يؤكد الدكتور الغيث أن «تويتر» أهم وأجدى للعضو من مجلس الشورى، فإنها معلومة صادمة تتطلب البحث الجاد والسريع في استمرار المجلس بوضعه الراهن.
نحن إزاء تحولات حتمية على كل الأصعدة في شؤون الوطن تضمنتها رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول، إضافة إلى حتمية التغيير في أي مجتمع، استجابة لمتغيرات الحياة، وذلك ما يتطلب بالضرورة استحداث تشريعات وقوانين وأنظمة سياسية واجتماعية واقتصادية وقضائية وتعليمية وغيرها، وإذا كان مجلس الشورى بهذا الوضع ومستمرا في التراجع، فإنها مشكلة كبيرة لا بد من وضع الحلول العاجلة لها. إن مجلس الشورى بحاجة ماسة إلى انتشاله من وضعه الراهن بكل تفاصيله كجزء مهم من بنود الرؤية وبرنامج التحول.