صنافير تنادي الإعلام المحلي
الأحد / 26 / شوال / 1437 هـ الاحد 31 يوليو 2016 21:44
عبده خال
منذ أن أُعلن أن جزيرتي تيران وصنافير تابعتان للسعودية لم تتم متابعة هذا الحدث محلياً بالصورة التي تليق به. وفي الجانب الآخر استغل المعارضون للحكم في مصر (وجلهم من الإخوان) ذلك الحدث وأرادوا إحراج الحكومة المصرية بأنها تنازلت عن أرض مصرية وأرادوا أن يضعوا تنازل مرسي عن حلايب وشلاتين في الميزان نفسه، لكن التاريخ والمعاهدات ينفيان وضع الجزيرتين في كفة الميزان نفسها.
ومع صمتنا الإعلامي كنت أتابع الإعلام المصري واجتهاده الفذ في إثبات أن الجزيرتين تابعتان للسعودية، وأياً كان منبع ذلك الاجتهاد فنحن على المستوى الإعلامي التزمنا الصمت حيال كل ما يدور عن تلك الجزيرتين.
وقد سبق وأن كتبت مقالاً بأن عودة جزيرتي تيران وصنافير جاءت مطابقة للتاريخ والواقع الجغرافي وللمعاهدات التي تؤكد أن الجزيرتين سعوديتان، ولأن السياسة السعودية تنهج طريق التريث ولا يأخذها لغط المواقف الحارة فقد انتصرت سياستها للحصول على حقها التاريخي.
والذي يعيدني إلى الكتابة عن الجزيرتين صدور كتاب عن الجمعية الجغرافية المصرية بعنوان «الجغرافية السياسية لمدخل خليج العقبة وجزيرتي تيران وصنافير»، للمؤلفين الدكتور فتحي أبوعيانة أستاذ الجغرافية بجامعة الإسكندرية، والدكتور سيد الحسينى أستاذ الجغرافية بجامعة القاهرة.
(واحتوى الكتاب على جميع الخرائط والأطالس والوثائق الرسمية المتبادلة بين البلدين - مصر والسعودية - وتمت معالجة هذا الموضوع من منظور علمي بحت)، أكد فيه المؤلفان على أن الجزيرتين سعوديتان، ومهما كان الدافع خلف صدور هذا الكتاب واحتفاء الإعلام المصري به أجد أن لومي للإعلام المحلي في عدم متابعة ما قيل (وسيُقال) عن الجزيرتين سيضع الإعلام المحلي على المحك، فثمة تحليلات يجب التنبه لها لأنها سوف تفيض بما تحمله من توقعات من كون الجزيرتين ستجعلاننا في محيط جغرافي مغاير عما كنا عليه وتضعان حدودنا في خطوة متقدمة وتضعان المصلحة الوطنية في الأمام من غير مزايدات في المواقف السياسية، وعلى إعلامنا إبطال التحريفات وأن يكون على أهبة الاستعداد لمناقشة قضايا الوطن والمصالح الوطنية بكشف أن بلادنا وقفت طويلا مع جميع القضايا العربية ويحق لها الآن أن تقف مع قضيتها الوطنية قبل أي شيء آخر.
ولأن السياسة دوامة لا تستقر على حال يجب أن يكون الإعلام سباقا لما تحدثه السياسة على أرض الواقع، وهذا الدرس يفهمه السياسي لكن العامة يخضعون لسلاسل الموروثات التي تجعل الإبصار قصير المدى وغير فاعل للتنبه لما سوف يحدث.
ومع صمتنا الإعلامي كنت أتابع الإعلام المصري واجتهاده الفذ في إثبات أن الجزيرتين تابعتان للسعودية، وأياً كان منبع ذلك الاجتهاد فنحن على المستوى الإعلامي التزمنا الصمت حيال كل ما يدور عن تلك الجزيرتين.
وقد سبق وأن كتبت مقالاً بأن عودة جزيرتي تيران وصنافير جاءت مطابقة للتاريخ والواقع الجغرافي وللمعاهدات التي تؤكد أن الجزيرتين سعوديتان، ولأن السياسة السعودية تنهج طريق التريث ولا يأخذها لغط المواقف الحارة فقد انتصرت سياستها للحصول على حقها التاريخي.
والذي يعيدني إلى الكتابة عن الجزيرتين صدور كتاب عن الجمعية الجغرافية المصرية بعنوان «الجغرافية السياسية لمدخل خليج العقبة وجزيرتي تيران وصنافير»، للمؤلفين الدكتور فتحي أبوعيانة أستاذ الجغرافية بجامعة الإسكندرية، والدكتور سيد الحسينى أستاذ الجغرافية بجامعة القاهرة.
(واحتوى الكتاب على جميع الخرائط والأطالس والوثائق الرسمية المتبادلة بين البلدين - مصر والسعودية - وتمت معالجة هذا الموضوع من منظور علمي بحت)، أكد فيه المؤلفان على أن الجزيرتين سعوديتان، ومهما كان الدافع خلف صدور هذا الكتاب واحتفاء الإعلام المصري به أجد أن لومي للإعلام المحلي في عدم متابعة ما قيل (وسيُقال) عن الجزيرتين سيضع الإعلام المحلي على المحك، فثمة تحليلات يجب التنبه لها لأنها سوف تفيض بما تحمله من توقعات من كون الجزيرتين ستجعلاننا في محيط جغرافي مغاير عما كنا عليه وتضعان حدودنا في خطوة متقدمة وتضعان المصلحة الوطنية في الأمام من غير مزايدات في المواقف السياسية، وعلى إعلامنا إبطال التحريفات وأن يكون على أهبة الاستعداد لمناقشة قضايا الوطن والمصالح الوطنية بكشف أن بلادنا وقفت طويلا مع جميع القضايا العربية ويحق لها الآن أن تقف مع قضيتها الوطنية قبل أي شيء آخر.
ولأن السياسة دوامة لا تستقر على حال يجب أن يكون الإعلام سباقا لما تحدثه السياسة على أرض الواقع، وهذا الدرس يفهمه السياسي لكن العامة يخضعون لسلاسل الموروثات التي تجعل الإبصار قصير المدى وغير فاعل للتنبه لما سوف يحدث.