اللون يعانق الحلم في لوحات الربعي

اللون يعانق الحلم في لوحات الربعي

صالح شبرق (جدة)

يعانق اللون الأحلام الغامضة في عدد كبير من أعمال الفنانة التشكيلية السعودية خديجة الربعي، لتدخل المتلقي في شرود ذهني بألوان أكثر هدوءا ووحدة، لتبتعد عن ضجيج الألوان وزحام العناصر التي ينهجها بعض التشكيليين للتعبير عما يبوح في دواخلهم من آهات وآلام وأحزان. وتقدم الربعي لونا واحدا بدرجاته لتشعرك بالهدوء، ولتعزف على مكامن الجمال في النفس البشرية، لتعطي العقل الباطن جرعة من اليقظة الحسية بتفاصيل أقل تكليفا بكافة شفافيتها وتناسقها اللوني، مبتعدة كثيرا عن التعبيرية، لتعطي أعمالها لمسة جمالية تعبيرية تعد معاصرة. ربما تحاول الفنانة أن تنهج نهجا مختلفا وتضع لها خطا خاصا بها، رغبة منها في عدم مزاحمة الموجود في الساحة الذي أصبح أشبه بالتكرار، سواء في الطرح العنصري أو التكويني، وبالطبع تلك الألوان الأكثر إزعاجا.
تحاول خديجة أن تستنطق بلوحاتها نبض الحياة، رغم ذلك الصمت السائد على اللوحات، بذاكرة حسية ملموسة، مع بصمات أكثر رومانسية وهدوءا، بترنيمة موسيقية تبعث الراحة النفسية في أرجاء العمل.
تقول خديجة الربعي عن علاقتها باللون: «قصتي مع اللون تتجدد كل يوم، ولقاء أدخل فيه مرسمي بعيدا عن الملل والانتظار وبكل شوق وشغف للرسم وللعب بالألوان بإيقاعاتها المتغيرة والمتلونة حسب سيكولوجيتي المتغيرة. لقد سكن مرسمي روحي قبل جسدي، فعندما يسرح خيالي وفكري تتراقص أمامي الفرشاة لنبدأ سويا حكاية جديدة لا تنتهي، أقف ساعات طويلة بمرسمي ويداي مستندتان على لوحتي دون ملل، هاجسي البحث عن إشباع رغباتي الروحية وتحقيق جزء من أحلامي الرومانسية».
الفنانة خديجة الربعي شاركت في العديد من المعارض الفنية داخل وخارج المملكة، كان آخرها معرض بصمات بالقاهرة، ومعرض لمسات في شرم الشيخ المقام حاليا، حاصلة على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة الملك سعود بالرياض، عضو في العديد من الجمعيات أهمها الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت»، حصلت على العديد من الشهادات والأوسكرات داخيا وخارجيا، تحمل فكرا متجددا قابلا للتطوير، تقدم دورات تدريبية عن طريق عدد من برامج التواصل الاجتماعي، وتسعى إلى أن تحدث أثرا في المشهد التشكيلي السعودي.