حي الرويس .. البشر أم الحجر !
الأحد / 04 / ذو القعدة / 1437 هـ الاحد 07 أغسطس 2016 21:00
محمد الساعد
يخترق شارع السيد، حي «الرويس بجدة» من الشرق للغرب، المليء بدكاكين العيش والفول والفواكه والأسماك الطازجة، وعلى أطرافه البيوت والأحواش وشجر النيم، لكنه يخترق معه ذكريات «الحواتين» القدامى، وكأنه لسان من البحر يمضي داخل الحي ينام مع أهله وبنيه.
كان هذا الحي قبل مئات السنين «بورا» صغيرا على طرف سور جدة الشمالي، يفصلهما الملاحات والسبخ، هو قرية ساحلية للصيادين، الذين رست على شواطئه قلوبهم وأحلامهم، قبل أن ترسو قواربهم.
في الرويس انشد الصيادون أهازيجهم كل صباح، وهم «يهبطون» البحر يقطفون رزقهم، أو قادمون منه في المساء، يحملون الأسماك، وينفضون الشباك، لفجر آخر وشقاء جديد.
ترى ذلك التعب المتراكم، في البيوت البسيطة، والكفاف، والتعفف الذي توارثه الأبناء عن الأجداد، في الرويس توجد بيوت الفقراء والمستورين، عمرت بأهلها، وزغردت فيها النساء، وركض في طرقاتها الأطفال، وتلا فيها الصبيان والفتيات سور القرآن الكريم.
الرويس لم يغب عن وجدان ملوك هذه البلاد وعدالتهم، تقول البرقية الملكية الموجهة من الملك سعود إلى الأمير فيصل – حينها - ، رحمهما الله، فبالنظر إلى أن أهل قرية الرويس وأهل قرية النزلة الشمالية في ضواحي جدة، قد أعفوا من دفع حكر الأراضي التي يشغلونها حسب الأمر الملكي..
وبالنظر إلى امتداد العمران نحو الضواحي المشار إليها، ولحفظ حق هؤلاء السكان وأقدميتهم ونظرا لفقرهم، فقد وافقنا على تملكهم الأرض التي يشغلونها إنعاما خاصا من لدنا، دون دفع أي قيمة أو رسم..
فاعتمدوا إبلاغ وزارة المالية بذلك لتحديد الأرض وتسوية الشوارع فيها، وإعطاء كل واحد منهم حجة بتملك الأرض التي بنى عليها والله ولي التوفيق.
حي الرويس، درة أحياء جدة، وتاجها المذهب، يقع بين شارع فلسطين شمالا، وشارع الأندلس غربا، وطريق الملك عبدالله جنوبا، وطريق المدينة شرقا، ويمتد هذا الحي على قرابة مليون متر مربع، ولذلك كله، يعد مغريا تجاريا.
الرويس اليوم لا يسكنه الصيادون القدامى، لكن يمتلكه ويسكنه أحفادهم، وهو موطنهم الأصيل ومسقط حياتهم، ومن حقهم أن يعيشوا فيه، الرويس بقيت كما هي، لم تتغير، بمنازلها الصغيرة، وشوارعها الضيقة، وخدماتها البسيطة.
بيوتهم على بساطتها، بنيت من تعب السنين المضنية، ومن قروض البنك العقاري، ورخص البلدية.
مشروع الرويس له قصة يجب أن تذكر، مع من يريدون تحويله من حي يسكنه البشر إلى «منهاتن» الأموال والأبراج والمكاتب والحجر.
بمساحة مليون متر مربع، يقع الرويس في وسط جدة التجاري، وهو ليس عشوائيا بالكامل، فيه مبان حديثة جدا، وبنوك، وشوارع فسيحة، وفيه أيضا بيوت صغيرة، وشوارع ضيقة، ويبلغ سعر المتر في أقرب حي له، وهو حي الحمراء «خمسة عشر ألف ريال» ، ولو قدر للتجار أن يستثمروه، بعد هده ودفن ذاكرته وتسويته بالأرض، لتحقق التالي..
سيصبح سعر المتر على الأقل بين ثمانية وعشرة آلاف ريال، وهو تقدير متواضع نسبة لمتر الأحياء المجاورة، أي ما يقدر بثمانية مليارات ريال، وبعد بنائه وتحويله لمركز رأسمالي، ستقدر قيمته بناء على عوائده المتوقعة، بما يزيد على مئة مليار ريال.
في كل الدنيا توجد أحياء بسيطة داخل المدن، لكن أهلها وبلدياتها تحافظ عليها كما هي، فقط ترصفها بالحجر، وتزينها بالإضاءات والألوان المميزة، وتحولها لمتاحف ومطاعم ومقاه وفنادق صغيرة، لأنها جزء من ذاكرتها، هل رأيتم أحدا يقتطع ذاكرته، ويضع بدلا عنها حجرا من رخام.
كان هذا الحي قبل مئات السنين «بورا» صغيرا على طرف سور جدة الشمالي، يفصلهما الملاحات والسبخ، هو قرية ساحلية للصيادين، الذين رست على شواطئه قلوبهم وأحلامهم، قبل أن ترسو قواربهم.
في الرويس انشد الصيادون أهازيجهم كل صباح، وهم «يهبطون» البحر يقطفون رزقهم، أو قادمون منه في المساء، يحملون الأسماك، وينفضون الشباك، لفجر آخر وشقاء جديد.
ترى ذلك التعب المتراكم، في البيوت البسيطة، والكفاف، والتعفف الذي توارثه الأبناء عن الأجداد، في الرويس توجد بيوت الفقراء والمستورين، عمرت بأهلها، وزغردت فيها النساء، وركض في طرقاتها الأطفال، وتلا فيها الصبيان والفتيات سور القرآن الكريم.
الرويس لم يغب عن وجدان ملوك هذه البلاد وعدالتهم، تقول البرقية الملكية الموجهة من الملك سعود إلى الأمير فيصل – حينها - ، رحمهما الله، فبالنظر إلى أن أهل قرية الرويس وأهل قرية النزلة الشمالية في ضواحي جدة، قد أعفوا من دفع حكر الأراضي التي يشغلونها حسب الأمر الملكي..
وبالنظر إلى امتداد العمران نحو الضواحي المشار إليها، ولحفظ حق هؤلاء السكان وأقدميتهم ونظرا لفقرهم، فقد وافقنا على تملكهم الأرض التي يشغلونها إنعاما خاصا من لدنا، دون دفع أي قيمة أو رسم..
فاعتمدوا إبلاغ وزارة المالية بذلك لتحديد الأرض وتسوية الشوارع فيها، وإعطاء كل واحد منهم حجة بتملك الأرض التي بنى عليها والله ولي التوفيق.
حي الرويس، درة أحياء جدة، وتاجها المذهب، يقع بين شارع فلسطين شمالا، وشارع الأندلس غربا، وطريق الملك عبدالله جنوبا، وطريق المدينة شرقا، ويمتد هذا الحي على قرابة مليون متر مربع، ولذلك كله، يعد مغريا تجاريا.
الرويس اليوم لا يسكنه الصيادون القدامى، لكن يمتلكه ويسكنه أحفادهم، وهو موطنهم الأصيل ومسقط حياتهم، ومن حقهم أن يعيشوا فيه، الرويس بقيت كما هي، لم تتغير، بمنازلها الصغيرة، وشوارعها الضيقة، وخدماتها البسيطة.
بيوتهم على بساطتها، بنيت من تعب السنين المضنية، ومن قروض البنك العقاري، ورخص البلدية.
مشروع الرويس له قصة يجب أن تذكر، مع من يريدون تحويله من حي يسكنه البشر إلى «منهاتن» الأموال والأبراج والمكاتب والحجر.
بمساحة مليون متر مربع، يقع الرويس في وسط جدة التجاري، وهو ليس عشوائيا بالكامل، فيه مبان حديثة جدا، وبنوك، وشوارع فسيحة، وفيه أيضا بيوت صغيرة، وشوارع ضيقة، ويبلغ سعر المتر في أقرب حي له، وهو حي الحمراء «خمسة عشر ألف ريال» ، ولو قدر للتجار أن يستثمروه، بعد هده ودفن ذاكرته وتسويته بالأرض، لتحقق التالي..
سيصبح سعر المتر على الأقل بين ثمانية وعشرة آلاف ريال، وهو تقدير متواضع نسبة لمتر الأحياء المجاورة، أي ما يقدر بثمانية مليارات ريال، وبعد بنائه وتحويله لمركز رأسمالي، ستقدر قيمته بناء على عوائده المتوقعة، بما يزيد على مئة مليار ريال.
في كل الدنيا توجد أحياء بسيطة داخل المدن، لكن أهلها وبلدياتها تحافظ عليها كما هي، فقط ترصفها بالحجر، وتزينها بالإضاءات والألوان المميزة، وتحولها لمتاحف ومطاعم ومقاه وفنادق صغيرة، لأنها جزء من ذاكرتها، هل رأيتم أحدا يقتطع ذاكرته، ويضع بدلا عنها حجرا من رخام.