حافظ النعمة

عبدالرحمن محمد المطوع

طبيب ومهندس وطالب ومتقاعد، اجتمعوا بجوار قاعة أفراح يرتدون قفازات وكمامات ولباسا بلاستيكيا واقيا لملابسهم.
تحدثت معهم ثم دعوتهم للمشاركة والدخول مع الضيوف، رفضوا بكل أدب، وانتظروا لحين فراغ الناس من وجبة العشاء العامرة. بعدها دلفوا بأوانيهم لجمع بقايا الطعام وتغليفه في حافظات حديثة وتوزيعها على المحتاجين في الليلة نفسها.
هذا المشهد لمتطوعي جمعية حفظ النعمة في أبها، فهم مثل غيرهم من الجمعيات ذات الأهداف النبيلة. الجميل في المشهد، هو رفض المتطوعين من طلاب وذوي مكانة اجتماعية التداخل مع الضيوف؛ لأنهم يهذبون أنفسهم بهذا العمل الخيري، معتبرين مجالسة الضيوف ابتعادا عما يصبون إليه من مهمة رائعة.
شكرا لهؤلاء ولمن يقدم للفقير ويحفظ النعمة. وهذا من السبل التي ندعو الله أن تحفظ وطننا وكل ما في بلدنا من خير ونعمة للجميع.
في الجانب الآخر سيارة مليئة بالشباب متوقفة في إشارة مرورية كان الاستهتار واضحا، حيث إنهم يقذفون بقايا الأكل من النافذة دون الاكتراث بالفقراء أو عقاب الله، فانظروا إلى الذين عاقبهم الله سبحانه بالجوع لما كفروا نعمة الله تعالى: (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)، فزوال النعم مرتبط بالكفر والعياذ بالله، حيث إن بقاءها مرتبط بطاعته سبحانه فيها الكسب والإنفاق والشكر ، وتذكروا قوله تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم).

almotawa@gmail.com

Twitter: @aalmotawa