فستق حلب.. وعنب همدان..الطعم ليس واحداً

زياد عيتاني(بيروت)

أن تذهب إلى مدينة العنب والزبيب فلا يعني ذلك أن تأكل زبيباً أو عنباً!
فالروسي الحامل لقاذفاته الإستراتيجية إلى همدان في إيران، المعروفة بعنبها وزبيبها لا يكفي أن يقرر أو أن يذهب، بل يحتاج أيضاً لمقومات تسمح له بالنجاح بما قد قرره لكي يستمر في قتل السوريين من مزارع عنب همدان.
المفارقة أن همدان أو همذان، كما كان يطلق عليها العرب قديما ارتبط اسمها بالأساطير وبأخبار القياصرة وأحلام العصافير، كما أن التمازج مع هذه الأساطير جعل هذه المدينة الجبلية تتعرض للدمار أربع مرات عبر التاريخ، بداية على يد الآشوريين، ثم كان للمغول وبتمحورهم محيطين في تدميرها، ثم كان العثمانيون آخرهم، فدمروا حصونها وقصورها وحولوها من مدينة الأساطير إلى الأغوار والكهوف، إذ بات أسيادها هاربين بأرواحهم في أعالي الجبال وأعمال الأودية.
بعد مئات السنوات يأتي قيصر روسيا بوتين إلى همدان ليستقبله فيها نظام الملالي المعروف بأساطيره الطائفية، والهدف هو ضرب سورية، لصناعة أسطورة جديدة في غياب لغة الواقع، ما حصل في حلب دفع الروسي والإيراني للجوء إلى أغوار وكهوف همدان، وإن بات اسم الكهوف في العصر الحديث «قاعدة عسكرية» فهما يعلمان كما كل العالم أنه ليس بالقاذفات الإستراتيجية أو غير إستراتيجية تربح الحروب، فالأرض هي لمن يسكنها ويسير عليها. العالم يتجه إلى لحظة المواجهة، إذ تتشكل المحاور قبل ذلك وفي محور الشر بـ «همدان» البداية.
أن يذهب بوتين إلى همدان ليس بالضرورة أن يأكل زبيباً فلقد ذهب قبل ذلك إلى حلب ولم يتذوق فستقها اللذيذ كما أن الإيراني وزبيبه لم يعد من النوعية الفاخرة وإن لم يصدق بوتين ذلك لعله يسأل جنرالاته في حميميم السورية، إذ لضعف الجودة الإيرانية قصص وقصص.