نحو مدينة ذكية وخضراء

نحو مدينة ذكية وخضراء

«نحو مدينة ذكية وخضراء»، عبارة نسمعها كثيرا في الآونة الأخيرة، ولكن يا ترى ما مكنونها، وما المقصود بها؟
هي تلك المدينة التي تجمع ما بين تصميم ذكي وأنظمة وحلول ذكية ومجتمع ذكي، تكون متكاملة في خدماتها تسخر التكنولوجيا الحديثة لتوفير خدمة أفضل لسكانها لينعموا بالراحة والسعادة.
و«خضراء» كلمة مستمدة من الطبيعة، والمقصود بها المدن التي تهدف إلى الحد من العوامل الملوثة للبيئة وصحة الإنسان، وتركز على توفير الطاقة البديلة والمتجددة.
لذا لا يكفي أن نهدف إلى تحويل مدينتنا إلى مدينة «ذكية»، بل يجب أن نجعلها كذلك «خضراء»، ومن أهم عناصر المدن الخضراء والذكية هو وجود بنية تحتية صلبة، وهنا لا أقصد بناء الطرق والجسور والأنفاق والصرف الصحي فقط، بل أشير إلى ضرورة إنشاء بنية تواصل بين الأنظمة الذكية، فمن الحلول مثلاً إنشاء شبكة إنترنت سريعة كالـ (4G) في كل أرجاء المدينة، وإنشاء قاعدة بيانات موحدة تربط بين جميع الجهات الحكومية والسكان وتقدم معلومات مفيدة لهم كإرسائل رسائل نصية إلى الهواتف الذكية توضح حركة الازدحام المرورية وحالة الطقس، وكذلك تنبه السكان في حالة وجود حريق في مبنى أو حادثة مرورية، فباستخدام بعض التقنية كالحساسات والكاميرات المرتبطة ببعضها تقنيا سيتم إبلاغ الشرطة وجميع الجهات المسؤولة بالحادثة وقبل أن يبلغ أي شاهد للحدث.
ونظام الحكومة الذكي يقدم حلولا عدة، منها إنشاء تطبيقات وبوابات إلكترونية هدفها تفعيل التواصل بين السكان وبين الجهات الحكومية كالوزارات، فمثلا ربط تطبيق إلكتروني في الهاتف الذكي بنظام وزارة الصحة والبلديات ليستطيع كل مواطن الإبلاغ عن مطاعم تبيع أطعمة فاسدة أو عن مستشفيات ومراكز صحية لا تتبع معايير الجودة فتأخذ الإجراءات اللازمة. وكذلك يستطيع المواطن الإبلاغ عن انقطاع الكهرباء، من طريق تطبيق مربوط بنظام وزارة المياه والكهرباء لأخذ الإجراءات اللازمة مع سرعة التنفيذ، وهنا يتم تطبيق مفهوم المدن الذكية، فالمواطن جزء لا يتجزأ من نظامها، وتفاعله مع الجهات الرسمية يعزز من تطوير خدماتها بطريقة أكثر فاعلية وبأقل تكلفة وهذا من شأنه التقليل من الأخطاء البشرية والتجاوزات الإدارية.
أما حلول المستشفيات الذكية فهناك أمثلة بسيطة على حياة كريمة لمريض يستحق الاهتمام والاحتفاظ بسجلاته وتاريخه المرضي ومتابعة خاصة وقد يحتاج إلى معلوماته في أي وقت، وطبقت بعض المستشفيات في الولايات المتحدة هذا النظام بحيث يكون هناك سجل إلكتروني خاص بكل مريض يتابع فيه حالته الصحية وتطورها وموعد الزيارة القادمة وغيرها من المعلومات المهمه لصحته.
ما ذكرت في السابق هي أمثلة بسيطة لحلول المدن الذكية والخضراء، فبعض التقنيات فعلا موجودة على أرض الواقع، ولكنها غير مترابطة، وهذا ما يميز هذه المدن بأن حلولها مترابطة، وتربطها شبكة اتصالات وإنترنت سريع وقاعدة بيانات موحدة.

سمر الساسي- مهندسة تخطيط حلول للمباني الذكية