شرارة

طارق على فدعق

بعض الأرقام مظلومة لأن مجموعات من البشر يلفقون لها مجموعات من التهم الخرافية غير اللائقة.. ولكن الحمد لله أن هذه الخرافات بعيدة عن حضارتنا.. والغريب أنها تؤثر على حياة بعض الشعوب والبلدان «المتقدمة». وقد كتبت عن المخاوف من الرقم 4 في الشرق وتحديدا في الصين واليابان بسبب لفظ الرقم «شي» وهو يشبه لفظ كلمة «موت» ولذا فتراه من الأرقام المنبوذة.. لن تجد الطابق الرابع في العديد من المباني وبالذات المستشفيات.. ولن تجده في أرقام رحلات الطيران.. وحتى في العناوين المنزلية.. وفي اليابان ستجد أن الرقم 9 من الأرقام غير المحبوبة لأن لفظه يشبه كلمة «عذاب».. وفي الغرب نجد الرقم 13 الذي يعكس معتقدات ذات جذور تاريخية ودينية أعطته صبغة لها علاقة بالموت، والخيانة، والمؤامرات الكبرى.. وإن صادف تاريخ 13 يوم جمعة فيعتبر من الأيام المرعبة لدى العديد من البشر في الغرب، فيتم تجنب الأفراح، والرحلات، والمناسبات الرسمية، بل وحتى إطلاق المركبات الفضائية.. وهناك خلفية عجيبة لذلك، فقد صادف هذا اليوم الجمعة 13 أكتوبر 1307م بدء محاكمة فرسان الهيكل بتهمة الكفر من قبل الكنيسة وكانت بداية نهايتهم، ولذا أصبح من الأيام السوداء كما يراها البعض. وفي التاريخ الحديث نجد أن الرقم 13 له الوجود الداكن الملحوظ بالذات في عالم الفضاء. جدير بالذكر أن إحدى الكوارث في الرحلات الفضائية كانت على رحلة المركبة أبولو 13 التي انطلقت يوم 11 أبريل 1970 الساعة 13:13 وبدأت مشاكلها في 13 أبريل عندما انفجر أحد أنابيب الأوكسجين الرئيسة في المركبة الرئيسة، وكادت أن تودي بحياة طاقم المركبة المكون من ثلاثة رواد فضاء ولكن تم تفادي الكارثة. وبعدها تم إلغاء الرقم 13 من منظومة مصطلحات وكالة الفضاء الأمريكية المليئة بالأرقام. والغريب هنا أن أسوأ كوارث الفضاء لم يكن لها علاقة بالرقم 13 لا بالطول ولا بالعرض.. في تاريخ 27 يناير عام 1967 اشتعلت مركبة أبولو 1 وهي على الأرض وقتل روادها الثلاثة.. وفي تاريخ 28 يناير عام 1986 انفجرت المركبة تشالنجر أمام العالم ومات روادها السبعة وكان رقم الرحلة 51.. وفي ا فبراير 2003 انفجرت المركبة كولومبيا في رحلتها رقم 107 وقتل روادها السبعة. يعني الكوارث المميتة لم تتعلق بالرقم 13 من بعيد أو قريب.
والموضوع لا يقتصر على الرقمين 4 و13 فحسب، فهناك المزيد من المعتقدات الرقمية العجيبة ومنها رقم 50 ألفا غير المرغوب في آيرلندا لأنه الاعتقاد في تلك البلد أنه عليه لعنة إلهية.. وأما الرقم 39 فهو من الأرقام غير المحبوبة في أفغانستان لأن لفظه يرمز إلى من يمارس تجارة الرذيلة.. والرقم 17 من الأرقام غير المرغوبة في إيطاليا لأن ترتيب الرقم بالأرقام الرومانية القديمة يرمز إلى معنى «لقد عشت» يعني عمري انتهى.. ولذا فيتجنبه الطليان بشدة.. وأما الرقم 11 في الولايات المتحدة فيرمز إلى فصل من القوانين الفيدرالية المتعلقة بالحماية المالية للشركات المفلسة.
أمنيـــة
تأكد تماما أننا من المحظوظين، فنعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى تغمرنا في كل لحظة، ومعظمها لا نشعر بها بالرغم من أهميتها. تخيل نعمة البصر، والقدرة على القراءة أثناء قراءتك لهذه الكلمات، وتخيل تاج نعمة الصحة الذي لا نشعر به لأبنائنا، وكل من نحب، ولأنفسنا. أتمنى أن نتذكر كل هذا وأكثر.. شرارة؟ مو عندنا.. فلدينا الإدراك بنعم الخالق.
وهو من وراء القصد.

للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة