«الصرف» والنفايات يقتلان الساردين في شاطئ جدة

المتنزهون حمّلوا الأمانة ووزارة «البيئة» المسؤولية

«الصرف» والنفايات يقتلان الساردين في شاطئ جدة

عمرو سلام (جدة)

أرجع اختصاصيون نفوق أعداد كبيرة من أسماك الساردين على شاطئ كورنيش جدة صباح أمس، إلى التخلص من الصرف الصحي والنفايات الكيماوية داخل البحر، ما تسبب في تلوثه ونفوق الكائنات البحرية فيه.
وكان عدد من المتنزهين والزوار أبدوا تساؤلاتهم ومخاوفهم من رؤية أسماك الساردين النافقة على شاطئ جدة، وحرصوا على توثيق الحدث بهواتفهم الذكية، محذرين من تفاقم المشكلة خصوصا أنه انبعثت من الكائنات الحية النافقة روائح كريهة، تسببت في نفور الطيور عنها، مطالبين الجهات المتخصصة بالتدخل سريعا ودراسة الحالة، لتطويقها قبل أن تتطور.
وذكر محمد أحمد أنه كان يمارس هواية الصيد في الشاطئ المحاذي لميدان النورس، وفوجئ بنفوق أعداد كبيرة من أسماك الساردين، مخلفة روائح كريهة، ما دفعه لتغيير موقعه، مستغربا حدوث الظاهرة التي بحاجة لدراسة.
وطالب أحمد الجهات المتخصصة بدراسة الوضع سريعا، واتخاذ التدابير التي تحمي الكائنات في البحر الأحمر من الأخطار، مشيرا إلى أنهم يصيدون منه، ويخشون أن تنتقل الأمراض والأوبئة إليهم.
وحذر فكري عبدالوهاب من التلوث الذي يجتاح سواحل جدة، لافتا إلى أنه يرى كثيرا من المصبات التي تفرغ فيها مياه الصرف الصحي والملوثات الكيماوية، ملمحا إلى أن الطيور لم تتمكن من أكل الأسماك النافقة من شدة تلوثها وانبعاث الروائح الكريهة منها.
وبين أن نفوق الكائنات البحرية أمس، جعلهم يعيدون حسابتهم في مزاولة هواية الصيد، متحسرا على الوضع الذي آل إليه وضع البحر الأحمر في جدة.
وأسف خالد سعيد على التلوث الذي اجتاح شاطئ جدة، وتزايد في الآونة الأخيرة، مبينا أن النفايات التي انتشرت فيه، دفعتهم للعزوف عنه، مطالبا الجهات المتخصصة بالتدخل سريعا، وتدارك الوضع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وحمل جهات عدة منها أمانة جدة ووزارة البيئة والمياه والزراعة مسؤولية ما يحدث من تجاوزات في البحر الأحمر، لافتا إلى أن تقصيرها في حماية الشواطئ قد يدفع الأهالي لمقاضاتها.
وعزا الباحث البيئي على عشقي أسباب نفوق الكائنات الحية في شاطئ جدة إلى المد الأحمر أو الموت الأحمر كما يقال عنه، وهو باختصار عوالق هائمة نباتية تنتج مواد سامة تحول لون البحر إلى الأحمر أو الذهبي أو الأخضر تقتل الأسماك، لافتا إلى أن الدراسات كشفت خطورتها على البشر.
ونبه عشقي إلى خطورة تخلص النفايات الكيماوية الصادرة من محطة التحلية والصرف الصحي في شواطئ البحر الأحمر، ما يتسبب في تكاثر العوالق القاتلة في البحر، وتسببها في نفوق الكائنات البحرية.
وأفاد الخبير البيئي ناصر الأحمد أن أسباب النقوق الجماعي للأسماك، يتعدد بين طبيعية تنتج من تغير خصائص المياه والمعاملات البحرية سواء أكانت بيولوجية أو كيماوية أو فيزيائية بشكل كبير ومفاجئ، وأسباب بشرية ترجع في الأساس إلى تأثير الأنشطة البشرية والممارسات البيئية الخاطئة التي أصبحت منتشرة على نطاق واسع ومتكررة في المناطق الساحلية وغيرها من المسطحات المائية، لافتا إلى أنه من الممكن أيضا أن يساهم انعدام التيارات البحرية والرياح وارتفاع معدلات الرطوبة ودرجات الحرارة في نفوق الأسماك.
وطالب بحماية بيئة البحر الأحمر من النفايات والمخلفات الكيماوية، مرجعا النفوق الذي ظهر أمس، إلى الملوثات الكثيرة فيه.