وداعا طيبة.. أبكت الراحلين

«اللهم أعدنا».. لسان حال الزائرين

وداعا طيبة.. أبكت الراحلين

حسن النجراني (المدينة المنورة)

لم يكن سهلا على الحجاج القادمين من شتى بقاع الأرض فراق الأراضي المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة، بل تحولت النظرة الأخيرة للكعبة المشرفة والسجدة الأخيرة في رحاب الحرم النبوي الشريف وتلويحة الوداع أكثر ما يصيب النفس بالحزن، كما تصفها الحاجة المصرية وفاء مصطفى.
وبينما انشغلت الحاجة وفاء -64 عاما- بتوديع كل من في الفندق الذي قضت فيه أسعد أيام حياتها بجوار المسجد النبوي الشريف لم تستطع كفكفة دموعها وهي تروي حكاية فراق الأراضي المقدسة، موضحة أن هذه هي الحجة الأولى لها، لافتة إلى أن التنظيم كان عاليا فليس هناك ازدحام أو فوضى وكان بالفعل حجاً ميسرا على الحجاج، وهي اليوم تشعر بالشوق والأسى لفراق هذه الأماكن المقدسة وكل أمانيها أن تعود للحج أعواما عديدة.
وبلهجتها المصرية المحلية قالت الحاجة وفاء «صعبان علي فراق هذا المكان لكن أسأل الله أن يكتب الحج لأولادي وزوجي»، مثنية على دور الحكومة السعودية والشعب ورجال الأمن في إنجاح الحج، مؤكدة أن الوجوه كانت سمحة ومن أمثلة هذه السماحة هي تقديم المشروبات والمرطبات مجاناً على مدار الساعة خلال موسم الحج.
عبدالحميد فرغلي هو الآخر كان يشعر وكأن قطعة من روحه قد نزعت وهو يفارق الأماكن المقدسة عائداً إلى وطنه، ويشبه هذا الرحيل بأنه رحيل من عالم الروحانيات إلى عالم الحياة المادية الفانية كما يصفها، وقال «أصعب اللحظات هي الصلاة الأخيرة في المسجد النبوي الشريف قبل صعود الحافلة والسفر للوطن»، وتشاركه في هذه المشاعر كل من أم أحمد وأم ياسر، حيث قالت أم أحمد في لهجة مصرية حزينة «قد إيه زعلانه إني أفارق الأماكن المقدسة، وفي نفس الوقت فرحانه إني أديت مناسك حجي»، وسنفارق الرحمة وأماكن الشوق. وتكمل أم ياسر بقولها، مشاعرنا يملؤها الحزن، ونحس بشعور غريب لا يتحمله من يعشق ويحب هذه الديار المقدسة.
أما حسن مرسي فرفع يديه وهو يقول نسأل الله أن يعيدنا مرات ومرات لزيارة الأماكن المقدسة وأن هذا الاشتياق لها كونها أماكن مشى فيها الرسول الكريم، مشيراً إلى الجهود التي بذلتها السعودية من أجل إنجاح الأمن ودور رجال الأمن في الحج، والخدمات المقدمة من كافة الجهات.