على شط البحر يا أصفر!
الخميس / 21 / ذو الحجة / 1437 هـ الخميس 22 سبتمبر 2016 21:16
محمد أحمد الحساني
منذ أكثر من عقدين والصحافة والمجتمع وعلماء البيئة يؤكدون على الأهمية القصوى لتمديد شبكة كاملة للصرف الصحي بمحافظة جدة، لأن عدم اكتمال الشبكة، ولاسيما في شمالها وقريباً من الساحل، يُمثّل خطورة على المباني لارتفاع منسوب المياه الجوفية في المدن الساحلية عموماً، بل ويُمثّل خطورة أكبر على الحياة البحرية عندما تتغلغل مياه الصرف الصحي، بما فيها من بلاوٍ وسموم إلى البحر فتُحوّل زرقته إلى سواد ونسيمه إلى فساد! وكان الحديث خلال العقدين الماضيين متواصلاً عن مشاريع رائدة وواسعة للصرف الصحي في جدة، وقد ارتفعت وتيرة ذلك الحديث بعد حصول كارثة سيول جدة قبل نحو عقد، بل أُضيف إليها حديث آخر عن وجوب اكتمال شبكة تصريف السيول في المحافظة لكي لا تغرق أحياؤها ومخططاتها مرة أخرى، وكنتُ شخصياً أظن أن شبكة الصرف قد نُفذّت تماماً أو أنها أوشكت على الاكتمال، ولكن تبيّن لي من تحقيق صحفي مهني متقن نُشر في عكاظ بتاريخ 1437/12/12هـ أن الصرف الصحي لم يزل يتسرب إلى مياه البحر، مما أدى إلى نفوق آلاف الأسماك، حيث صحب التحقيق الصحفي صورة معبّرة تظهر فيها أعداد هائلة من سمك السردين ميتة على شاطئ جدة، وفهمت من أقوال خبراء البيئة أن نفوق تلك الأسماك قد يعود لعدة عوامل منها التخلص من النفايات الكيماوية والصرف الصحي باتجاه البحر، حتى غدت رائحة بعض الأسماك وبقية الأحياء البحرية التي يصطادها هواة الصيد في الشاطئ المحاذي لميدان النورس عفنة حسب ما صرّح به أولئك الصيادون الذين شملهم التحقيق الصحفي، ولاشك لدي أن تلك الروائح الكريهة مرتبطة بما دخل بطون الأسماك من (خيرات) المجاري!!
ولما تداولتُ المسألة مع سكّان جداويين أكدوا لي أن العديد من أرقى أحياء جدة لم تزل محرومة حتى تاريخه من شبكة الصرف الصحي وأنهم يسمعون عن المشاريع ويقرأون عنها في الصحف ولكنهم لا يرون شيئاً على أرض الواقع، محملين وزارة البيئة والمياه والزراعة مسؤولية ذلك الحرمان المدمر للحياة البحرية وللبيئة، مؤكدين مرة أخرى أن الناقلات الصفراء الحاملة (للبلاوي لم تزل تتمخطر) في تلك الأحياء الراقية لتهل الروائح منها كلما جاءت وراحت، بينما الذين تمر بهم يغنون لها (شفتك يوم تتمخطر على شط البحر يَصْفر) مع الاعتذار لكاتب الأغنية وصاحبه الأسمر!
ولما تداولتُ المسألة مع سكّان جداويين أكدوا لي أن العديد من أرقى أحياء جدة لم تزل محرومة حتى تاريخه من شبكة الصرف الصحي وأنهم يسمعون عن المشاريع ويقرأون عنها في الصحف ولكنهم لا يرون شيئاً على أرض الواقع، محملين وزارة البيئة والمياه والزراعة مسؤولية ذلك الحرمان المدمر للحياة البحرية وللبيئة، مؤكدين مرة أخرى أن الناقلات الصفراء الحاملة (للبلاوي لم تزل تتمخطر) في تلك الأحياء الراقية لتهل الروائح منها كلما جاءت وراحت، بينما الذين تمر بهم يغنون لها (شفتك يوم تتمخطر على شط البحر يَصْفر) مع الاعتذار لكاتب الأغنية وصاحبه الأسمر!