..واقتصت العدالة من جزارة المطبخ

..واقتصت العدالة من جزارة المطبخ

محمد الطاير (جدة)

أسدلت وزارة الداخلية أمس آخر فصول مأساة قتل البراءة على يد الخادمات ممثلة بقصة لميس «الحزينة» التي أشغلت الشارع السعودي لأكثر من ثلاثة أعوام في انتظار تنفيذ الحكم ليردع قتلة البراءة بسكاكين المطابخ.
وتعود تفاصيل الجريمة البشعة إلى 14/‏ 8/‏ 1434هـ «23 يونيو 2013» عندما تجردت «زمزم» من كل إنسانيتها وسحبت الطفلة لميس إلى دورة المياه وفصلت رأسها عن جسدها، قبل أن تقدم بكل وحشية على تشويه جسدها الصغير بساطور كانت تحمله.
وأعلن المتحدث الإعلامي بشرطة منطقة الرياض العقيد ناصر بن سعيد القحطاني وقتها أنه تبلغ مركز شرطة محافظة حوطة بني تميم عن هروب عاملة منزلية إثيوبية الجنسية (26 سنة) وبصحبتها ابنة كفيلها ذات الست سنوات، وأنه عثر على الطفلة متوفاة داخل إحدى دورات المياه بالمنزل ولم يتم العثور على العاملة.
وأضاف: «بالانتقال الفوري من قبل المختصين برفقة مدير مركز شرطة الحوطة، وجدت الجثة تسبح في بحر من الدماء وقد نحرت رقبتها بسكين عثر عليها بجوارها، وبعد إجراء البحث السريع وجدت الجانية مختبئة داخل مستودع في الملحق الخلفي للمنزل وبيدها ساطور للدفاع عن نفسها، وتمت السيطرة عليها، وقد أقرت بجريمتها». وأضاف أنه جرى اتخاذ اللازم حيال القضية، حيث أودع جثمان الطفلة الثلاجة، والعاملة أوقفت بسجن النساء، وباشرت هيئة التحقيق والادعاء العام بمحافظة حوطة بني تميم الحادثة في حينه. وروى أحد أقارب الطفلة تفاصيل الجريمة لـ«عكاظ» حيث: اتصلت والدة الطفلة بوالدها وأخبرته عن فقدها ابنتهما لميس، وأن الخادمة قد تكون خطفتها، كما اتصلت بالشرطة لإبلاغهم بهروب الخادمة وخطفها للطفلة، ومن ثم اتصل الوالد على ابن اخته ناصر العميقان القريب من المنزل فحضر على الفور، واكتشف أثر الدماء في إحدى دورات المياه، فأخرج إخوتها من المنزل، وبعد فتح الباب عثر على الطفلة منحورة، وحين تم البحث عن الخادمة لم يعثر عليها، وحينها اتصل بالإسعاف والشرطة وأبلغهم بما شاهده، وتم نقل الطفلة بالإسعاف للمستشفى وقد توفيت، وحضرت الشرطة للموقع وتمكنت من اكتشاف موقع الخادمة التي اختبأت في مستودع خارجي بالمنزل. وادعت الخادمة لاحقا خلال محاكمتها إصابتها بمرض نفسي وحاولت الانتحار مرات عدة، ليتم نقلها عن طريق سجون النساء لمجمع الأمل مرات عدة وتقديم علاجات إسعافية لها، وفحص قواها العقلية مرات عدة، إذ ثبت أنها بكامل قواها العقلية، حسب ما نشرت «عكاظ» في حينه. وادعت الخادمة التي استقدمتها الأسرة للعمل لديها قبل ستة أشهر من تنفيذها الجريمة أن سوء معاملة أسرتها السبب في ذلك، وهو ما نفاه والد الطفلة. ودفعت الذكريات المؤلمة أسرة الطفلة لميس إلى ترك منزلها، للتخفيف عن أشقائها وشقيقاتها وأمهم، وإبعاد صورتها البريئة التي لازمت أفراد الأسرة في غرفتها وألعابها، وضحكاتها التي يتردد صداها في كل ركن بالمنزل. وبالأمس عادت حادثة الطفلة لميس إلى أذهان السعوديين من جديد، بيد أن الداخلية أعلنت الفصل الأخير من فصول القصة الحزينة أمس بتنفيذها الحكم الشرعي، وسط استرجاع للتفاصيل وتبادل التهاني في مواقع التواصل الاجتماعي بعد الاقتصاص لـ«البراءة».