عزة وركوع!
الثلاثاء / 26 / ذو الحجة / 1437 هـ الثلاثاء 27 سبتمبر 2016 21:38
محمد أحمد الحساني
عندما قدمت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماري أوراق اعتمادها لإليزابيث الثانية، اكتفت ماري بالتعبير عن احترامها لها بثني ركبتيها قليلاً، أما رأسها فقد بقي مرفوعاً شامخاً؛ ربما لأنها ترى أن إظهار الاحترام لا يعني بأي حال من الأحوال خفض الرأس والجسد والتذلل والخضوع.
ويوجد في علم النفس عملية ذهنية نفسية تسمى بعملية تَدَاعي المعاني، وهو ما حصل معي عندما رأيت صورة صحفية لرئيسة الوزراء البريطانية وهي ترفع رأسها وتثني ركبتيها مكتفية بذلك وهي تصافح الملكة إليزابيث الثانية، فقد تداعى إلى ذاكرتي صور لوزراء مسلمين وعرب يصل بعضهم إلى مرحلة الركوع أمام زعيمهم عندما يسلمون عليه في مناسبة وطنية لبلدهم، وبعضهم الآخر يقف أمام الزعيم المبجل وعيناه نحو الأرض وقلبه خفاق وكل ما يأمله في هذه الدنيا هو أن ينال رضى زعيمه، وأن يكون أحد المقربين منه ومن الدائرة الضيقة حوله سافحاً في سبيل ذلك ما تبقى له من كرامة وإنسانية إن كان لديه شيء منها لم يسفح بعد!
وقد أعجب ذلك الهوان بعض الزعماء الفاشيين فلم يعودوا يقبلون بما هو أقل منه، وروي عن زعيم عربي هالك بأنه يطلق الرصاص الحي على رأس أي وزير أو مسؤول تلتقي عيناه بعيني زعيمه ولو خلسة، مفسراً فعلته وجريمته الشنعاء بأنه قد قرأ الخيانة في عيني ذلك الوزير الضحية!
أما مراهق كوريا الشمالية فقد تفوق على الجميع بأمثال هذه القراءات لعيون المحيطين به، ومع ذلك فإنه لم يزل يعامل باعتباره الزعيم المبجل!
وبناء على القاعدة الفكرية التي تقول «الطغاة يصنعهم العبيد» فإن ما تعانيه بعض دول العالم الثالث من تخلف وضياع يعود سببه إلى الجهل المتعمد الذي أغرقت فيه شعوب تلك الدول الديكتاتورية التي توارثت الحكم عن الاستعمار، حتى إنها ساهمت بجهلها في صناعة طغاة وجبابرة يرون أن الركوع والخضوع بين أيديهم حق من حقوق الزعامة حتى يصل الواحد منهم إلى مرحلة تجعله يعتقد أنه فوق الوطن والشعب وربما العالم كله وأن لمن يرفع رأسه أمامه بغير إذنه الرصاص الحي الفوري!
ويوجد في علم النفس عملية ذهنية نفسية تسمى بعملية تَدَاعي المعاني، وهو ما حصل معي عندما رأيت صورة صحفية لرئيسة الوزراء البريطانية وهي ترفع رأسها وتثني ركبتيها مكتفية بذلك وهي تصافح الملكة إليزابيث الثانية، فقد تداعى إلى ذاكرتي صور لوزراء مسلمين وعرب يصل بعضهم إلى مرحلة الركوع أمام زعيمهم عندما يسلمون عليه في مناسبة وطنية لبلدهم، وبعضهم الآخر يقف أمام الزعيم المبجل وعيناه نحو الأرض وقلبه خفاق وكل ما يأمله في هذه الدنيا هو أن ينال رضى زعيمه، وأن يكون أحد المقربين منه ومن الدائرة الضيقة حوله سافحاً في سبيل ذلك ما تبقى له من كرامة وإنسانية إن كان لديه شيء منها لم يسفح بعد!
وقد أعجب ذلك الهوان بعض الزعماء الفاشيين فلم يعودوا يقبلون بما هو أقل منه، وروي عن زعيم عربي هالك بأنه يطلق الرصاص الحي على رأس أي وزير أو مسؤول تلتقي عيناه بعيني زعيمه ولو خلسة، مفسراً فعلته وجريمته الشنعاء بأنه قد قرأ الخيانة في عيني ذلك الوزير الضحية!
أما مراهق كوريا الشمالية فقد تفوق على الجميع بأمثال هذه القراءات لعيون المحيطين به، ومع ذلك فإنه لم يزل يعامل باعتباره الزعيم المبجل!
وبناء على القاعدة الفكرية التي تقول «الطغاة يصنعهم العبيد» فإن ما تعانيه بعض دول العالم الثالث من تخلف وضياع يعود سببه إلى الجهل المتعمد الذي أغرقت فيه شعوب تلك الدول الديكتاتورية التي توارثت الحكم عن الاستعمار، حتى إنها ساهمت بجهلها في صناعة طغاة وجبابرة يرون أن الركوع والخضوع بين أيديهم حق من حقوق الزعامة حتى يصل الواحد منهم إلى مرحلة تجعله يعتقد أنه فوق الوطن والشعب وربما العالم كله وأن لمن يرفع رأسه أمامه بغير إذنه الرصاص الحي الفوري!