«تاريخ صربيا» يثير جدلا بين أعضاء «الشورى»

العنزي والحصيني يتصديان للمعترضين: من الحكمة بناء الصداقات.. والبوسنيون أعلم بمصالحهم

«تاريخ صربيا» يثير جدلا بين أعضاء «الشورى»

فارس القحطاني (الرياض)

في الوقت الذي كانت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار في مجلس الشورى تقدم تقريرها بشأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية، ووزارة التجارة والسياحة والاتصالات في صربيا، والذي درجت العادة أن يتم التصويت عليه دون نقاش باعتباره مذكرة تفاهم بين البلدين، تقدم عضو المجلس الشيخ عازب آل مسبل بطلب فتح المجال للمناقشة، مبرراً بقوله: «يعلم الجميع ما تعرض له المسلمون من قتل وتعذيب خلال السنوات الماضية، كما نعلم ما تتعرض له الأقليات داخل صربيا، ومنها البوشناقية»، فاستجاب رئيس الجلسة الشيخ عبدالله آل الشيخ لرغبة العضو في مناقشة الاتفاقية التي أيدها 85 عضوا، بينما عارضها (39).
وبدأ النقاش حول الاتفاقية الدكتور سلطان لنجاوي، الذي قال: «المتعارف عليه أن تقدم نبذة تعريفية عن الدولة الثانية في الاتفاق أو المذكرة، ولكن ما لدينا هو نسخ لما هو موجود على الإنترنت عن جمهورية صربيا، ولا توجد مصادر موثوقة تليق بأن تقدم مثل هذه المعلومات أو مركز معلومات رسمية، ليكون هناك مكانة لمثل هذه الاتفاقيات والمذكرات».
بدوره، قال الدكتور سلطان السلطان «صربيا عذبت المسلمين، ولكن يجب على أعضاء المجلس أن يكون لهم بصمة من حيث تحديد النقاط الأساسية التي بموجبها تتم الموافقة على هذه الاتفاقية أو المذكرة»، ورد الشيخ عازب آل مسبل، أن اللجنة لم تقدم أي معلومات عن العلاقات بين الدولتين، وموقف المملكة تجاه صربيا، والمعاناة التي تواجهها وتعذيب المسلمين خلال السنوات الست الماضية، والاضطهاد الذي يمارس ضد الأقليات مثل البوشناقية، لافتا إلى أن وسائل الإعلام الصربية ما زالت تحرض على المسلمين، وتصور ما يصفونه بـ «فوبيا الإسلام» على أنه خطر، مضيفاً: «لست مع هذه الاتفاقية ما لم تنص على حفظ حقوق المسلمين في تلك الدولة». وأشار عضو المجلس صالح الحصيني إلى أن من الحكمة والعقل بناء أكبر عدد من الصداقات مع العالم، وتقليص الأعداء، مؤكدا أن الظروف والتحديات السياسية التي تحيط بالمملكة بحاجة إلى حكمة وتروي في مثل هذه الاتفاقيات.
من جهتها، قالت عضو المجلس الدكتورة حمدة العنزي: «إن عدداً من أعضاء مجلس الشورى قاموا بزيارة رسمية إلى جمهورية البوسنة والهرسك، وشاهدوا بأعينهم العديد من المشاريع المشتركة بين جمهورية البوسنة والهرسك وجمهورية صربيا، وأن البلدين أعلنا التعايش في سلام دائم، وأن بعض أعضاء الحكومة البوسنية من صربيا»، وزادت: «أعتقد أن البوسنيين أدرى بما يحقق مصالحهم وأهدافهم، لذلك لا بد من الموافقة على هذه المذكرة».
وفي ختام المناقشات تم التصويت على التوصية وحصلت على الأصوات المطلوبة لإجازتها.