من «الخلاف».. إلى «التخلف»
الأربعاء / 27 / جمادى الأولى / 1428 هـ الأربعاء 13 يونيو 2007 19:40
حمد عائل فقيهي
(1)
فيما العالم يقدم انجازاته الثقافية والفكرية والعلمية.. ويعمل على خلق تنمية تقوم أعمدتها في كل الحقول والميادين.. على الإنسان، تأتي بعقل وفعل هذا الإنسان وتذهب إليه، وفيما يبدو هذا العالم المتقدم والناهض مغايراً ومختلفاً يبدو العرب على خلاف ذلك تماماً، انهم ذاهبون إلى التخلف والانحطاط السياسي والاجتماعي والثقافي وليس ثمة انجاز علمي يتباهى به الإنسان العربي أمام العالم الأكثر تقدماً، ومدنية ومجاورة للعصر، ومحاورة له أيضاً.
هكذا يبدو هذا المشهد «غارقاً»ً في «القطرية» «غاطساً»ً في وحل التناحر الإقليمي وفي الخلافات السياسية والمذهبية والطائفية، وأبتعد العرب عن ما يعزز وجودهم ويجعلهم أكثر اقتراباً من حالة الأمة.. لا أكثر اقتراباً من حالة الدولة وما يحدث اليوم هو لحظة افتراق مع مفهوم الوحدة.. ونحو صياغة لحظة الوفاق.. لقد انتقل العرب من «زمن» الصراع العربي العربي ثم ها نحن أمام صراع حزب ضد حزب.. وفصيل ضد فصيل، ومنظمة ضد منظمة..
(2)
في الوضعية الفلسطينية ها نحن أمام صراع فتح/ حماس.. لقد انتقل هذا الصراع إلى صراع الأهل.. داخل الدولة التي هي مشروع لدولة ناقصة، وفيما نرى هذا الاقتتال الذي «خان» وانقلب على اتفاق مكة، نرى هذا «الاقتتال» الطائفي/ المذهبي بين السنة والشيعة في العراق، والحال نفسه نراه جلياً، في لبنان فمن خلاف الطائفة مع الطائفة والحكومة مع المعارضة والسنة مع الشيعة ممثلاً في حزب الله ثم ذلك الاحتراب الداخلي يتكرر في اليمن.. بين الحكومة والحوثيين وتبدو المسألة أكثر حزنا وأسى في السودان والصومال حيث تكالبت قوى الخارج مع قوى الفقر والخوف والتخلف وغياب التنمية.
(3)
لقد انتقل العرب من زمن الصراع.. ومواجهة العدو متمثلاً في إسرائيل.. وأمراض الأمية والجهل والفكر الذي يقف ضد كل ما من شأنه رفع الهمم، وشحذ القدرات، إلى الاحتراب الداخلي الأهل مع الأهل.. ومن هنا ضاقت دوائر الهم العروبي والقومي واتسعت دوائر الهم الإقليمي، فثمة مواجهة مع أصحاب الفكر الظلامي، الذين خلقوا حالة اجتماعية وسياسية قلقة ومتوترة، داخل كثير من الدول العربية والإسلامية، وهو ما جعل معنى الأمة.. يتراجع في مقابل معنى الدولة.
إن الحزب والطائفة مؤسسات اجتماعية مغلقة، وهي تقف -كفكر- ضد فكر الدولة- لا كما هو سائد في الغرب، والمطلوب هو ان ترتفع الى مستوى كبير من المسؤولية وجعل مصلحة الدولة أهم من مصلحة الحزب والطائفة وجعل الهم القومي والعروبي هو ما يقوي ويعزز أهمية الدولة من أجل تقوية وتعزيز أهمية الأمة.. ومن أجل الخروج من الفكر الضيق إلى المجتمع الواحد والمواطنة الواحدة.
a_faqehi@hotmail.com
فيما العالم يقدم انجازاته الثقافية والفكرية والعلمية.. ويعمل على خلق تنمية تقوم أعمدتها في كل الحقول والميادين.. على الإنسان، تأتي بعقل وفعل هذا الإنسان وتذهب إليه، وفيما يبدو هذا العالم المتقدم والناهض مغايراً ومختلفاً يبدو العرب على خلاف ذلك تماماً، انهم ذاهبون إلى التخلف والانحطاط السياسي والاجتماعي والثقافي وليس ثمة انجاز علمي يتباهى به الإنسان العربي أمام العالم الأكثر تقدماً، ومدنية ومجاورة للعصر، ومحاورة له أيضاً.
هكذا يبدو هذا المشهد «غارقاً»ً في «القطرية» «غاطساً»ً في وحل التناحر الإقليمي وفي الخلافات السياسية والمذهبية والطائفية، وأبتعد العرب عن ما يعزز وجودهم ويجعلهم أكثر اقتراباً من حالة الأمة.. لا أكثر اقتراباً من حالة الدولة وما يحدث اليوم هو لحظة افتراق مع مفهوم الوحدة.. ونحو صياغة لحظة الوفاق.. لقد انتقل العرب من «زمن» الصراع العربي العربي ثم ها نحن أمام صراع حزب ضد حزب.. وفصيل ضد فصيل، ومنظمة ضد منظمة..
(2)
في الوضعية الفلسطينية ها نحن أمام صراع فتح/ حماس.. لقد انتقل هذا الصراع إلى صراع الأهل.. داخل الدولة التي هي مشروع لدولة ناقصة، وفيما نرى هذا الاقتتال الذي «خان» وانقلب على اتفاق مكة، نرى هذا «الاقتتال» الطائفي/ المذهبي بين السنة والشيعة في العراق، والحال نفسه نراه جلياً، في لبنان فمن خلاف الطائفة مع الطائفة والحكومة مع المعارضة والسنة مع الشيعة ممثلاً في حزب الله ثم ذلك الاحتراب الداخلي يتكرر في اليمن.. بين الحكومة والحوثيين وتبدو المسألة أكثر حزنا وأسى في السودان والصومال حيث تكالبت قوى الخارج مع قوى الفقر والخوف والتخلف وغياب التنمية.
(3)
لقد انتقل العرب من زمن الصراع.. ومواجهة العدو متمثلاً في إسرائيل.. وأمراض الأمية والجهل والفكر الذي يقف ضد كل ما من شأنه رفع الهمم، وشحذ القدرات، إلى الاحتراب الداخلي الأهل مع الأهل.. ومن هنا ضاقت دوائر الهم العروبي والقومي واتسعت دوائر الهم الإقليمي، فثمة مواجهة مع أصحاب الفكر الظلامي، الذين خلقوا حالة اجتماعية وسياسية قلقة ومتوترة، داخل كثير من الدول العربية والإسلامية، وهو ما جعل معنى الأمة.. يتراجع في مقابل معنى الدولة.
إن الحزب والطائفة مؤسسات اجتماعية مغلقة، وهي تقف -كفكر- ضد فكر الدولة- لا كما هو سائد في الغرب، والمطلوب هو ان ترتفع الى مستوى كبير من المسؤولية وجعل مصلحة الدولة أهم من مصلحة الحزب والطائفة وجعل الهم القومي والعروبي هو ما يقوي ويعزز أهمية الدولة من أجل تقوية وتعزيز أهمية الأمة.. ومن أجل الخروج من الفكر الضيق إلى المجتمع الواحد والمواطنة الواحدة.
a_faqehi@hotmail.com