عباس يعين فياض رئيسا لحكومة الطوارئ الفلسطينية

حماس تسيطر على غزة.. ومسلحون ينهبون محتويات مكاتب الرئاسة

عكاظ - الوكالات ( غزة )

عين الرئيس الفلسطيني محمود عباس العضو المستقل بالمجلس التشريعي سلام فياض رئيسا للوزراء في حكومة طوارئ. وكان فياض وزير المالية في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلتها حركة حماس مع حركة فتح التي أقالها عباس الخميس. بعد ساعات على إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس حل حكومة الوحدة الفلسطينية وفرض حالة الطوارئ بسطت حماس أمس سيطرتها المطلقة على قطاع غزة حيث توقف اطلاق النار بعدما استولت الحركة على مقار السلطة الوطنية الفلسطينية كافة واعلنت اعتقال عدد من كبار القادة في الاجهزة الامنية وفي حركة فتح. وباستثناء بعض الطلقات النارية المتفرقة، خيم الهدوء على شوارع مدينة غزة وبدأ عدد من السكان بالخروج من منازلهم بعدما حوصروا في داخلها على مدى اسبوع بسبب المعارك العنيفة التي دارت في القطاع وحصدت 113 قتيلا في اسبوع. وانتشر مقاتلو كتائب عزالدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، داخل المنتدى وهو المقر الرئاسي حيث مكاتب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس . واختفت عمليا الحواجز التي انتشرت على مدى اسبوع في شوارع غزة وتنقلت السيارات بحرية. و اقتحم عشرات الفلسطينيين منازل مسؤولي فتح المهجورة ومقرات الاجهزة الامنية ونهبوها ومنها منزل محمد دحلان المسؤول البارز في حركة فتح والخصم اللدود لحماس، حيث سرقوا الاثاث والمغاسل وحتى احواض الزهور. وبالمقابل اكد مقاتلون في حماس حمايتهم منزل عباس ومنعهم السارقين من الاقتراب منها. و أكد ناشطو حماس انهم سيمنحون “عفوا” عن جميع قادة الامن العشرة التابعين لحركة فتح الذين تم اعتقالهم وقال ابوعبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس في مؤتمر صحفي ان كتائب القسام قررت منح عفو لقادة الامن “وزعماء الانقلاب”.
ومن بين المسؤولين المعتقلين اللواء جمال كايد قائد الامن الوطني والامن العام والعميد مصباح البحيصي قائد حرس الرئاسة وتوفيق ابو خوصة الناطق باسم فتح والامن الوطني وماجد ابو شمالة مسؤول حركة فتح في قطاع غزة. كما افاد مصدر امني مصري ان حوالى مئة عنصر من القوى الامنية الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس لجأوا الخميس الى مصر بعد سيطرة مسلحي حماس على غزة. و اعلن الجيش الاسرائيلي ان جميع المعابر الحدودية مع قطاع غزة تم اغلاقها “حتى اشعار آخر”.
واشار مقاتلو حماس الى برك دماء قالوا ان الحرس في اخر معقل لفتح في غزة اطلقوا الرصاص على انفسهم بدلا من ان يستسلموا في ساعة متأخرة من مساء الخميس. وانزلت صور عباس والرئيس الراحل ياسر عرفات على الارض. وقال أحد الذين نهبوا محتويات مجمع الرئاسة في غزة “هذه اموالنا واموال الشعب ونحن نسترد بعضا منها.”
والتقط مسلحون من حماس صورا تذكارية لانفسهم وهم يجلسون في كرسي عباس بمكتبه بالاضافة الى صور في غرفة نومه. بدورها دانت الرئاسة الالمانية للاتحاد الاوروبي “بشدة استيلاء ميليشيات حركة حماس غير الشرعية على السلطة بواسطة العنف في غزة ومقتل مدنيين ابرياء”، بحسب ما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية مارتن جاغر أمس. وقال المتحدث ان الرئاسة “تدعم بقوة” قرار الرئيس محمود عباس تشكيل حكومة وحدة فلسطينية و”انشاء حكومة طوارئ في الاراضي الفلسطينية”.
كما أكدت معظم الدول الغربية دعمها لعباس وعبرت بريطانيا عن أسفها لحل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية .