ذاكرة مدينتي

ريم اللواتي

إلى البِكر مدينتي ، وإن مسها غونو*
هذا الماء بارد
كشوارع مسكونة بالقفر
كارتفاع الأجرام عن خطيئة الأرض الأولى!
(مسقط)
المُدن القابلة للتأويل
كأكثر من خصب يلوح في ديجور الخراب
تعصرها يد الماء ما بين الحلكة و الركام
ذاكرتها زغب تمشطه يد السماء
شارع.. شارع
لمدينتي صوتها المبحوح والخارج من حنجرة طفلة تعلمت الكلام متأخرة ولها في التأريخ زمان يعرفه الشرفاء وكل الذين كانوا قد بحثوا عن عطر الفتنة في المكان، كانت في نظرهم متأخرة لكنها دوما تأتي في البغتة.
قلبها صغير كصدفة بحرية غالبها إعصار المدّ في انجراف ما توثق من العشق على رملها و الماء يخشى إثمه الأول.
بين ما تركت جدتي في فُتحة التذكر وإبرة الرؤيا قصصها البِكر كطهارة أولى لعروس تفقد عذرية الخِصب على يد ملاح عتيد، لا زالت مدينتي تنظر إليَّ خجلة من كثير الكلام، من الحكايات التي برأت ذمة الكتابة عنها وقالت فيما يساندها شهود العيان إنها المخاتلة في الفتنة، إنها التي ما تجرأ أن يعلو ثوبها غبار الدمار، وهي المنذورة لعشق قادم على صهوة الحقيقة المترقبة، بيضاء أرضها.

( قبل أن تُفتح الأبواب، مسقط)
وأنا الغريبة مدينة غرست مديتها في الجوف وتعرت من الذي علق بها وما مسها غير الذين يعرفون أنها الصوت الذي تركته الجنة في الأرض.

(في النشور)
قلبها عرصة الحضور، والرواية لذعة المواجد! هذه المجبولة على الصلاة في كل حين تسجد في الهجيع، منذ الفزعة الأولى لهزيع إعصار يعرف طريقه الأولى ما بعد الغيث!
? هذه البِكر عندما قامت ذات فجر تفرش ركعتها الأولى.. تعلمت أن وضوءها ماء النافلة!
و النساك وكل عابد وكل ما دعته الجواشن تضرعا، قربان أخير.
? غونو: الإعصار المداري الذي فاجأ بعض مناطق سلطنة عمان في البدء من يونيو 2007.