توقيع 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين المملكة وبولندا لزيادة التبادل التجاري والاستثمارات

السفير السعودي لـ«عكاظ»: متفائلون بمستقبل واعد لمستوى العلاقات

توقيع 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين المملكة وبولندا لزيادة التبادل التجاري والاستثمارات

عهود مكرم (برلين)

يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز محطته الأخيرة الى بولندا في اطار الجولة الأوروبية التى قام بها الى كل من أسبانيا وفرنسا وسط استعدادات بولندية كبيرة لاستقباله والوفد المرافق له ...في هذا الاطار أكد د. ناصر بن أحمد المرشد البريك سفير خادم الحرمين الشريفين في بولندا في حوار لـ«عكاظ» أن زيارة الملك عبدالله الى بولندا تعتبر زيارة تاريخية وقال ان بولندا تعطي أهمية كبرى لهذه الزيارة الكريمة والهامة نظرا لما تمثله المملكة من ثقل مؤثر وبارز ليس على مستوى الشرق الأوسط فحسب بل على المستوى الدولي ولترؤس المملكة الدورة الحالية للقمة العربية وبدورها كرئيس للمؤتمر الاسلامي في المقابل فان المملكة تولى بولندا اهتماما خاصا نظرا لأهميتها الأستراتيجية ولكونها عضوا هاما في الاتحاد الأوروبي حيث تعتبر سادس أكبر قوة فيه بالاضافة الى دلالة سرعة نمو اقتصادها والامكانيات البشرية المتوفرة لديها. حول الاتفاقيات المقرر توقيعها خلال زيارة الملك عبد الله بن عبدالعزيز الى بولندا قال السفير البريك:
هناك 9 اتفاقيات ومذكرة تفاهم من المتوقع توقيعها خلال الزيارة الكريمة وهى:
تشجيع وحماية الاستثمارات المشتركة بين البلدين.
اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي.
التعاون الثقافي والعلمي والتعليمي بين وزارتي التعليم العالي في كل من البلدين.
مذكرة التفاهم للتعاون العلمي والتقني بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والأكاديمية البولندية للعلوم .
اتفاقية تعاون في المجال الصحي.
اتفاقية مكافحة الجريمة.
اتفاقية التدريب التقني والمهني .
اتفاقية التفاهم الثنائي بين وزارتي خارجية البلدين .
مذكرة تفاهم بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمملكة ووزارة الرياضة البولندية.
وأضاف أن الزيارة المباركة سيتمخض عنها الاعلان عن الموافقة السامية بانشاء مركز للدراسات العربية والاسلامية في جامعة وارسو والتى تعد من أعرق الجامعات البولندية بل الأوروبية .
وفي ما يتصل بالعلاقات الاقتصادية بوجه خاص وحجم التبادل التجاري بين البلدين.. قال د. البريك: وفقا للاحصاءات الصادرة عن دائرة الاحصاء العام في الحكومة البولندية فان قيمة صادرات بولندا الى المملكة قد بلغت في عام 2006 حوالى 145.3 مليون دولار أمريكي وهو ما يعتبر زيادة بنسبة 46% مقارنة بالعام السابق بينما وصلت قيمة وارداتها من المملكة الى أكثر من 146.6 مليون دولار وهو ما يمثل زيادة بنسبة 16% مقارنة بالعام السابق ووفقا للاحصاءات الرسمية فان قيمة التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2006 وصل الى 291.9 مليون دولار أى بزيادة 46% على العام السابق.
واستطرد يقول ان العلاقات الأقتصادية شهدت تطورا كبيرا منذ عام 1997 حيث قام وفد من البنك الاسلامي للتنمية بزيارة الى بولندا وفى نفس العام قام وفد تجاري من الغرف التجارية والصناعية السعودية برئاسة الأمين العام د. عيد الله الدباغ بزيارة بولندا.
وفى أبريل عام 1999 قام وزير الاقتصاد البولندي بزيارة المملكة بدعوة من وزير الاقتصاد السعودي.
وفى عام 1999 في شهر سبتمبر تحديدا شارك المهندس علي بن ابراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية في مؤتمر منظمة الأمم المتحدة الذى عقد في وارسو والخاص بتغيير المناخ في العالم وقد تم استقبال معاليه من قبل الرئيس البولندي ألكسندر كفاشينفسكي.
وفى يناير 2002 قامت بعثة تجارية بولندية بزيارة الى المملكة نظمها مركز الترويج التجاري في مدينة كاتوفيتسه. وفى نفس الشهر قامت بعثة تجارية تمثل الغرفة التجارية السعودية بزيارة الى بولندا.
وتوالت الزيارات في الأعوام من 2004 الى 2006 حيث تم في ديسمبر عام 2006 انشاء مجلس الأعمال السعودي البولندي.
وحول العلاقات على الصعيد العسكري بين المملكة وبولندا، أوضح د. البريك أنه في ديسمبر عام 1990 تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين بشأن تواجد القوات البولندية المساندة على أراضي المملكة أثناء حرب تحرير الكويت بالاضافة الى ابرام اتفاقيات أخرى بين وزارتي الدفاع في البلدين .
وفى يناير 1991 أبحرت القوات البولندية المساندة والتابعة لقوات التحالف الدولي ضد العراق أثناء غزو الكويت وتضمنت فريقا طبيا وسفينتين حربيتين متخصصتين.
وتوالت الزيارات العسكرية بين الجانبين ومن المتوقع أن يقوم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران بزيارة رسمية الى بولندا في الفترة من 11 الى 13 يوليو 2007
وبخصوص التعاون العلمي والثقافي قال السفير البريك:
لقد أدت زيارة وزير التعليم العالي السعودي د. خالد العنقري والزيارات المتبادلة بين وفود وزارتي التعليم والمؤسسات التعليمية في البلدين الى عمليات تبادل البعثات والمنح الدراسية بين البلدين على الرغم أنها لم تصل الى الآن الى الشكل المرغوب فيه. وحسب المعلومات المتوفرة فقد قامت وزارة التعليم العالي في المملكة بتقديم أربع منح دراسية في العام الماضي لطلاب بولنديين ( طالبين وطالبتين) لفصل دراسي حيث غادر ثلاثة منهم بولندا منهم 2 الى جدة وواحد الى الرياض بينما تخلف الرابع عن المنحة وكانت احدى الطالبتين قد ألفت كتابا بعنوان عبقرية الملك عبد العزيز.
ومنذ عامين حضر أستاذان سعوديان الى مدينة كراكوف البولندية لأعطاء دروس في الدراسات العربية والاسلامية في جامعة ياغيللونسكي لفصل دراسي وقد عاد أحد الاستاذين الى المملكة بينما تم تمديد بعثة الأستاذ الآخر لفصل دراسي ثان.
ويتواجد في بولندا 41 طالبا وطالبة يدرسون وكلهم من المبتعثين من قبل وزارة التعليم العالي في الجامعات البولندية في كل من مدينة وارسو وكراكوف وبوزنان. واضاف سفير المملكة في وارسو: في نهاية ديسمبر عام 2004 توجهت الطفلتان التوأمتان السياميتان أولغا وداريا ترافقهما والدتهما وطبيبة بولندية الى الرياض لاجراء عملية فصل أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وقد أحدث سير العملية ونجاحها صدى واسعا في جميع الأوساط البولندية وكان لها أثرها البالغ في زيادة زخم العلاقات البولندية السعودية وتعريف البولنديين بالوجه الانساني الحقيقي للمملكة وخاصة أن المعلومات عن المملكة وقيادتها وشعبها كانت شبه معدومة في الأوساط البولندية. ويمكننا أن ندلل على ذلك بخطابات البريد الألكتروني التى تقاطرت على السفارة مستفسرة عن المزيد من المعلومات حول المملكة خاصة من الطلبة والشباب البولنديين.كما وصلت خطابات من هؤلاء الطلاب تفيد بأنهم يرغبون في اعداد رسائل الماجستير في الاقتصاد السعودي والبنوك الاسلامية ونظام الحكم في المملكة الى جانب ذلك تلقت السفارة وبعد نشر صحيفة بولندية لصور الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم رسائل هائلة تشجب وتدين الصحيفة وتعلن تضامنها مع المسلمين. كما ازدادت وتيرة الخطابات والطلبات الواردة من أصحاب الشركات التى يعرضون فيها رغبتهم في اقامة علاقات تعاون مع الشركات السعودية .
ومن جانبه تكفل خادم الحرمين الشريفين مرة أخرى بتمويل كافة نفقات تكملة عملية الفصل الأولى حيث غادرت الطفلتان ووالدتهما والطبيبة المرافقة بولندا الى الرياض في بداية هذا العام بهذا الخصوص. كما حضرا اللقاء الكبير الذى أعد للتوائم السيامية الذين تم فصلهم في المملكة ولقاء المنحدرين من مختلف دول العالم مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعادت الطفلتان بعد قضاء ثلاثة شهور في المملكة وذلك لأن الدكتور الربيعة يرى أن الوقت لا يزال مبكرا لأجراء العملية التكميلية حيث انه يمكن الانتظار لمدة عام آخر ومن المؤكد بأن التوأم المفصول سيعود الى المملكة في العام القادم بمشيئة الله وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. من جهة أخرى أكد د. البريك أن الزيارة الكريمة سيترتب عنها بمشيئة الله المضي في تطوير العلاقات العربية الأوروبية بشكل عام وقال ان العلاقات الثنائية مبنية على قواعد متينة وأسس ثابتة في تاريخ ومستقبل العلاقات البولندية السعودية .