هجوم على «حرف الدال»!!

بدر بن أحمد كريِّم

يبدو أنّ مقالي «حرف الدال.. بيان للعموم» (عكاظ، العدد 14863، 20 ربيع الآخر 1428هـ، ص18) نكأ جرحاً قديماً، حول بعض الذين حصلوا على حرف الدال بـ«أبخس الأثمان»!! حتى أصبح «مبتذلاً» على حد تعبير رسالة تلقيتها بتوقيع عبدالعزيز بن فهد الفيصل الفرحان آل سعود (الرياض) تحمل هجوماً حاداً على حرف الدال، الذي كان «كثير ممن يحمله اشتراه من جامعات رخيصة» ورأى أن «بعض من حمل حرف الدال وبخاصة من تولوا المسؤولية، ظنوا في أنفسهم أنهم فوق البشر، وأصبحوا من خلال اللقب يتسلطون بحكم مناصبهم، ويقررون حتى ما هو في غير مصلحة الوطن» الذي وصفه بأنه «يرزح تحت وطأة أنظمة تعليمية، واجتماعية، وعمالية، جعلت الذين كانوا في المؤخرة من حولنا، يسبقوننا إلى الحضارة والتقدم، ونحن في مكاننا نراوح، إلا من تشكيل لجان من أصحاب حرف الدال، لمناقشة مستقبلنا، في الوقت الذي دخلت فيه بلادنا إلى العالمية» لافتاً إلى أنّ «هذا الوطن العظيم، يمتلك من المقومات الدينية، والجغرافية، والاجتماعية، ما يجعله من أعظم دول العالم»، وختم رسالته بقوله: «لاشك أننا نشترك في حب الوطن، ونشترك في الحلم بأن يكون قبلة المسلمين بحق، ونشترك في ولائنا لقيادتنا، ودعائنا الدائم بأن يحفظ الله هذا الوطن، ويديم علينا الأمن والأمان، وأن يوفق أبناءه للإحساس بالمسؤولية، والعمل على تحقيق كل ما نتمناه».
من جانبه استغرب القارئ/ عبدالحميد أحمد القاري (محافظة جدة) «من أولئك الذين يغضبون ممن لا يخاطبهم بهذا اللقب» ويعتقد «أن هؤلاء عندهم عُقدة، وأنهم لا يصدقون أنهم حصلوا على هذه الدال» ورأى «أن الكثير يعرف أن هذه الدال تُمنح من بعض الجامعات في الخارج، دون مجهود منهم، وبطرق يعرفها الجميع» ويتذكر أن «خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله أشار إلى هذا الموضوع في أحد احتفالات جامعة الملك عبدالعزيز بالخريجين» وأبدى صاحب هذه الرسالة دهشته من بعض أطروحات الدكتوراه التي «تكون في بعض الأحيان في موضوعات لا تفيد طلاب العلم، أو الناس» ولا يعرف «ما إذا كانت هناك ضوابط، بحيث تكون تلك الموضوعات ذات نفع، ومغزى، وبحث علمي» وقال: «إن المرء لا يحتاج إلى ذكاء، ليعرف أن مقدم رسالة الدكتوراه هذه، لا يهمه إلا الحصول على حرف الدال، مسبوقاً باسمه فقط» ويعتقد «أن الضعف في النفوس البشرية داء لا دواء له» وذهب إلى أن «حرف الدال أصبح هدفاً يسعى إليه الكثيرون، ويتسابقون إليه، وكأنه المفتاح السحري للنجاح والتقدم».
وفي تعقيب من القارئ/ عبدالرحمن حُمياني (محافظة المخواة) طالب بمحاربة «أصحاب الدكتوراه المغشوشة، الذين يشترون الشهادات من الشقق إياها»!! ووجه كلامه لهؤلاء قائلاً: «إن الغش الذي ارتكبتموه هو غش لأنفسكم أولاً، ثم غش لمجتمعكم ثانياً، ثم غش لولاة أموركم ثالثاً وأخيراً» وتساءل: لماذا؟ وأجاب «لأنهم سيتولون مناصب بسبب هذه الشهادات، ثم لا يُقدمون شيئاً، بل يُضيعون ما وُلوا عليه، وفاقد الشيء لا يعطيه» وأضاف «من العجيب أن بعضهم حصل على الماجستير والدكتوراه، ولم يتغيب عن عمله، أو جماعته، أو مدينته، يوماً واحداً»!! ودعا إلى «محاربة غش العقول، والشهادات المزورة».
من جانبي أعتقد أن التهكم هو: الرد الطبيعي على أشياء مُخجلة.
فاكس: 014543856 - badrkerrayem@hotmail.com