علم الجامعة العربية في القدس..!
الأربعاء / 26 / جمادى الآخرة / 1428 هـ الأربعاء 11 يوليو 2007 19:25
د. طلال صالح بنان
احتمال أن يرفع الوفد العربي المكون من وزيري خارجية كلٍ من مصر والأردن علم الجامعة العربية في القدس أثناء محادثاتهما كموفَدَين عن اللجنة العربية الخماسية العربية المكلفة بتفعيل مبادرة السلام العربية، يُعدُ حدثاً ذا مغزى سياسي ونفسي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. هذا الخبر، حين صدوره يوم أمس الأول، حظي باهتمام خاص من قبل وسائل الإعلام الغربية، التي قطعت برامجها المعتادة لتنقله لمشاهديها ومستمعيها، كأهم حدث جاء من المنطقة، منذ ذلك الذي جاء خطاب الرئيس السادات بمجلس الشعب عندما أعلن عن استعداده للذهاب إلى القدس للكلام مع القادة الإسرائيليين عن السلام. إلى حدٍ كبير لوسائل الإعلام الغربية، التي احتفت بالخبر إعلانياً و”قتلته” بحثاً وتحليلاً، عذر في هذا الاهتمام النادر لما يخرج عن المنطقة من أخبار وما يتفاعل فيها من أحداث وما يجري خلالها من تطورات. هذا الخبر يُعد سابقة أخرى في مسيرة البحث عن حلول سلمية لإخراج الأزمة من دائرة الصراع المفرغة المكلفة والمفزعة.
من ناحية الجانب العربي، قد لا يُنظر إلى هذه الخطوة هذه النظرة الاختراقية للأزمة، التي نظر إلى الخبر من خلالها الإعلام الغربي. حتى على المستوى الإعلامي لم يحدث الخبر، ردود الفعل المعبرة عن الصدمة، التي أحدثها قرار الرئيس المصري السابق أنور السادات في تجاوز كل ما كان يُعد من “محرمات” في إدارة الأزمة، عربياً.
على أي حال: خبر احتمال رفع علم الجامعة العربية في القدس لا يخرج عن كونه خطوة تطبيعية (رمزية)، من جانب العرب، لها دلالات سياسية ونفسية كبيرة يعبرون من خلالها عن جدية تحركهم لتفعيل مبادرتهم السلمية. خارج ظروف آلية تفعيل مبادرة السلام العربية ما كانت إسرائيل تحظى بمثل هذه “اللفتة” السياسية والنفسية، لولا اتخاذ النظام العربي في قمة الرياض الأخيرة تفعيل مبادرة السلام العربية.
إسرائيل وإن أعطت الإيحاء بترددها في مجيء وزير خارجية مصر والأردن موفَدين من الجامعة العربية وما يمكن أن يترتب على ذلك من احتمال رفع علم الجامعة العربية في القدس، فإنها ـــ في واقع الأمر ـــ لا تستطيع مقاومة إغراء ما يمكن أن يُفسر على أنه اعتراف من قبل الجامعة بها. في حقيقة الأمر، إسرائيل تخشى من هذا التحرك العربي الجماعي ضمن آلية وضعتها الجامعة العربية للاتصال بالأطراف المعنية بالأزمة، من بينها إسرائيل. النهج المفضل، لدى إسرائيل، هو إجراء مفاوضات ثنائية منفردة مع كل طرف عربي، على حدة، حتى يمكن لإسرائيل أن تتحكم في أجندة المفاوضات، تحت ضغط احتلال الأرض.. والدعم السياسي الأمريكي لها والتعاطف الأوربي معها.. وتفوقها الاستراتيجي.. والأوضاع الداخلية، في كل بلد عربي، يمكن أن يدخل معها في مفاوضات ثنائية مباشرة، بعيداً عن أي التزام قومي جماعي بقضية العرب الأولى.
ما يثبت أن المسألة ليست لها علاقة بالجامعة العربية، ولكن بالنهج التفاوضي المفضل لدى إسرائيل القائم على آلية وأسلوب المفاوضات الثنائية، وليس التفاوض الجماعي مع العرب، أن إسرائيل من بين أحلام اليقظة، التي تراودها دائماً، أن تحظى بتطبيع، ولو حتى على المستوى البروتوكولي مع مؤسسات الجامعة العربية ورموزها. محاولات مستميتة كانت ولا زالت إسرائيل تقوم بها، مستغلة طبيعة وجودها الدبلوماسي في القاهرة، لفتح قنوات اتصال، ولو سرية مع الجامعة العربية... حتى أن إسرائيل، لمحت مراراً لإمكانية انضمامها عضواً في الجامعة العربية... بالرغم من العداء السياسي والدبلوماسي، التي تبديه إسرائيل تجاه الجامعة العربية وميثاقها ورمزية وجودها وحقيقة استمرارها، بالرغم من الصعاب التي تواجه مسيرة التكامل العربي التي تضطلع بها، وتواضع دور الجامعة السياسي في النظام الرسمي العربي.
إسرائيل، في قرارة ضميرها السياسي سعيدة بان يرفرف علم الجامعة في القدس، المدينة التي تُعتبر أحد محاور حالة الحرب القائمة رسمياً بين إسرائيل والنظام العربي. كل ما يُخشى منه أن تؤول سابقة رفع علم الجامعة العربية في القدس، كما آلت إليه مبادرة الرئيس السادات “السلمية”، من ثلاثة عقود. لتبقى حالة الصراع متقدة تحت الرماد تعلوها طبقة من صقيع السلام البارد تُوَاجَه بفتور شعبي عربي يقاوم كل محاولات التطبيع، التي قد تفرضها اتفاقات “سلام” هشة وغير متوازنة.
من ناحية الجانب العربي، قد لا يُنظر إلى هذه الخطوة هذه النظرة الاختراقية للأزمة، التي نظر إلى الخبر من خلالها الإعلام الغربي. حتى على المستوى الإعلامي لم يحدث الخبر، ردود الفعل المعبرة عن الصدمة، التي أحدثها قرار الرئيس المصري السابق أنور السادات في تجاوز كل ما كان يُعد من “محرمات” في إدارة الأزمة، عربياً.
على أي حال: خبر احتمال رفع علم الجامعة العربية في القدس لا يخرج عن كونه خطوة تطبيعية (رمزية)، من جانب العرب، لها دلالات سياسية ونفسية كبيرة يعبرون من خلالها عن جدية تحركهم لتفعيل مبادرتهم السلمية. خارج ظروف آلية تفعيل مبادرة السلام العربية ما كانت إسرائيل تحظى بمثل هذه “اللفتة” السياسية والنفسية، لولا اتخاذ النظام العربي في قمة الرياض الأخيرة تفعيل مبادرة السلام العربية.
إسرائيل وإن أعطت الإيحاء بترددها في مجيء وزير خارجية مصر والأردن موفَدين من الجامعة العربية وما يمكن أن يترتب على ذلك من احتمال رفع علم الجامعة العربية في القدس، فإنها ـــ في واقع الأمر ـــ لا تستطيع مقاومة إغراء ما يمكن أن يُفسر على أنه اعتراف من قبل الجامعة بها. في حقيقة الأمر، إسرائيل تخشى من هذا التحرك العربي الجماعي ضمن آلية وضعتها الجامعة العربية للاتصال بالأطراف المعنية بالأزمة، من بينها إسرائيل. النهج المفضل، لدى إسرائيل، هو إجراء مفاوضات ثنائية منفردة مع كل طرف عربي، على حدة، حتى يمكن لإسرائيل أن تتحكم في أجندة المفاوضات، تحت ضغط احتلال الأرض.. والدعم السياسي الأمريكي لها والتعاطف الأوربي معها.. وتفوقها الاستراتيجي.. والأوضاع الداخلية، في كل بلد عربي، يمكن أن يدخل معها في مفاوضات ثنائية مباشرة، بعيداً عن أي التزام قومي جماعي بقضية العرب الأولى.
ما يثبت أن المسألة ليست لها علاقة بالجامعة العربية، ولكن بالنهج التفاوضي المفضل لدى إسرائيل القائم على آلية وأسلوب المفاوضات الثنائية، وليس التفاوض الجماعي مع العرب، أن إسرائيل من بين أحلام اليقظة، التي تراودها دائماً، أن تحظى بتطبيع، ولو حتى على المستوى البروتوكولي مع مؤسسات الجامعة العربية ورموزها. محاولات مستميتة كانت ولا زالت إسرائيل تقوم بها، مستغلة طبيعة وجودها الدبلوماسي في القاهرة، لفتح قنوات اتصال، ولو سرية مع الجامعة العربية... حتى أن إسرائيل، لمحت مراراً لإمكانية انضمامها عضواً في الجامعة العربية... بالرغم من العداء السياسي والدبلوماسي، التي تبديه إسرائيل تجاه الجامعة العربية وميثاقها ورمزية وجودها وحقيقة استمرارها، بالرغم من الصعاب التي تواجه مسيرة التكامل العربي التي تضطلع بها، وتواضع دور الجامعة السياسي في النظام الرسمي العربي.
إسرائيل، في قرارة ضميرها السياسي سعيدة بان يرفرف علم الجامعة في القدس، المدينة التي تُعتبر أحد محاور حالة الحرب القائمة رسمياً بين إسرائيل والنظام العربي. كل ما يُخشى منه أن تؤول سابقة رفع علم الجامعة العربية في القدس، كما آلت إليه مبادرة الرئيس السادات “السلمية”، من ثلاثة عقود. لتبقى حالة الصراع متقدة تحت الرماد تعلوها طبقة من صقيع السلام البارد تُوَاجَه بفتور شعبي عربي يقاوم كل محاولات التطبيع، التي قد تفرضها اتفاقات “سلام” هشة وغير متوازنة.