السكيبي: الخفجي مدرستي الأولى لممارسة العمل البلدي

قال ان الصدفة وحدها نقلته من وزارة المعارف

صالح الفهيد

يعود أمين الدمام الأسبق زايد السكيبي الى الجذور.. الى مسقط الرأس.. ومراتع الطفولة.. بقرية «سميراء» بمنطقة حائل التي يتحدث عنها السكيبي بعبارات مفعمة بالحنين والشوق لناسها الطيبين.. ولبيوت الطين.. والبساتين.. مختزنا ذاكرة ثماني سنوات قضاها بين ازقتها قبل ان يتركها مثل عشرات الشبان الذين هاجروا منها الى المناطق الكبيرة كالرياض والشرقية.. بحثا عن الدراسة والعمل.. والفرص.. وهربا من قسوة الحياة وشغف العيش في القرية..السكيبي الذي انتقل الى الرياض ودرس فيها وتلقى تعليمه الابتدائي.. انهى مشواره التعليمي معلما في احدى مدارسها الابتدائية.. وكان يمكن ان يبقى معلما حتى يتقاعد مثل غيره من المعلمين لولا انه اتخذ قرارا جريئا غير مجرى حياته.. حيث انتقل من وزارة (المعارف) الى وزارة الشؤون البلدية في صدفة يتحدث عنها بإمتنان في هذا الحوار:
النشأة الأولى
كيف كانت مسيرة حياتك؟
- ولدت في منطقة حائل بقرية (سميراء) وحتى عمر ثماني سنوات ثم انتقلت الى الرياض للدراسة وكان والدي يعمل بين الرياض والدمام بسكة الحديد، ودرست الابتدائية في الرياض حتى الرابع الابتدائي وفي الاحساء أكملت الابتدائية وحتى السنة الثانية في معهد المعلمين وانهيت دراسة المعهد في الرياض. عملت بعد تخرجي مدرسا في الرياض في المدارس الابتدائية وتنقلت بأكثر من مدرسة حتى استقريت بمدرسة الأندلس بالرياض في شارع (التركتور) في شرق الرياض يقطنه اغلبية أهل الزلفي وكان مديرها احمد حمود الخلف (ابو رياض) واغلب مدرسيها من أهل الزلفي ولازلت أذكر الكثير منهم مثل عبدالله الثنيان واحمد الصالح الخلف وعبدالله الحماد وعبدالله الجوير ود. عبدالله الباتل (رحمة الله عليه) وكثيرون آخرون وهم محل تقدير واعتزاز، وفي هذه المدرسة استطعت مواصلة دراستي الثانوية والجامعية منتسبا وبعد أن تخرجت من جامعة الرياض (الملك سعود حاليا) تعينت بمقر الوزارة بالرياض وكلفت بادارة المتعاقدين بالوزارة حتى انتقالي الى وزارة الشؤون البلدية والقروية وهي وزارة جديدة استحدثت بعد فصل وكالة البلديات من وزارة الداخلية وعين صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز (يرحمه الله) وزيرا لها.
هجرة الشباب
كيف كانت سميراء عندما تركتها في تلك الفترة؟
- قرية سميراء هي عبارة عن تجمعات سكانية بمثابة قصور متفرقة وكل قصر ينتمي لاسرة أو فخذ أو أكثر من عائلة وبداخل هذا القصر أكثر من منزل ويهدف ذلك الى المحافظة الأمنية، وكان كل شيء شحيحا ومتطلبات الحياة نادرة والاعتماد فقط على الزراعة والتمور وهذا أدى الى هجرة الشباب القادرين على العمل الى المدن بعد ان استتب الأمن في ظل حكومتنا الرشيدة، وقد درست فيها لدى الكتاتيب لسنة واحدة وواصلت دراستي في الرياض لمدة سنة لدى مدرسة السناري بالرياض وهي من المدارس المشهورة غير النظامية اي على نمط الكتاتيب وقد درس فيها العديد من الأمراء قبل انشاء معهد الأنجال الذي سمي فيما بعد معهد العاصمة النموذجي، ثم درست بعدها بالمدرسة السعودية بالرياض بشارع الريل حتى السنة الرابعة الابتدائية انتقلت بعدها الى الاحساء.
الانتقال للاحساء
ما ظروف انتقالكم الى الأحساء؟
- انتقلنا الى الاحساء واستقرارنا فيها كان بسبب ظروف عمل الوالد رحمة الله عليه، أما أنا وبعد أن أنهيت السنة الثانية في معهد المعلمين بالاحساء انتقلت الى الرياض وانهيت دراستي بمعهد المعلمين بالرياض بعد ان تخرجت تعينت بالرياض مما سمح لي بمواصلة دراستي منتسبا حتى حصولي على الشهادة الجامعية من كلية الآداب.
الخفجي مدرستي الأولى
كيف انتقلت من وزارة المعارف الى قطاع آخر مختلف؟
- لقد انتقلت من وزارة المعارف الى قطاع البلديات بمحض الصدفة حيث تعين احمد عبدالله المشعل بوزارة المعارف وبالتحديد مديرا لشؤون الموظفين وعملت معه مديرا لادارة المتعاقدين الا انه لم يمكث طويلا انتقل بعدها لوزارة الشؤون البلدية والقروية مديرا عاما، ونظرا لحداثة وزارة الشؤون البلدية والقروية واحتياجها الى كوادر مؤهلة ولكون وزارة المعارف هي مصدر الكفاءات المؤهلة في حينه فقد ابلغني بأنه وجه خطابا الى صاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية لوزارة المعارف يطلب فيه نقلي الى البلدية وقد واجه الطلب بعض الصعوبات الا ان الموافقة جاءت فيما بعد فخيرت بين بلدية حائل او خميس مشيط او الخفجي ووقع اختياري على الخفجي وهي مدرستي الاولى لممارسة العمل البلدي فيها ومنها الى الدمام رئيسا لبلدياتها ثم أمينا لمدن حاضرة الدمام.
نجاح مضمون
ولماذا اخترت الخفجي؟
- المنطقة الشرقية لها طابع خاص في حياتي خاصة وان الأهل والوالد رحمه الله استقروا بالاحساء وأقاموا فيها وان العديد من الأصدقاء والأقرباء يعيشون بالخفجي وسبق لي أن زرتها عدة مرات واعتقد انه أقل مشاكل من غيره لا سيما ان تخطيطها حديث وفي بدايات التنمية فنجاحي فيها شبه مضمون وكانت توقعاتي في محلها مما اكسبني ذلك مزيدا من الخبرة والمعرفة في المجال البلدي وهيأني ذلك لما هو أكبر بعد انتقالي الى رئاسة بلدية الدمام ثم الامانة بعد دمج بلديات المنطقة الشرقية.
ولماذا لم تختر حائل وهي منطقتك؟
- هذه المنطقة بمدينتها حائل الغالية حبيبة على قلبي ولا زالت، فخروجي من المنطقة صغيرا ووجود الأهل بالمنطقة الشرقية كان هو الحائل عن اختيارها وأنا أؤمن بأن الانسان في أي مكان يمكن له أن يؤدي الخدمة ويضمن النجاح فهذا هو المطلوب والاختيار الافضل.
عشش وصنادق
وماذا فعلت في الخفجي؟
- الخفجي في ذلك الوقت كانت عبارة عن عشش وصنادق ولا يوجد فيها سوى مخطط واحد لم يتم البناء فيه، وبعد أن تم ازالة الصنادق وتعويض أصحابها ماليا وبأرض بدأت عجلة العمران فيها وأول رخصة تم توقيعها مني بعد تسلمي العمل كانت رخصة رقم (5) واستمر العمران والبناء في هذه المدينة وتم تخطيط العديد من المخططات السكنية الجديدة سواء ما هو خاص بالبلديات او القطاع الخاص، وبعد اربع سنوات ونصف تقريبا تم ترشيحي لرئاسة بلدية الدمام بناء على تزكية وترشيح من مدير عام الشؤون البلدية والقروية بالشرقية المهندس عبدالرحمن محمد الشهيل وفقا لطلب صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية بالنيابة وكان رئيس بلدية الدمام في ذلك الوقت عبدالعزيز الطريقي. والخفجي لم أضعها في دائرة النسيان بل وبعد دمج بلديات المنطقة بالأمانة اعطيتها الأهمية والأولوية بالمشاريع ومنها كورنيش الخفجي بشاطئه الجميل الذي أصبح معلما من معالم المنطقة اضافة الى فندقها واستراحاتها التابعة للبلدية ومخططاتها السكنية المميزة.
التخطيط والكورنيش
وفي الدمام هل كان لديك مشروع للتطوير؟
- كنا في ذلك الوقت مرتبطين بمديرية الشؤون البلدية والقروية وكان المهندس عبدالرحمن الشهيل رئيسنا وكان رجلا فذا وممتازا جدا ودعمنا وأوصلنا الى نجاحات وراء نجاحات حتى تشكلت أمانة الدمام ورشحت فيها وانفصلنا عن المديرية ثم تم ضم الخبر والقطيف والخفجي والجبيل ورأس تنورة وغيرها، ومن أهم ما قمنا به هو الجانب التخطيطي لربط المدن، وايضا مشروعات كورنيشات المنطقة وعملنا فيها بدعم من سمو الأمير محمد بن فهد ووزير الشؤون البلدية والقروية ابراهيم العنقري اللذين اتاحا فرص العمل من خلال الاعتمادات المالية في العديد من المشاريع الحيوية والظاهرة الآن للعيان.