شهدت منطقة عسير بعد عصر أمس الأول تساقط كميات كبيرة من الثلوج.كست منتزهات السودة بالبياض المطرز بالخضرة بعد ان امتلأت جبالها وشعابها ووديانها بالثلوج لتشكل لوحة طبيعية خلابة. مما دفع المصطافين وأهالي المنطقة للخروج لمشاهدة هذه الظاهرة التي تحدث للمرة الاولى خلال هذا الصيف بهذه الكثافة وللاستمتاع بالمناظر الخلابة التي رسمتها الثلوج على مساحات واسعة في منطقة السودة.كما شهدت الشوارع المؤدية الى السودة زحاما شديدا بعد توافد الجموع الغفيرة لمشاهدة الثلوج وتوقفت حركة السير وامتدت طوابير السيارات لعدة كيلو مترات حيث غصت المنتزهات بالمصطافين وبذل رجال الأمن جهودا كبيرة في فك الاختناقات المرورية بعد أن غمرت المياه والثلوج الشوارع وتوقف العابرون لالتقاط الصور والاطفال للهو بالثلج.يشار الى ان منتزه السودة يبعد 25كلم من مدينة أبها وعلى ارتفاع 3000م عن سطح البحر اعلى قمة جبل السودة وهو من أكثر المواقع المطورة في منتزه عسير الوطني حيث تبلغ مساحتها 883هكتارا، وينفرد هذا الموقع دون سواه بخصائص بيئية خلابة، ففيه تسقط أعلى نسبة أمطار في منطقة عسير وتكسوه بغزارة غابة كثيفة من أشجار العرعر وتتباين هذه المنطقة المرتفعة في توزيع غطائها النباتي وطبوغرافيتها بين الارض المستوية والحواف المنحدرة والانكسارات الحادة وتتخللها جميعا اشجار العرعر داكنة الخضرة بفعل غزارة المطر وارتفاع نسبة الرطوبة في المنطقة حيث تعانق السحب قمم الجبال باعثة الانتعاش والحيوية وتملأ النفس بالانشراح والبهجة، كما يمكن مشاهدة بعض الصخور المنحوتة بكتابات ورسوم تتحدث عن حقبة جاوزت 3000 سنة خلت، كما تتاح الفرصة للنزول في عمق المنحدرات لمشاهدة انواع الحياة الفطرية. وقد هيئ هذا الموقع بكافة الخدمات اللازمة لرواده من طرق اسفلتية تربطه بمدينة أبها والقرى المجاورة ومواقف للسيارات وممرات للمشاهد الطبيعية والجسور الخشبية وطاولات ومقاعد النزهة وأماكن الطهي والتسوق ودورات المياه ومناطق المخيمات ومطلات مثبت عليها المناظير المكبرة لمشاهدة المناظر الرائعة لسهل تهامة والاودية والقرى المجاورة، كما زود الموقع بالمياه والكهرباء والحراسة، والعربات المعلقة (التلفريك) التي تتيح للسياح الوصول الى منتزه العوص برجال ألمع حيث يوجد متحف رجال ألمع والمكتبة والقصور الأثرية الشامخة.وأوضح أمين التنشيط السياحي بمنطقة عسير عبدالله مطاعن انه منذ ما يزيد على عشرين سنة انشئ منتزه عسير الوطني والذي ضم كافة المنتزهات السياحية في المنطقة وساهم بشكل مثالي في المحافظة على المناطق السياحية الهامة التي يتم تطويرها باستمرار.ومنذ قيام الهيئة العليا للسياحة وجدت المنتزهات اهتماما كبيرا في خططها المستقبلية والتي تشجع رجال الاعمال والشركات السياحية في الاستفادة منها لتوفير افضل الخدمات التي يحتاجها السائح.
واشار الى ان الأجواء الربيعية التي تشهدها المنطقة هذه الايام ساهمت في تدفق اعداد المصطافين الى منتزهات السودة والفرعاء والحبلة ومنتزه الأمير سلطان بن عبدالعزيز السياحي واكد ان اعداد السياح ستشهد ارتفاعا ملحوظا خلال الأيام القادمة خاصة بعد انطلاقة فعاليات أبها التي روعي فيها ان تكون شاملة ومتنوعة ومرضية لكافة شرائح المجتمع خاصة كما أكد على ارتفاع مستوى التنظيم وتوفير التسهيلات والخدمات في مواقع الفعاليات وسيشهد الملتقى تقديم العديد من البرامج الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والترفيهية لتلبية رغبات جميع الفئات.